ينتظر «حقل الفسائل المزروعة نسيجيا» التابع لشئون وزارة الزراعة إعادة إحيائه، بعد أن توقف عن العمل على زراعة النخيل بالأنسجة فعليا في العام 2006.
وكان الموظفون والفنيون العاملون في الحقل زرعوا 15 فسيلة لأول مرة في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2004، وأكثر من 500 فسيلة في هورة عالي، في الوقت الذي يعمل في المختبر ستة موظفين، إلا أن العدد نفسه غير كاف إذا ما أرادت الوزارة أن تكثر من زراعة النخيل بالطرق الحديثة.
«الوسط» زارت مقر شئون الزراعة في البديع وتعرفت على أهم مطالب الموظفين والفنيين؛ إذ يطالب الموظفون والعاملون في المختبر بتغيير المبنى ليكون مهيئا للزراعة النسيجية، وإمداده بالأجهزة المناسبة والحديثة المتطورة، وتجهيز المختبر بالمعدات الحديثة، وتدريب الموظفين، وإعطائهم الدرجات الوظيفية، وزيادة الاهتمام بزراعة النخيل في البحرين، وتبادل الخبرات مع الخبراء في دول الخليج.
ومن جانبه تحدث النخلاوي في مزرعة الوزارة سيد مصطفى النجار عن تجربة تكاثر النخلة عن طريق الإكثار بالفسائل، مشيرا النجار إلى أن «التكاثر بالفسائل طريقة ناجحة، وتهدف إلى إنتاج أعداد كبيرة وسليمة من النخيل، إلا أن تكرارها متوقف لوجود عدد من العوائق».
وأكد النجار أن «النخلاويين في الوزارة بحاجة إلى توفير أدوات خاصة للعمل مع النخيل، وإلى صرف علاوة خطر، وغير ذلك من المطالب».
وفي الجانب نفسه قال النجار إن «وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي زارنا في نهاية الأسبوع الماضي، واستمع إلينا، وأكد أن العمل في القطاع الزراعي يقوم على العاملين والموظفين والفلاحين»، معتبرا الخطوة نفسها خطوة إيجابية للاهتمام بنا.
ولفت النجار إلى أن قرينة جلالة الملك، سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة زارت المقر قبل أعوام ووجهت المسئولين إلى الاهتمام بمهنة النخلاوي كحرفة ومهنة في وقت واحد.
وفي هذا الجانب قالت مشرفة مختبر زراعة أنسجة النخيل أماني أبو إدريس إن «العمل في المختبر انطلق في العام 1999، وتم تطبيق التجربة كإنتاج أولي على نخيل (الخنيزي)؛ إذ إن نتائج تطبيق التجربة على الصنف تكون أسرع»، مشيرة إلى أن «النتائج نجحت منذ تطبيقه من أول مرة».
وذكرت أبو إدريس «إننا أعددنا خطة لعملنا في المختبر، وسنسلمها إلى الوزير»، مفيدة بأنه «ينبغي من المسئولين في الوزارة تحديد الرؤية التي تود أن تسير عليها هل ستكون رؤية بحثية أم إنتاجية».
وفي الجانب نفسه نوهت أبو إدريس «إننا سنرفع الرؤية البحثية للعمل»، عازية ذلك إلى أن «المختبر يحتاج إلى الجانب البحثي».
وفيما يخص طرق التكاثر التي تتم لزيادة تكاثر النخيل قالت أبو إدريس إنه «يتم عن طريق البذور أو الفسائل، أو زراعة الأنسجة»، موضحة أن «لطريقة الإكثار بالبذور التي تتم من خلال أخذ نواة البذرة وزراعتها، أهمية في تشجير الأماكن التي بحاجة إلى التشجير، إلا أن من عيوبها أنها تعطي نصف الإنتاج من الذكور».
أما عن طريقة الإكثار بالفسائل بينت أبو إدريس أنها تتم من خلال زرع فسيلة من النخلة الأم فتكون النتيجة أن الفسيلة مشابهة للأم تماما، إلا أن النخلة الأم تخرج 20 فسيلة فقط في دورة حياتها.
وأخيرا ذكرت أبو إدريس أن «طريقة استزراع الأنسجة أو الخلايا من النخيل تعتبر طريقة مناسبة ويتم من خلال تكاثر الأجنة، إذ إن من مميزاتها توفير الفسائل بكلفة أقل وسرعة نموها»، لافتة إلى أن الفسيلة تنتج بعد ثلاثة أعوام، وهي طريقة تعطي فسائل خالية من الأمراض.
وأكدت أبو إدريس أن «تطبيق هذه الطرق مهم في جميع الدول، وخصوصا في الدول التي تعاني من ملوحة مرتفعة في المياه والتربة؛ لبحث البديل عن ذلك»، لافتة إلى أن «تطبيقها يعمل على إنتاج مئات الفسائل من النخلة الواحدة، وأنها نجحت في بعض الدول الخليجية، ولم تنجح في غيرها إلا بالشراكة مع القطاع الخاص».
العدد 2385 - الثلثاء 17 مارس 2009م الموافق 20 ربيع الاول 1430هـ