العدد 829 - الأحد 12 ديسمبر 2004م الموافق 29 شوال 1425هـ

«البحرين الدولي» يوضح أسباب وطرق علاج حالات الفشل المتكرر لأطفال الأنابيب

وضح استشاري ورئيس أقسام النساء والخصوبة وأمراض الذكورة بمستشفى البحرين الدولي شفيق صالح، أن إنجاب الأطفال عن طريق أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري أصبح شائعاً هذه الأيام لعلاج تأخر الإنجاب من الرجال والنساء على السواء، إذ لم تعد أطفال الأنابيب هي الملجأ الأخير بعد فشل الطرق الأخرى للعلاج بل إنها قد تأتي في المقدمة في كثير من الحالات مثل عقم الرجال وكذلك حالات ضعف التبويض واختلال الهرمونات عند النساء.

ومع تزايد نسبة الحمل عن طريق أطفال الأنابيب وتطور معامل الأجنة وتقنيات الإخصاب المساعد، كان لابد من التوقف عند بعض الحالات التي لا يحالفها النجاح على رغم تكرار المحاولات ما يسبب إحباطاً للمريض والطبيب المعالج على حد سواء.

ويذكر شفيق، أن مراكز CRM للخصوبة وأطفال الأنابيب بفروعها في لندن وروما، قد أجرت أبحاثاً متواصلة لمعرفة أسباب هذه الظاهرة ومحاولة تفاديها، وخلصت هذه الأبحاث لنتائج عدة وأسباب تؤدي إلى هذا الفشل المتكرر ومن ثم إلى وسائل التغلب عليها وإنجاحها.

من هذه الأسباب وأهمها نوعية البويضات والحيوانات المنوية عند الزوجين ما يؤدي إلى ضعف الأجنة المتولدة منها وبالتالي عدم قدرتها على الحياة فترة طويلة خارج أو داخل الرحم.

كذلك يشكل جدار الرحم ومدى استعداده لاستقبال الأجنة، عائقاً عند بعض السيدات، ما يؤدي إلى تكرار عدم استقرار ونمو الأجنة داخله. ويشكل عمر السيدات عاملاً مهماً في نوعية البويضات ونجاح العملية إلا أنه مع تطور تقنيات إنضاج البويضات خارج الجسم، فقد أصبح العمر لا يشكل عائقاً كبيراً بشرط أن تجرى هذه العمليات في مراكز متخصصة ذات مستوى عال من التقنية والخبرة.

ومن جهة أخرى فإن الضعف الشديد للحيوانات المنوية وتشوهاتها وقلة حركتها هو من أهم العوامل الرئيسية لضعف الأجنة، وتحتاج إلى تقنيات خاصة داخل عملية التلقيح المجهري واستبعاد العيوب الجينية والكروموزية.

ومن أهم العوامل التي توصلت إليها مراكز CMR في بحثها عن الفشل المتكرر هو مستوى ونوعية معامل أطفال الأنابيب ومدى مواكبتها للتطور العلمي المستمر في هذا المجال وكذلك مستوى الخبرة البشرية العاملة في هذا المجال، إذ إن نحو 30 في المئة من الحالات التي لم يكتب لها النجاح ترجع إلى سبب تقني في إجراء العملية.

يبقى القول إنه ليس من الصعب، بعد هذا العرض، معرفة الوسائل التي يمكن بها التغلب على كثير من حالات الفشل تلك وذلك يأتي بارتفاع مستوى مراكز ومعامل الخصوبة وأطفال الأنابيب وعدم اليأس من تكرار المحاولات إذا كان مردود الأجنة مشجعاً وفي تحسن مستمر.

نقطة أخيرة، وهي أهم عوامل النجاح، ألا وهي العلاقة الإنسانية بين الطبيب والمريض، فكلما زاد التفاهم والتفهم بينهما كلما مضى العلاج في المسار الصحيح، وبالتالي يقل التوتر والإحباط المصاحبان لمشوار الإنجاب بهدف اكتمال بناء أسرة سعيدة.

إن العلاقات الإنسانية الوثيقة هي مفتاح النجاح، ليس فقط في الطب، وإنما في شتى مجالات الحياة

العدد 829 - الأحد 12 ديسمبر 2004م الموافق 29 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً