أعلن المدعي العام الألماني كاي نيم، أمس إحباط محاولة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي، بعد أن اعتقلت الشرطة ثلاثة عراقيين ينتمون إلى جماعة «أنصار الإسلام».
وقال: «لقد رأينا تهديداً كبيراً بالنسبة لعلاوي». وأضاف «كانت هناك دلائل متزايدة على أنه يتم التخطيط لهجوم». واجتمع المستشار الألماني غيرهارد شرودر، وعلاوي في برلين وسط إجراءات أمن مشددة بعد مداهمة الشرطة في وقت سابق شققاً سكنية في برلين وشتوتغارت وأوغسبورغ واعتقلت ثلاثة عراقيين. وفي بغداد، هاجم مسلحون مركزا للشرطة وفجروا سيارة مفخخة أمام حسينية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا، وذلك في أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع. كما قتل جندي أميركي بانفجار قنبلة في كركوك.
في غضون ذلك، راجت أخيرا تقارير تقول إن وزير الخارجية السابق ناجي صبري، اقترح على الرئيس المخلوع صدام حسين سحب متفجرات من مواقع خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسليمها إلى انتحاريين. وزعمت أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، وجد في أرشيف الوزارة رسالة «سرية وعاجلة» تحمل تاريخ 4 ابريل/ نيسان 2003، أي قبل سقوط بغداد بخمسة أيام، موجهة إلى صدام توضح أن المدنيين يتعاونون مع الجنود الأميركيين. ويقترح صبري بأن أفضل طريقة لمنع حدوث ذلك هي «مهاجمة نقاط التفتيش بسيارات مفخخة تجعل الأميركيين الوحشيين يدركون بأن اتصالهم مع العراقيين هو بدرجة خطورة لقائهم نفسه في ساحة المعركة».
عواصم - وكالات
قتل 26 شخصا من بينهم 12 شرطيا على الأقل وأصيب 24 آخرون بجروح أمس في اعتداءين استهدفا مركزا للشرطة وحسينية، ما وضع حدا لهدنة نسبية سادت بغداد منذ بدء الهجوم على الفلوجة.
وتبنى الاعتداءين تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» الذي يتزعمه الزرقاوي، مشيرا إلى أن الهجمات استهدفت مركزين للشرطة الأول في حي العامل والثاني في منطقة الاعظمية.
وقتل 12 عنصرا من الشرطة وأصيب أربعة شرطة وسجين واحد خلال الهجوم الأول الذي شنته مجموعة مسلحة كبيرة على مركز حي العامل غرب بغداد وأطلقت خلاله سراح 50 سجينا. وأوضح مصدر طبي «أن 12 شرطيا بينهم ضابطان قتلوا كما أصيب ضابط وثلاثة عناصر بجروح إضافة إلى سجين واحد».
وأكد ضابط شرطة «أن نحو 60 مسلحا شاركوا في الهجوم». وقال «وصلوا في سيارات وخصوصاً في سيارات ميني باص وانتشروا على أسطح المنازل المجاورة واستخدموا قاذفات آر بي جي وأسلحة رشاشة».
وأوضح «أن عناصر المركز - وكان عددهم 22 بين ضابط وشرطي - اشتبكوا مع المهاجمين حتى نفذت ذخيرتهم». وقال «قتل ثلاثة في الاشتباكات واعدم المسلحون عددا آخر رميا بالرصاص على سطح المركز». وأكد أن المهاجمين «أطلقوا سراح 50 سجينا».
وطوقت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة الحي ومنعت الصحافيين من الاقتراب من المركز الذي بدت آثار الرصاص واضحة على جدرانه. وشاهد مراسل فرانس برس مئات من الطلقات الفارغة على الأرض، كما شاهد سيارتين للشرطة محترقتين تماما.
ووقع الاعتداء الثاني بعد ساعتين فقط، إذ فجر انتحاري سيارته قرب حسينية في الاعظمية، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة 19 آخرين بجروح. وأكد مصدر من وزارة الداخلية الحصيلة، موضحا أن «سيارة يقودها انتحاري انفجرت قرب جامع حميد العلوان»، وأشار إلى وقوع أضرار مادية جسيمة.
من ناحيتهم أفاد شهود عيان أن حريقا اندلع في الحسينية التي تقع في طريق فرعية من منطقة الاعظمية السنية المكتظة التي تقطنها أقلية شيعية. وأوضح محمود فؤاد الذي قتل شقيقه في التفجير أن السيارة انفجرت على مرحلتين. وأكد شاهد آخر يدعى هيثم صباح «أن القيمين على الحسينية تلقوا أخيرا عدة تهديدات، لكنهم رفضوا إغلاق الأبواب».
كما قتل ستة أشخاص في الموصل خلال عمليتين استهدفت احداهما مبنى محافظة نينوى والثانية دورية أميركية. وأوضحت مصادر ثلاثة مستشفيات أنها تسلمت خمس جثث و17 جريحا أصيبوا في العملية.
فقد هاجم مسلحون محافظة نينوى بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة. وبعد ساعة وقع اشتباك بين دورية أميركية ومسلحين في منطقة اليرموك في الموصل قتل خلاله مدني وأصيب آخر. من ناحية أخرى اعتقلت القوات الأميركية 53 متمردا في بلدات تقع في محيط الموصل.
من ناحية أخرى، قال مسئول كبير إن الشرطة الألمانية اعتقلت ثلاثة عراقيين أمس للاشتباه في تآمرهم لاغتيال رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي الذي يزور ألمانيا حاليا. وقال المدعي العام الاتحادي كاي نيم إن الرجال الثلاثة، الذين ينتمون إلى جماعة أنصار الإسلام، اعتقلوا بعد أن داهمت وحدات من القوات الخاصة أماكن إقامتهم في برلين وشتوتغارت وأوغسبورغ.
إلى ذلك، أصيب مدير مستشفى الفلوجة واثنان من مساعديه بنيران القوات الأميركية. وأبدت وكالات الإغاثة قلقها على مصير لاجئي المدينة.
بروكسل - أ ف ب
أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي ياب دي - هوب شيفر خلال زيارة قصيرة للعراق أمس افتتاح مقر للحلف في العراق. وجاء إعلان شيفر الذي لم يكشف عن زيارته مسبقاً لأسباب أمنية، في مؤتمر صحافي. وأكد في كلمة أمام مجموعة من ضباط الحلف الموجودين في العراق لتدريب ضباط عراقيين، أن الحلف موجود في العراق «باسم الشعب العراقي».
وقال: إن العراقيين يرغبون «في أن يصبحوا اقل اعتماداً على الآخرين في أسرع وقت ممكن، وأقل اعتمادا على التحالف وأقل اعتمادا على القوات العسكرية، كما يرغبون في تقرير مصير بلادهم بأنفسهم».
وتعتبر هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس الحلف لبغداد. وأكد شيفر أهمية إجراء الانتخابات «لكي تتطور العملية السياسية في هذا البلد ولنرى الناس يقررون مصائرهم بأنفسهم».
والتقى شيفر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وممثلين عن دول الحلف التي تشارك بقوات في العراق، طبقاً لمسئولين في بروكسل
العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ