العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ

قرينة العاهل: نؤسس لمشاركة شاملة للمرأة البحرينية

خلال كلمتها أمام مؤتمر «المرأة تدافع عن السلام» بجنيف

شاركت قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في اليوم الثالث والأخير من أعمال المؤتمر العالمي «المرأة تدافع عن السلام» الذي تعقده حركة سوزان مبارك الدولية للسلام من أجل المرأة ووزارة الخارجية السويسرية بجنيف، وفي هذا الإطار ألقت صاحبة السمو كلمة موجزة خلال أعمال الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر، فيما يأتي نصها:

بعد ثلاثة أيام من الاستماع والنقاش والتأمل في موضوعات هذا المؤتمر المهم كمهتمين ومعنيين بالدفاع عن السلام والدعوة إليه كخيار وحيد لنجعل من عالمنا (البيت الآمن) لنا ولأبنائنا تطرح أمامنا وبشدة حقيقة لا نستطيع تفاديها، ألا وهي: لقد حان وقت العمل من أجل السلام.

لقد كانت السنتان الماضيتان من عمر حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام فترة تعريف وتخطيط لأعمال الحركة لتجد مكانها ضمن المنظومة العالمية التي تسعى لنشر إرادة السلام في عالمنا اليوم. وها نحن الآن نوحد جميع جهودنا كمدافعين عن السلام لننتقل لمرحلة جديدة نسعى خلالها إلى تحقيق هدف السلام، إذ تكون المرأة عاملاً فعالاً تقرر مصيرها وتتحكم في وسائل الوصول إليه، وكمواطنة وأم قررت ان تختار دربها هذا لتقديم كل العون من أجل الدعوة للسلام.

سأعمل كل ما بوسعي وبمساعدة من أبناء وطني من المهتمين لبدء تجربة عملية تترجم الخلاصة التي وصل إليها مؤتمرنا للحصول على النجاحات التي نتطلع اليها وفي إطار ما تستلزمه خصوصية بلادي. فالبحرين تعيش في هذه الفترة أجواء من التحديث والإصلاح على الأصعدة كافة وبما يستدعي أن نصل إلى درجات مناسبة من الانسجام الوطني لاستيعاب التغيير المطلوب بأقل الأضرار الأمر الذي تعمل في اتجاهه القوى المؤتمرة في عملية الاصلاح كافة.

وعلى هذا الصعيد فقد تم الانتهاء أخيراً من وضع استراتيجية شاملة للنهوض بالمرأة البحرينية أشرف على اعدادها المجلس الاعلى للمرأة بما يهدف إلى اشراك المرأة كمواطن وبشكل عملي في مسيرة التنمية والتطوير. إن هذه الاستراتيجية والتي تحظى بدعم ملكي مطلق لتنفيذها ستحمل في طياتها - بإذن الله تعالى - تباشير الرخاء والامان والسلام لنساء بلادي.

إن خروج المؤتمر العالمي (نساء للدفاع عن السلام) بحزمة من الاجراءات العملية المتمثلة في خطة العمل التي تعلن اليوم رسميا لهي مؤشر حيوي لمسيرة العمل المقبلة لتحقيق الأمن والاستقرار اللازمين، وسيكون لتجربتنا كمشاركين في هذا المؤتمر المهم تأثير ايجابي نتطلع إليه ونحن نؤسس لمشاركة شاملة للمرأة البحرينية في تنمية بلادها.

الحضور الكرام، ما أود التشديد عليه هنا هو أن ترسيخ السلام والعمل من أجله يجب أن يكون أولاً أسلوب حياة ينبع من إرادة البشر القائمين على حمايته وأن يكون ثروتنا الإنسانية التي نحافظ عليها نساء ورجالا وأبناء من دون استثناء، فمتى استطاعت البشرية أن تجعل من السلام أساساً للتنمية أصبح للأمن والاستقرار مكان في مجتمعاتنا التي هي أحوج لهما اليوم من أي شيء آخر في رحلة البحث عن حياة الرخاء والرفاهية التي نتمناها بقوة لأبنائنا.

إذاً نحن نتحدث عن دور مختلف للمرأة... دور ترى المرأة نفسها من خلاله كمحرك فاعل للتغيير وأن تتمكن وهي تمارس ذلك الدور من الحصول على احتياجاتها الأساسية لتعيش، ولتتمكن من بناء قدراتها لتعمل، وبالتالي ليتمكن العالم من غلق تلك الفجوة التي تؤرقنا والتي تنحصر في ما على الجميع القيام به لتحقيق المكانة اللائقة للمرأة وما يتحقق لها فعلاً على أرض الواقع.

وفي ضوء ما يمر به العالم من اضطرابات عدة تبعث على القلق الشديد جعلنا أكثر من أي وقت مضى أكثر إصرارا على إيصال صوتنا لفتح قنوات للحوار كبداية لعمل متواصل يبدأ بفهم الصعوبات ويعترف بها كواقع لا يخشاه، وينتقل لتحديد أولويات عمله بشكل قابل للتحقيق وينتهي بمراجعة أدائه لقياس الإنجاز كمعيار حاسم لصدقية العمل ونجاحه.

وما يبعث على السعادة هو بدء مثل هذا العمل المنظم عبر اشهار التحالف الدولي لـ «المرأة تدافع عن السلام» لتحقيق النتائج المرجوة وبشكل يسهم مباشرة في تذليل الصعوبات والتحديات المحيطة به، لعل أهمها - من وجهة نظرنا - الحاجة إلى إحداث التغيير المطلوب والضروري في حياة النساء.

وختاماً، نحن بحاجة إلى إيمان قوي بضرورة الدفاع عن السلام كمظلة شاملة لتنمية حقيقية تسمح لصانعيها بأن يعرفوا حقوقهم وأن يمارسوها بشكل يحفظ إنسانيتهم أولا وأخيرا وأن يتحمل المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى مسئولية إحلال السلام بشكل شامل للإنسانية كلها من دون تأجيل حفاظاً على مصائر أجيالنا المقبلة من منطلق مسئوليتنا المشتركة تجاه مستقبلهم الذي يستحقونه. مع أملي بأن تكون لنا المزيد من الوقفات للتحاور، متطلعة بهذه المناسبة إلى الفرص الطيبة التي تنتظرنا للاستفادة منها بشتى الصور من أجل حماية السلام والدفاع عنه

العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً