العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ

محمد بن مبارك: الخليج رقم حيوي في الأمن الدولي

أمام مؤتمر ضم القيادات الأمنية العالمية

بدأت أعمال مؤتمر أمن الخليج مساء أمس بفندق الريتز كارلتون وذلك بحضور ومشاركة مديرين وزراء خارجية وداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية والأمن القومي في عدد من دول العالم إضافة إلى عدد من المفكرين والخبراء والمهتمين بقضايا الأمن العالمي.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ضوء التشاور والتنسيق الذي تم بين مملكة البحرين وبتوجيه من عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقراً له لإقامة هذا المؤتمر ومناقشة القضايا المتعلقة بأمن ومستقبل منطقة الخليج والشرق الأوسط في ضوء ما تشهده من تطورات ومتغيرات.

وبهذه المناسبة ألقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة كلمة أمام المؤتمر والمشاركين فيه، والمدعوين إليه أكد من خلالها أهمية انعقاده في مملكة البحرين ولأول مرة في المنطقة وخارج المملكة المتحدة، مضيفاً أنه يأتي فرصة للحوار المفتوح حول المسائل والقضايا الحيوية التي يتعدى تأثيرها مستقبل أمن واستقرار الخليج إلى المجتمع الدولي برمته.

وقال: «إن الخليج اليوم يعد رقماً حيوياً في معادلة الأمن الإقليمي والدولي وأن أثار ما شهدته هذه المنطقة الحيوية من العالم من مخاطر وحروب خلال العقود الماضية يجب أن لا تظل عائقاً أمام ايجاد بيئة خليجية مستقرة ومزدهرة وآمنة».

وأضاف أن مسألة التعاون الإقليمي والاعتماد المتبادل عنصر مهم لإقرار الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن العالم وبعد الحرب العالمية الثانية قد شهد قيام منظومات سياسية واقتصادية أسهمت في تعزيز السلام العالمي كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أهمية قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية اللذين اعتبرهما مثاليين للوحدة والتعاون.

كما ركز على أهمية التعاون الإقليمي والدولي وجدوى التحالف بين الأصدقاء مع الحفاظ على الموروثات الثقافية واستقلال الدول والاحترام المتبادل، مؤكداً أهمية الشراكة التجارية وارتباط المصالح الذي عاشته منطقة الخليج مع العالم الخارجي منذ آلاف السنين.

وفي معرض مناقشة مقومات الأمن والاستقرار، أشار الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة إلى أهمية التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على الموارد النفطية مؤكداً أهمية خلق فرص عمل للأجيال المقبلة وتعاون القطاعين العام والخاص في هذا المجال.

وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أهمية الإصلاح السياسي والاقتصادي مشيراً إلى تجربة مملكة البحرين التي يقودها جلالة الملك بدءاً بميثاق العمل الوطني والانتخابات الوطنية والبلدية وتعزيز دور المرأة والتي اكسبت البحرين اهتماماً وجعلت منها رائدة في مجال الإصلاح في المنطقة.

واستعراضاً للقضايا السياسية التي تشهدها المنطقة والمؤثرة في تحقيق أمنها واستقرارها، أكد نائب رئيس الوزراء مسألة تحقيق الأمن والاستقرار في العراق الشقيق لما لذلك من آثار على أمن واستقرار دول المنطقة أملاً أن تكون الانتخابات المقبلة وبمشاركة فئات وأطياف الشعب العراقي كافة سبيلاً لإقامة عراق ديمقراطي جديد ينعم شبعه بالأمن والاستقرار والازدهار.

كما اعتبر الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة تعثر مسيرة السلام في الشرق الأوسط وعدم حل القضية الفلسطينية عائقاً أمام تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط داعياً المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة إلى العمل على حل هذه القضية في إطار نهج متوازن يفضي إلى إقامة دولة فلسطين إلى جانب دولة «إسرائيل» وإقرار السلام العادل والشامل في المنطقة والأمن والاستقرار والسلام لدولها وشعوبها كافة.

واعتبر الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الإرهاب الدولي آفة يتوجب على الجميع محاربتها والتصدي لها في إطار جهد وتعاون وتنسيق دولي، مطالباً بعدم إعطاء عناصر الإرهاب المبرر للقيام بأعمالهم الشنيعة وذلك من خلال مناقشة وحل ما يتذرعون به من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.

وحذر الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة من مخاطر الانتشار النووي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وما قد ينتج عن وجود أسلحة الدمار الشامل من صراعات، ودعا المجتمع الدولي والدول ذات المصالح في المنطقة إلى الإسهام في إخلاء منطقة الخليج والشرق الأوسط من هذه الأسلحة.

وفي هذا الصدد رحب الوزير بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الأوروبي والذي بموجبه قررت إيران تعليق برنامجها النووي.

هذا وأقام الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة حفل عشاء للمشاركين في المؤتمر حضره رئيس مجلس الشورى والنواب وعدد من الوزراء والنواب وسفراء الدول لدى مملكة البحرين وعدد من المدعوين ورجال الإعلام والصحافة. وتستمر أعمال المؤتمر لمدة ثلاثة أيام يناقش خلالها المشاركون موضوع الأمن في الخليج في إطار حوار مفتوح يسهم في استقرار وازدهار ورفاهية المنطقة وشعوبها

العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً