شارك المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي ورئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» محمد علي العبار، وعمدة نيويورك السابق ردولف غيلياني في نقاش مثير عقد خلال «منتدى القادة» الذي عقد في دبي في 29 و30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع قادة كبار يمثلون قطاعات حيوية في الاقتصاد العالمي والاقليمي.

وشارك في النقاش استاذ الإدارة «توم بيترز» والرئيس التنفيذي لمجموعة الزامل الصناعية الاستثمارية عبدالله الزامل والرئيس والمدير التنفيذي لشركات «شل» في المملكة العربية السعودية فلوريس أنغايز. وحضر إلى منتدى القادة في دبي ما يقرب من 2500 من الشخصيات التي مثلت كبار رجال الأعمال والتنفيذيين والشخصيات الممثلة للمؤسسات شبه الحكومية.

وأكد العبار الحاجة الماسة إلى سماع أصوات جديدة مستعدة لتحمل المسئولية وطرح أسئلة جوهرية بشأن حقيقة الوضع الراهن في المنطقة وإثراء الرؤية القيادية بوجهات نظر مختلفة. وأشار إلى أن مفهوم القيادة في منطقة الشرق الأوسط يقوم عموماً على نظام من الرعاية، مشدداً على ضرورة ظهور جيل جديد من القيادات في ظل هذه الأوضاع.

وقال العبار: «تتطلب القيادة بمعناها الحقيقي التركيز على تطوير الإنسان وتنمية قدراته بحيث يتمكن من توليد الأفكار، بالإضافة إلى تقديم الدعم له حين يحتاجه. وتقدم القيادة في دبي جميع أنواع الدعم المطلوب، واضعة جيل الشباب أمام امتحان دائم لاختبار عزيمتهم وقدرتهم على الإبداع».

وفي إطار تفنيده لمقولة غيلياني بأنه يتعين على القادة امتلاك مجموعة من المبادئ والمفاهيم يحشدون الناس حولها، أكد العبار ضرورة المراجعة المستمرة لهذه المفاهيم لضمان ارتباطها الدائم بالواقع.

وأوضح أن الموقف الأميركي الرسمي من «القيادة المبنية على المفاهيم» في المنطقة كان يتسم بالنسبة للكثيرين بالانحياز والتعالي، لافتاً إلى وجود حاجة حقيقية لأن تعيد الولايات المتحدة النظر في سياستها في المنطقة وأن تحد من الإفراط في استخدام نفوذها في الاتجاه غير الصحيح.

وتساءل العبار عن مبررات تمسك غيلياني بالقيادة المستندة على المفاهيم والمبادئ، وخصوصاً فيما يتعلق بالمؤسسات الديمقراطية، في الوقت الذي يبدو فيه عمدة نيويورك السابق عاجزاً عن تقديم النصيحة للرئيس الأميركي جورج بوش لوقف سياساته الخارجية الحالية. وقال: «لقد أدت الحوادث في السنوات القليلة الماضية في الشرق الأوسط، وخصوصاً طريقة التعامل مع مسألة العراق، إلى تلاشي الصدقية التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة في المنطقة وإحداث شرخ بينها وبين العالم العربي».

في المقابل، هنأ العبار عمدة نيويورك السابق على نجاحه في تقليص معدلات الجريمة في شوارع المدينة بشكل كبير وعلى رباطة جأشه وتعامله الواعي مع حوادث 11 سبتمبر/ ايلول. ولكنه أشار إلى أن قصة نجاح نيويورك نابعة من حقيقة مدينة تكتسب أهميتها لكونها واحدة من مدن الولايات المتحدة الأميركية، في حين استطاعت دبي أن تكتب قصتها بنفسها منتفضة من رمال الصحراء لتحتل مكانة على خريطة العالم يحسدها الكثيرون عليها.

وخلص العبار في ختام حديثه إلى أن القيادة في عالمنا اليوم تستند إلى التخطيط والاستعداد ولكنها أيضاً تقوم على الجرأة والقدرة على تحمل المسئولية وخوض المخاطر ويجب أن تتحلى بالمرونة والواقعية والتحفز لامتلاك قصب السبق كلما دعت الحاجة