استعرض رئيس غرفة التجارة العربية البريطانية وسفير بريطانيا السابق لدى مملكة البحرين وسورية السير روجر تومكيز نشأة أوعية التفكير في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، مشيرا الى نقاط الالتقاء والتباين.

جاء ذلك في محاضرة نظمتها جمعية المنتدى البحرينية، اذ تناول فيها تجربة نشأة وتطور ما يعرف اليوم في الغرب بأوعية التفكير (Think Tank) أو جماعات الضغط (Pressure Group).

وانتقل المحاضر إلى رؤيته الشخصية في هذا الميدان حين استشهد بقولين هما: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة نحن تنادي، و«أنا فين وأنت فين».

واستخدمهما بشكل جيد في تناول موضوع إمكان نشاط «وعاء فكري» أو «جماعة ضغط» في مملكة البحرين، إذ إن على من يريد أن يمارس دور أي منهما لابد له ان يراعي الأمور الآتية: قراءة صحيحة للبيئة السياسية التي تنشط فيها هذه المجموعة، ومعرفة دقيقة للجهات التي في مواقع صنع القرار وأفضل الطرق لمخاطبتها.

وأوضح روجر أن بوسع تلك الجماعة تحقيق ذلك عبر كل أو أحد الطرق الآتية: لقاءات مفتوحة يتم خلالها طرح برامج محددة تخاطب الأعضاء وغير الاعضاء، واجتماعات مغلقة يقتصر حضورها على عناصر محددة يتم اختيارها وفق مقاييس دقيقة. ومؤتمرات مصغرة يحضرها ويشارك في نقاشاتها الأعضاء، لكن تسعى - تلك المؤتمرات - إلى اشراك غير الأعضاء أيضاً في النقاش من أجل التوصل إلى طرق عمل مجدية وقابلة للتطبيق. ومطبوعات دورية تعبر عن أفكار وقيم هذه المجموعة الراغبة في ممارسة دور «مجموعات ضغط» وتروج لأفكارها. وتقديم المشورة المهنية العينية على دراسات علمية للجان المؤسسات التشريعية ونشر آراء تلك الجماعات في الصحف والمجلات. وبناء موقع على الانترنت لنشر أفكار ومواقف تلك الجماعات وبثها أيضاً عبر النشرات الإلكترونية.

ومن هذه الأرضية العامة انتقل روجر إلى القضية المحددة والتي هي ساحة البحرين وتحديداً جمعية المنتدى، وأشار هنا إلى التغييرات الجذرية التي عرفتها البحرين منذ أن غادرها في منتصف الثمانينات.

بعدها وضع ملامح الخطوات التي رآها مناسبة لجمعية من جمعيات المجتمع المدني تنشط في دول العالم الثالث ومن أهمها: بناء علاقة مع مؤسسات المجتمع المدني البحرينية. والانفتاح على جمعيات خليجية مماثلة وقارن هنا وبشكل دقيق بين تجربة أوروبا وتجربة مجلس التعاون في مجال «أوعية التفكير».

كما ألمح روجر إلى إمكان التفاعل مع «أوعية التفكير» خارج دول مجلس التعاون وهنا أفصح روجر عن نيته في تدشين المشاركة في تدشين المشروع الجريء الذي سيعرف باسم المنتدى المالي العربي «Arab Financial Forum» وهي أحد أسباب وجوده في البحرين