عندما انتقل اللاعب الياباني ناوهيرو تاكاهارا إلى صفوف هامبورج الألماني لكرة القدم خلال فترة الانتقالات الشتوية الموسم قبل الماضي أعلن الكثير من وسائل الإعلام الألمانية أن التعاقد معه ليس إلا خطة دعائية تهدف إلى جذب رعاة يابانيين للفريق.
وبعد فترة قصيرة من التعاقد مع اللاعب نجح النادي في الحصول على عقدي رعاية من شركتي كاسيو وأوليمبس بمبلغ حوالي 600 ألف يورو سنويا، ولكن بعد أن فشل تاكاهارا هداف الدوري الياباني سابقا في فرض اسمه على التشكيل الأساسي لهامبورج، بدا ذلك تأكيدا لما رددته وسائل الإعلام.
ومع تعاقد نادي هامبورج قبل بداية الموسم الجاري مع مهاجمين جديدين هما إيميلي مبينزا ووبنيامين لاوت مع وجود المهاجم برناردو روميو في صفوف الفريق، وجد تاكاهارا نفسه فجأة في المرتبة الرابعة بين اختيارات المدير الفني للفريق في خط الهجوم وأصبح عليه أن يتسلق جبلا عاليا وحاجزا ضخما ليؤكد جدارته في اللعب بالتشكيل الأساسي.
وضاعف من صعوبة مهمة اللاعب الياباني إصابته بالتهاب رئوي الصيف الماضي حرمه من المشاركة مع الفريق في فترة الإعداد قبل بداية الموسم الجاري ليجد تاكاهارا نفسه فجأة يلعب في صفوف فريق الهواة بالنادي أمام مئتين فقط من المشجعين بعد أن كان النجم المدلل لجماهير الكرة في اليابان وكان لا يستطيع السير في الشارع من دون أن يستوقفه المشجعون لتبادل الحديث معه.
وعلى رغم ذلك لم يستسلم تاكاهارا لليأس ونجح في التسجيل مع فريق الهواة بالنادي في أول مباراتين له بالدوري الإقليمي ليؤكد للمدير الفني للفريق الأول في ذلك الوقت كلاوس توبموللر أنه مازال لديه الكثير ليقدمه إلى الفريق الأول.
وعاد تاكاهارا إلى صفوف الفريق الأول في 26 سبتمبر/أيلول الماضي من خلال المباراة التي خاضها الفريق أمام هرتا برلين وسجل اللاعب هدفين ليفوز فريقه 2/1.
وأنقذ هذا الفوز مدرب الفريق توبموللر من سكين الإقالة في ذلك الوقت ولكن بقاء الفريق في مؤخرة جدول الدوري الألماني (بوندسليغا) أدى إلى إقالة المدرب بعدها بأقل من أربعة أسابيع فقط ليحل مكانه مدرب فريق الهواة بالنادي توماس دول. وبعد تعيين دول مدربا للفريق في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مر فريق هامبورج بطفرة كبيرة وحقق عدة نتائج رائعة في الأسابيع الخمسة الماضية، آخرها الفوز الذي حققه 3/1 السبت الماضي على فولفسبورج المتصدر السابق للبطولة وصاحب المركز الثاني حاليا ليصعد هامبورج إلى المركز العاشر في البطولة.
ونجح تاكاهارا الفائز بلقب أفضل لاعب ياباني العام 2002 في إثبات وجوده بالفريق تحت قيادة دول ولعب المباراة كاملة أمام فولفسبورج فصنع هدفا لزميله سيرجي بارباريز (من البوسنة) ليتقدم الفريق 2/1 كما سنحت له فرصتان للتسجيل في هذه المباراة القوية ولكنه أهدرهما.
وأعرب تاكاهارا عن سعادته البالغة بالفوز الذي أسهم به في المباراة السادسة والخمسين له بالدوري الألماني معترفا بأن الفترة التي قضاها مع فريق الهواة بالنادي كانت في غاية الصعوبة وأنه فكر خلالها في الانتقال من هامبورج إلى أي ناد آخر ولكنه فضل الانتظار حتى فترة الانتقالات الشتوية في يناير/ كانون الثاني المقبل.
ولكن تفكير تاكاهارا تغير إلى النقيض تماما في الفترة الحالية بعد عودته للتألق مع الفريق الأول في هامبورج إذ يركز حاليا فيما يمكن أن يفعله ويقدمه للفريق في الفترة المقبلة أكثر من تفكيره في كيفية أو توقيت ترك الفريق.
وقال تاكاهارا «دول مدرب كبير وعلاقتنا به جيدة وحصلنا على 13 من 18 نقطة ممكنة في المباريات التي خضناها في الدوري الألماني تحت قيادته». وأشاد دول أيضا باللاعب تاكاهارا مؤكدا أنه واحد من هؤلاء اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم وخصوصاً أن إخلاصه نموذج يحتذى. وبعد أن نال تاكاهارا فرصة اللعب في الفريق الأول بانتظام وضع أمام عينيه هدفا جديدا وهو تسجيل عشرة أهداف في الموسم الجاري علما بأنه نجح حتى الآن في تسجيل ثلاثة أهداف منها هدفان في مرمى هرتا برلين وهدفا في مرمى هانزا روستوك في المباراة التي فاز فيها فريق هامبورج 6/صفر.
ووضع تاكاهارا لنفسه هدفا آخر في الموسم الجاري وهو قيادة المنتخب الياباني أمام نظيره الألماني في المباراة الودية الدولية التي تقام بينهما في يوكوهاما في 16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقال تاكاهارا «أرغب في اللعب أمام المنتخب الألماني والتسجيل في مرمى حارسه أوليفر كان» علما بأن أول هدف له في الدوري الألماني كان في مرمى أوليفر كان حارس مرمى بايرن ميونيخ أيضا وتحديداً في التاسع من فبراير/ شباط 2003 وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 لينهي بذلك فترة استمرت 800 دقيقة حافظ فيها الحارس على شباكه نظيفة
العدد 810 - الثلثاء 23 نوفمبر 2004م الموافق 10 شوال 1425هـ