العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ

كفاكم تدخلاً في شئون العراق!

كشفت عملية «والفجر» التي قامت بها القوات الأميركية في منطقة الفلوجة عن فضائح كبيرة لقوى الظلام والإرهاب، فمنازل الذبح، والمساجد للتفخيخ وكمستودعات أسلحة ثقيلة - من موروثات نظام صدام - وقوائم المذبوحين، وخلايا إرهابية، وخطط تدميرية، ومعتقلات في السراديب، ومخطوفون أحياء وآخرون تم الإجهاز عليهم... وغيرها الكثير مما يندى له الجبين، كل ذلك كشف زيف ادعاءات المقاومة التي تشدقت بها قوى الإرهاب والتطرف.

كل ذلك ونجد كثيرا من العرب لايزالون مصرين على إقحام أنفسهم في شئون العراق الداخلية ! أليس للعراق رجالات ومراجع؟ أليس للعراق سياسيون؟ أليس للعراق مثقفون؟ أليست للعراق كيانات سياسية؟

وقد استغربت كثيرا من مظاهرات التنديد بالأميركان بعد عملية «والفجر»، ألم تكفكم هذه الفضائح لتبرير مثل هذه العمليات ضد هؤلاء الإرهابيين؟ ألم يحقق الأميركان ما عجز الكل عن القيام به؟

لقد قضى الأميركان على أسوأ أنظمة في التاريخ البشري (طالبان وصدام)، وهذان النظامان اللذان شوها صورة الإسلام والعروبة، وكما تقوم بذلك كل حكوماتنا التي تبذل جهودا كبيرة لمقاومة التطرف والإرهاب وقمع الفكر الطالباني. وأخيرا أجهض الأميركيون مشروع (إمارة الفلوجة) كما تسميها أدبيات «القاعدة» وهي إقامة دويلة على الطراز الطالباني.

ولا يخفى علينا أن الأميركيين برغماتيون مصلحيون، تحركهم مصالحهم في العالم، ولكن هذه المرة تقاطعت بعض أهدافهم مع الخير، فكان من الواجب «التمصلح» منهم كما «يتمصلحون» منا والمحافظة على هذه المكتسبات التي حققوها. وكلمة أخيرة، إن للعراق من يستطيع حل مشكلاته الداخلية ويحدد أولوية بقاء أو زوال القوات الأجنبية، وليس بحاجة إلى مظاهرة هنا أو هناك تندد بهذا أو ذاك.

سلمان أحمد أوال

العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً