العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ

لماذا في دبي وليس هنا... يا ماكينزي؟

يشار إلى مقال الكاتب «مؤنس المردي» في صحيفة «أخبار الخليج» بتاريخ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2004م تحت عنوان «لماذا في دبي وليس هنا؟» فإني أضيف إلى هذا العنوان: «يا ماكينزي؟»...؟

فهذا السؤال الحساس والذي يضايق بعض المسئولين لابد وأن يتوقف عن تجاهله الوزراء والنواب وصناع القرار؟

ففي حين أننا نحب الخير لأشقائنا هناك ونغبطهم ولا نحسدهم، فإنه سؤال من شأنه أن يساعدنا على تشخيص عيوبنا ونواقصنا التي أدت إلى تأخرنا عقدين من الزمان بعد أن كنا في الطليعة...

فالموقع الجغرافي في البحرين بلا شك هو الأفضل تاريخيا ويتوسط الخليج بين السعودية وإيران بشكل استراتيجي مناسب لحركة الملاحة والطيران... إلا أن خطوط الطيران هربت عن البحرين في الثمانينات كما هربت سفن الشحن العملاقة وأصبحت الشركات العالمية تفضل دبي لمكاتبها ومراكز التخزين لديها كما أوضح الكاتب المردي...

كما أن مقال فاضل العريض في صحيفة «الأيام» بتاريخ 2 ديسمبر 2004 في الصفحة 12 بعنوان «مشروع إصلاحات سوق العمل (2)؟» إشكالية المكان والزمان والهوية وخلل الأولويات»... فيما يخص تقرير ماكينزي، يثبت بأن في البحرين من الكفاءات والباحثين ما يغنينا عن الاستعانة بالشركات الاستشارية الأجنبية فيما يخص القرارات المصيرية الكبرى التي تؤثر في حياة المواطنين كافة بشكل خطير لا يمكن الاطمئنان إلى نتائجه؟

ويثبت مقال العريض الخطأ الذريع في تقرير ماكينزي الذي يوصي بزيادة الضرائب بدلا من تخفيضها كما يحدث في الدول المتقدمة عندما يراد تحريك العجلة الاقتصادية، وقد ضرب مثالا ممتازا بالخطط المصرية التي تم نشرها في «الفايننشال تايمز» (10 نوفمبر/ تشرين الثاني) في محاولاتها للتعامل مع تحدي البطالة إذ قررت مصر تخفيض الضرائب وخصخصة القطاع العام ودعم السلع الضرورية لتخفيض أسعارها... باختصار: على العكس من ماكينزي!

وفي الختام، فإنني أذكر القارئ بأن في البحرين من الأثرياء ما يبلغ مجموع ثرواتهم 40 مليار (وليس مليون) دولار!... ولكن بفضل تناقض السياسات الاقتصادية مع مصلحة القطاع الخاص في مملكتنا التي تفتخر بأنها مركز مالي عالمي، فإن نسبة ضئيلة جدا من هذه الثروات تكاد تستثمر عندنا وتلاحظ الإعلانات الضخمة في صحفنا هذه الأيام التي تستقطب رؤوس الأموال هذه في حين ننفر منها نحــن إزاء التخبط والعشوائية في إصدار القرارات الاقتصادية، والله من وراء القصد؟

حبيب شعيب

العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً