العدد 2387 - الخميس 19 مارس 2009م الموافق 22 ربيع الاول 1430هـ

الجزائر بمنأى عن شحِّ المياه خلال العامين المقبلين

ستصبح الجزائر خلال العامين المقبلين بمنأى عن شبح شح المياه بعدما امتلأت 70 في المئة من سدودها. ودعا خبراء محليون إلى توخي تصور شامل لإستراتيجية جديدة تضمن إعادة هيكلة وتأهيل منظومة المياه الجزائرية التي يبلغ وعاؤها السنوي العام 1.7 مليار متر مكعب بينها 450 مليون متر مكعب قادمة من مخزون السدود. وألحّ مختصون على ترشيد استهلاك المياه، طالما إن 70 في المئة منها يذهب إلى القطاع الزراعي، بينما بلغ مستوى العجز في إنتاج مياه الشرب نحو 400 مليون متر مكعب في العام؛ أي ما يعادل 29 في المئة من القدرات المتوافرة فعليا في الجزائر.

وجاء في بيانات تلقت «إيلاف» نسخة منها، أن نسبة امتلاء السدود الـ 60 المستغلة في الجزائر، تعدت 69.9 في المئة منتصف الشهر الجاري، مقابل 51.7 في المئة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يمثل مخزونا إجماليا من المياه بواقع أربعة مليارات متر مكعب، وبلغ الامتلاء 240 مليون متر مكعب خلال خمسة عشر يوما. علما أنه بين مجموع السدود الموجودة هناك، امتلأ 22 سدا بنسبة 100 في المئة، وتجاوزت تسعة سدود سقف 90 في المئة، في حين توزعت منسوبية الستة عشر سدا المتبقية بين 50 و70 في المئة، ما يجعل البلد مرشحا لتوديع حال شبه جفاف عانت منها الجزائر، واستفحل مداها خلال السنوات السبع الأخيرة، ميزها انخفاض مخزون هذا العنصر الحيوي إلى 45.65 في المئة على المستوى المحلي، ما أفرز اختلالات اجتماعية واقتصادية بالجملة.

ويعتبر ناشطون في قطاع الموارد المائية، هذه السنة «عام خير» من حيث امتلاء الطبقات الجوفية وإعادة تشكيل احتياطي السدود، ما يضمن للبلاد احتياطيا أمنيا لمدة تزيد على الأربعة وعشرين شهرا المقبلة بشرق البلاد ووسطها، وكذا غربها وجنوبها اللذين سيعانيان من مشكل نقص المياه بشكل أقل حدة عما سبق.

وأعلنت الجزائر قبل أشهر، عن شروعها في أكبر خطة مائية في تاريخها، ستقوم في خطوطها العريضة على تحلية مياه البحر وضخ 2.8 مليار متر مكعب سنويا، وتهدف السياسة الجزائرية الجديدة في مجال الماء إلى إنقاذ مواطنيها نهائيا من «أزمة العطش»، عن طريق توفير طاقة ضخ تصل إلى 2.8 مليار متر مكعب سنويا.

وتحدثت مراجع جزائرية، عن اتجاه حثيث لتطوير مجال استغلال المياه الجوفية في الجزائر؛ إذ تراهن السلطات على الاستغلال العقلاني للمياه الجوفية بصحرائها، التي يقدر مخزونها بنحو 40 ألف مليار متر3، فضلا عن حماية هذه الثروة من التلوث، تم إعلان مشروعين كبيرين للتطهير على مستوى ولايتي ورقلة والوادي للوقاية من صعود المياه بسبب الاستخراج المفرط من قبل السكان، كما تعتزم السلطات تكثيف عمليات حفر الآبار العميقة وكذا التوجه إلى تطهير وتصفية المياه القذرة التي ستخصص للري، قصد التخفيف من الضغط المسجل على طلب المياه الصالحة للشرب.

وتسعى الجزائر إلى اقتناء 13 محطة عملاقة لتحلية مياه البحر، بعدما تنفس السكان الصعداء مع تجسيد مشروع السد الأكبر بالجزائر «بني هارون» ثاني أكبر سد بإفريقيا؛ إذ تزيد سعته على 960 مليون متر مكعب وتستفيد منه 6 ولايات شرقية، علما بأنّ الجزائر شهدت حركة بناء متواصلة للسدود منذ استقلالها العام 1962؛ إذ كان عددها آنذاك لا يتجاوز أربعة عشر سدا، قبل أن تقفز إلى 39 سدا العام 1990 ثم 57 سدا مطلع السنة الماضية، واللافت أن القدرات المائية لهذه السدود ارتفعت إلى مستوى خمسة مليارات و704 ملايين متر مكعب.

العدد 2387 - الخميس 19 مارس 2009م الموافق 22 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً