العدد 826 - الخميس 09 ديسمبر 2004م الموافق 26 شوال 1425هـ

أمل انتظرت «الأمل» 5 ساعات... ومضت!

بسبب نقص أسرّة العناية القصوى

خرجت الشابة أمل البالغة من العمر 37 عاما وهي أم لبنتين وولد فجر الجمعة الماضي من بيتها برفقة زوجها قاصدة مستشفى السلمانية الطبي عندما شعرت بألم في إحدى رجليها، وفور وصولها أخبرت بأن الألم هو من أعراض السكلر الذي تعاني منه، وقرر طبيب الطوارئ أبقاءها في المستشفى لتنقل إلى جناح 112 إذ نامت الليلة الأولى بـ «المغذي» حسبما أكد أهلها لـ «الوسط».

قبيل ظهر الجمعة أحست أمل بألم في صدرها، قيل لها بأنه مجرد التهاب في الصدر، تطور الألم بعد ذلك سريعا إلى أن قيل لأهلها صباح السبت إن دمها خال من الأوكسجين وتحتاج إلى تغيير دمها بالكامل فوافق على ذلك الأهل الذين لا يملكون إلا قبول تلقي العلاج أملا في تماثل شابتهم إلى الشفاء.

طبيبتها التي ذكرتها عائلة أمل بخير قررت في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت نقلها إلى العناية القصوى لأن حالتها ساءت كثيرا، وعلى الفور استدعت طاقم العناية القصوى الذين حضروا إلى الجناح وعاينوا المريضة وخرجوا من دون أن يأخذوا معهم تلك التي تلتقط أنفاسها التقاطا، لماذا؟ لأن أسرة العناية القصوى (11 سريرا فقط) ممتلئة!

بقيت أمل تنتظر الأمل خمس ساعات، وفي الساعة الخامسة من مساء السبت خلا أحد الأسرة لتنقل إلى المكان الذي انتظرته، فبقيت فيه لتستقر حالتها في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه الذي نقلت فيه. إلا أن صحتها سرعان ما تدهورت، لتصاب بجلطة في القلب، وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل توفيت... تاركة سرير العناية القصوى إلى مريض آخر ربما انتظر أكثر منها!

وعما إذا كان تأخر أمل عن العناية القصوى هو سبب وفاتها تحدثت «الوسط» مع طبيب العناية حسن محمد الذي باشر المريضة فور قرار طبيبتها بنقلها إذ قال «لا يمكنني نفي ذلك» مؤكدا إن هناك من المرضى من يموتون بسبب عدم نقلهم إلى العناية القصوى، وذلك لنقص الأسرة، وإن العدد الحالي أقل بكثير من المعدل المطلوب، ويفترض أن يكون 10 في المئة من عدد أسرة المستشفى أي ما لا يقل عن 50 سريرا»

العدد 826 - الخميس 09 ديسمبر 2004م الموافق 26 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً