العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ

الإصلاح السياسي والاقتصادي يطغى على أولويات الخليجيين في قمة المنامة

تحتضن البحرين بعد أيام الدورة السادسة والعشرين لقمة قادة مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد في العشرين من الشهر الجاري. وينظر المراقبون لمسيرة المجلس الى هذه القمة بأهمية كبرى نظرا للتحولات المتسارعة في المنطقة.

ويرى غالبية المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته «الوسط» عن قمة المنامة أن الملفين السياسي والاقتصادي هما اللذان يجب أن يتصدرا أوليات التجمع الخليجي لمواجهة الاستحقاقات الكبرى التي تواجه الخليجيين.

البدء كان مع السفير العراقي في المنامة غسان حسين الذي أمل أن توفق القمة المرتقبة في الملفات التي ستتداولها، مركزا على الشأن العراقي الذي يستحوذ اهتمامات العالم في هذه المرحلة «في الحقيقة أن كل قادة دول مجلس التعاون الخليجي يولون الشأن العراقي الأهمية القصوى، ويسعون الى نجاح العملية الانتخابية المقبلة في العراق (...) دول الخليج تساهم بشكل كبير في مساعدة العراق على تخطي حاله الصعبة التي يعيش فيها الآن».

وعما ينتظره العراق من دعم اقتصادي من قمة البحرين أجاب السفير العراقي قائلا: «في الدرجة الأولى اليوم نحن ننتظر من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول المجلس أن تؤكد دعمها للوضع السياسي في العراق. وأشقاؤنا في الخليج لم يألوا جهدا في تقديم مختلف أنواع الدعم بحسب الامكانات المتوافرة، فقد يأخذ هذا الدعم طابع المساعدات الاقتصادية المباشرة وأخرى يأخذ منحى تدريب وتأهيل الموارد البشرية، فبعض كالبحرين والإمارات تقوم - مشكورة - بتدريب الكوادر المدنية والعسكرية، ونحن في العراق في الوقت الذي نجدد لأشقائنا الشكر على ما يبذلونه من جهود نتمنى المزيد في سبيل إعادة اعمار العراق».

وفي رد على سؤال «الوسط» عن طرح ملف انضمام العراق الى المجلس في قمة البحرين قال السفير العراقي «نحن نبدأ بمباشرة نشاطاتنا ومشاركتنا في دورة الخليج لكرة القدم. وهذا مؤشر جيد ونأمل أن يعود العراق الى مزاولة نشاطاته في حقول الصحة والتربية وحماية البيئة، وان تكون هذه خطوة أولى لمشاركة العراق في فعاليات المجلس بصورة مؤثرة بحكم العامل التاريخي والجغرافي».

تسريع الخطى نحو الديمقراطية

النائب الاول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون علق على القمة قائلا: «هذه فرصة طيبة ان تعقد القمة الخليجية في البحرين وان يتم الترحيب بقادة دول المجلس لكن ذلك يرتب على دول المجلس مسئولية وهي المسارعة في اللحاق بالركب العالمي الحضاري على صعيد التنمية الشاملة والتقدم نحو اصلاحات ديمقراطية حقيقية وليست شكلية، وتحقيق تنوع في الاقتصادات حتى لا تكون فريسة سهلة للاحتكارات الرأس مالية المتوحشة». وشدد مرهون على حاجة الاصلاح النابعة من الداخل «كما ان شعوبنا في حاجة الى خطوات اصلاح اجتماعية فردية، وادخال تغييرات تقدمية على طريقة ممارسة منهج الحكم والحكومات لاشراك الشعوب في اتخاذ القرارات الى جانب تحقيق لوعود التي سبق ان أعلنت دول المجلس عنها مثل العملة الموحدة في العام 1910 والربط الكهربائي الذي طال انتظاره وتكوين اسس مادية لتحقيق السوق المشتركة» مؤكدا أن الطريق بات ممهدا لتشكيل برلمان خليجي موحد، والا يكون بالتعيين بل يكون منتخباً من المجالس التشريعية المنتخبة وان يعطى صلاحيات اوسع للاستماع الى الصوت الشعبي في دول المنطقة.

أما زميله عضو كتلة النواب الديمقراطيين النائب يوسف زينل فدعا الى تنفيذ القرارات والاتفاقات السابقة التي أبرمتها دول المجلس» فمثلا هناك الاتفاق الاقتصادي الموحد للمجلس الذي أقر في العام 1981 ثم عدل لاحقا لكنه لم ير النور حتى الآن، والإسراع كذلك في مسالة الوحدة النقدية التي قرر القادة تدشينها في العام 2010 لكي نحقق التكامل الحقيقي».

ويستتبع زينل بقوله «أما على المستوى السياسي فنتمنى توحيد الجهود والمواقف والاتفاق على صيغة مناسبة في الملف العراقي ودعم العملية الانتخابية في هذا البلد الشقيق».

... مواجهة التحديات

وبدوره تمنى رئيس المجلس البلدي في محافظة العاصمة مرتضى بدر أن يركز القادة في قمتهم على موضوع التحديات الكبيرة التي تحدق بالمنطقة «نأمل من القيادات السياسية أن تضع التهديدات والمخاطر التي تواجه المنطقة في عين الاعتبار بشكل جدي، وهذا يتطلب التحرك نحو الإصلاح الداخلي بشكل فعال من خلال التوافق الوطني وبناء مؤسسات قوية ومتينة مدعومة من القواعد الشعبية».

كيان خليجي موحد

بينما عبر رئيس العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم نبيل العسومي عن تفاؤله بان تحقق القمة آمال وتطلعات المواطن الخليجي «وهي تطلعات مشروعة يأمل المواطن الخليجي تحقيقها ومنها إقامة الكيان الخليجي الموحد وتوحيد العملة وإقامة السوق الخليجية المشتركة، توحيد الجواز الخليجي وإقامة كيان واحد قوي يستطيع الصمود في مواجهة التحديات في عالم متغير لا وجود لدول فقيرة وضعيفة فيه، وهذا يتطلب الإرادة القوية الموحدة».

وعن نظرته الى مسيرة المجلس خلال الـ 25 عاما الماضية أوضح العسومي ان المجلس «أنجز خطوات ايجابية كبيرة، فمجرد صمود المجلس لربع قرن هو انجاز بحد ذاته اذ فشل الاخرون، ولكننا نحن باعتبارنا مواطنين نتمنى أن تحقق إنجازات أكثر»

العدد 833 - الخميس 16 ديسمبر 2004م الموافق 04 ذي القعدة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً