تتصف الخلايا السرطانية بالسرعة في النمو والانقسام والتكاثر، لذلك تكون الخلايا الطبيعية (السليمة) عرضة للإصابة بالأدوية الكيماوية التي يستخدمها مريض السرطان، وخصوصا بالنسبة إلى أنسجة الجهاز الهضمي والنخاع العظمي، ولكن ما يميز هذه التأثيرات الجانبية السيئة هو أنها تأثيرات آنية أو وقتية بمعنى أنها تزول في الغالب بمجرد التوقف أو إنهاء مراحل العلاج الكيماوي.
إن الأعراض الجانبية عادة ليست دلالة على فاعلية الدواء، بل هي تعتمد أساسا على نوع وجرعة الدواء، وتفاعل الجسم معه، والملاحظ أن الأطفال هم أقل عرضة للتأثيرات الجانبية منه لدى الكبار ما يعطي الطبيب فرصة سانحة لإعطاء الطفل جرعات عالية تستطيع القضاء على الخلايا السرطانية بأقل مستوى من التأثيرات الجانبية.
كيف نستطيع معرفتها؟
لابد أن يخضع المريض لمراقبة كاملة وشاملة مع بدء العلاج الكيماوي والهدف منها هو تجنب الأعراض والتأثيرات الجانبية الخطيرة أو التخفيف من حدتها، عبر تعديل الجرعات أو حتى تغيير الأدوية، وتتم هذه الرقابة عادة عبر الملاحظة المخبرية (التحاليل) لوظائف الجسم كاملة، وعبر الملاحظة العينية أو المشاهدة لحالة المريض ومدى تقبله، وهذه القابلية بالتأكيد تشمل الحالة النفسية للمريض والتي تلعب دورا محوريا في نجاح العلاج الكيماوي.
ويشار إلى استحسان حقن الجسم بمحاليل إضافية وريدية قبل وبعد تناول الأدوية الكيماوية، ذلك من أجل زيادة معدلات التروية للدم ومعادلة مركبات الدم.
ما أنواع هذه التأثيرات؟
تصنف التأثيرات الجانبية بعدة طرق عبر الاعتماد على كونها شائعة أو غير شائعة، أو بالاعتماد على زمن حدوثها. ولعل أهم التأثيرات الشائعة هي التقيؤ والغثيان والحرارة في موضع الحقن، أما غير الشائعة فهي عادة ما تكون حالات الحساسية المفرطة كالطفح الجلدي أو قصر وظائف التنفس.
كما تعتبر ظاهرة اختلال الدم (تغييرات الدم) ومضاعفات الفم وتساقط الشعر (المؤقت) من الحالات الشائعة على مدى الأسابيع الأولى، أما الحالات النادرة فهي عادة ما تكون التهابات المثانة والنزيف الحاد منها، واصفرار الجلد والعينين تبعا لمشكلات الكبد (اليرقان).
أما المضاعفات المتأخرة على المدى البعيد فتتركز على النمو البدني والذهني وخصوصا بالنسبة إلى الأطفال، وبعض الأورام الثانوية (العارضة) بنسبة حدوث تصل إلى 12 في المئة خلال فترة تمتد إلى أكثر من 15 عاما.
وكيف يتم التعامل معها؟
طبعا ليس من السهل التعامل مع هذه الإزعاجات التي يعاني منها المريض، والتي تسبب له الإرهاق الذي يضاف إلى أحاسيسه المتعبة جراء إصابته بهذا المرض العضال، إلا أن المريض والطبيب وأهل المريض مطالبون بالاحتياط منها ومحاولة التغلب عليها قدر الإمكان. وعلى المريض خصوصا أن يراعي أن لكل عارض من هذه العوارض طريقة للتعامل وبرنامجا وقائيا خاصا يجب عليه الاهتمام به وتنفيذه بدقه.
فالنقص في كريات الدم البيضاء في جسم المريض والتي تلعب دورا كبيرا في جهاز المناعة لدى المريض يستلزم من المريض: الحفاظ على النظافة الشخصية، استخدام مطهرات الفم باستمرار بمعدل خمس مرات يوميا على الأقل، بالنسبة إلى الأطفال يجب إبعادهم عن أي مصدر للعدوى، أيضا يجب تجنب اللقاحات (كالحصبة) للأطفال، تجنب الأطعمة النيئة أو الألبان غير المبسترة والفواكه.
أما بالنسبة إلى المشكلة التي تؤرق الكثير من المرضى وهي تساقط الشعر (المؤقت) فعلى المريض مراعاة الآتي: استخدام الأمشاط المتسعة والشامبوهات الملطفة للشعر، يجب على الأهل أن يحاولوا دعم المريض نفسيا قدر الإمكان، وضع غطاء صوفي أسفل الشعر عند النوم ليمنع حدوث تساقط الشعر عبر الاحتكاك، عدم التعرض للشعر بأية وسيلة تجفيف أو أدوات تجميلية أو ما شابه من دون استشارة الطبيب المختص
العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ