العدد 826 - الخميس 09 ديسمبر 2004م الموافق 26 شوال 1425هـ

«بشائر الخير» تتحول إلى «شر» في قرى البحرين

بيوت حوّلتها الأمطار إلى مستنقعات

أعادت الأمطار الغزيرة التي سقطت على البحرين خلال اليومين الماضيين مسلسل آلام البيوت الآيلة للسقوط في جميع أنحاء المملكة لتحوّل بشائر الخير إلى نقيضتها في تلك المنازل... وتلقت «الوسط» اتصالات من عشرات المنازل والأسر البحرينية التي تود نقل معاناتها مع الامطار في ظل منازلها التي لا يصلح بعضها للسكن في قرى كثيرة في البحرين.

ففي الدراز سقطت أجزاء كبيرة من سقف منزل إحدى العوائل وقال احد ساكني المنزل حسين العصفور إن العائلة المكونة من سبعة افراد تشكو الأمرّين عند سقوط الامطار ولو بكميات صغيرة لتضاعف معاناة ساكني هذا المنزل (...) في الحقيقة الوضع لا يطاق في ظل هذه الحالة المأسوية التي نعيشها قبل واثناء وبعد موسم المطر.

وأوضح العصفور أنه خاطب المجلس البلدي لانقاذ اسرته من خطورة هذا المنزل، الا ان المجلس تعذر بعدم وجود اوراق الملكية كاملة الامر الذي يعني استثناء هذا المنزل من مشروع مكرمة البيوت الآيلة للسقوط التي تفضل بها جلالة الملك.

وفي البلاد القديم رفعت سيدة بحرينية مع ابنائها اليتامى نداء مفتوحا الى القيادة السياسية قائلة «انا وابنائي اليتامى نعيش في منزل هو اقرب إلى الخربة (...) تقارير وزارة الاسكان اثبتت ان المنزل غير صالح للسكن، ولن ابالغ ان قلت انه سيسقط على رؤوس ابنائي في حال استمر تساقط الامطار».وعن التحركات التي قامت بها قالت الأم: «في الواقع لم اترك سبيلا لم أسلكه لنشر هذه المعاناة، فأرسلت الكثير من الرسائل والمناشدات الى مختلف المعنيين في الدولة ولكن من دون جدوى. كما بعثت رسالة الى قرينة الملك صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة. وفي هذه اللحضات الصعبة اوجه ندائي مرة أخرى إلى سموها كوني ارملة بحرينية تعايش هذه المعاناة على مدار الساعة».

اما في قرية مهزة في سترة فإن لإحدى العوائل هناك قصة أخرى مع المطر، إذ كادت ألسنة اللهب ان تقضي على افراد المنزل عندما انفجر محول الكهرباء الرئيسي قرب باب المنزل ملحقا حروقا كبيرة في إحدى نساء المنزل واصابة طفلها بحروق طفيفة.

وبخصوص حالة المنزل اكد احد قاطنيه (جعفر العرادي) ان الشروخ والتشققات الكبيرة تعصف بجدران المنزل، بل وتهدد حتى الغرف الداخلية التي تحتمي فيها العائلة (...) مع هطول الامطار تزداد حالة المنزل سوءا لتعرضه لحوادث كثيرة شبيهة لما حصل اليوم عند انفجار المحول الكهربائي «مناشدا اصحاب القرار وذوي القلوب الرحيمة النظر في حالة المنزل الصعبة».

على صعيد متصل ناشد عدد من اهالي قرية مقابة صاحب السمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة زيارة القرية، ليطلع سموه عن قرب على حال القرية خلال موسم الأمطار «مياه الامطار ونتيجة عدم رصف القرية على رغم انتهاء اعمال المجاري تدخل إلى بيوت القرية وتنبعث منها روائح نتنة».

وأشار أحد أهالي القرية (علي عبدالعزيز) الى معاناة مقابة بقوله «قبل ثلاث سنوات انتهت اعمال شبكة المجاري في القرية، ولكن مشروع المجاري آنذاك لم يتضمن اعادة رصف القرية من جديد ما أدى إلى تمركز مياه الأمطار في بؤر كبيرة عند بيوت الاهالي وخصوصا عند مدخل القرية القريب من مركز اطفاء البديع».

ولم يكن وضع محافظة المحرق افضل حالا فقد شهدت المحافظة وخصوصا في قلب المدينة القديمة عشرات الحالات المماثلة، فالكثير من منازل المحرق اضطرت إلى نشر الأواني المنزلية في فناء الغرف المتهالكة في محاولة لمنع مياه الامطار من الوصول الى اثاث المنزل. وقالت سيدة من محافظة المحرق اتصلت بـ «الوسط» شاكية: «لا اخفي عليكم ان عائلتنا لم تغمض لها عين منذ يومين، فأبناء المنزل الصغار يخشون من سقوط السقف في غرفتهم القديمة، ونحن الوالدان لا نقدر الا على دعوة ابنائنا الى التصبر أملا في حلول تزيل كابوس المعاناة، لكن الأبناء لا يقوون على الصبر».

ودعا بلديون الحكومة ممثلة في وزارتي الأشغال والإسكان ووزارة البلديات الى التفكير في وضع حلول لهذه المشكلات التي تعاني منها الكثير من مناطق المملكة، موضحين ان غالبية قرى المملكة بحاجة الى وصلها بشبكة المجاري واعادة تخطيط بعضها الآخر بما يتناسب والضغط السكاني عليها. وشوهدت أعداد كبيرة من شاحنات وعمال البلدية تشفط المياه في عدد من المحافظات التي تجمعت المياه في شوارعها

العدد 826 - الخميس 09 ديسمبر 2004م الموافق 26 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً