فترة وجيزة وليست بالقصيرة صفّقنا وهلّلنا فرحاً للمستوى المتألق الذي ظهر به منتخبنا الوطني والذي فاق كل التوقعات والأداء المذهل والمتميز للاعبين فأول محطة تألف فيها منتخبنا بدأت منذ تصفيات كأس أمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في البحرين فكانت الانطلاقة الحقيقية التي أعادت البسمة إلى شعب البحرين الوفي بكامله لسنين طويلة مضت وذلك للأداء الرائع الذي برز من خلاله فأعجب الجميع وعلى المستويين المحلي والإقليمي.
منذ تلك اللحظة وحتى انطلاق صفارة حكم مباراة منتخبنا الوطني مع منتخب اليمن الشقيق في «خليجي 17» مازال يسطّر الانتصار تلو الانتصار فنظرتنا لم تتغير اطلاقاً قيد أنملة بأنه الطوفان الذي سيكتسح كل المنتخبات بلا استثناء من دون منافس وهو المنتخب الذي لا يقهر وذلك بشهادة الجميع. حتى جاءت مباراتنا مع المنتخب اليمني لتكون بمثابة اختبار للأداء البطولي الذي وصل إليه منتخبنا سابقاً ليعيد إلينا الذكريات الجميلة التي رسمها في أذهاننا وأثلج به صدورنا لتكون بداية يقتنص من خلالها نقاطها الثلاث وليكون قد وضع يده على أول مفتاح خير للمرور وبقوة نحو الفوز بالبطولة فقد كانت كل التوقعات لصالح منتخبنا الوطني ومن دون أدنى شك.
حتى انكشفت لنا حجب الحقيقة فرأينا مستوى الأبطال في المباراة الأولى مُخيباً للآمال، أبطالنا غائبون عن ساحة المعركة... أداؤهم متردٍ... فكانت النتيجة لا ترضي الجميع. فغالطنا أنفسنا فربما تكون هذه المباراة الأولى للمنتخب إذ عادة ما تكون الأعصاب مشدودة ومتوترة بعض الشيء معلقين آمالنا على ملاقاة المنتخب الكويتي الذي مازال الجميع يصر هذه المرة أيضاً على أنه سيفوز وبكل سهولة لثقتنا القوية بالمنتخب وستتغير مجريات اللعب وأن لا بديل غير الفوز.
فاستمر النهج الأدائي للمنتخب الوطني على المنوال نفسه كسابقه فضاعت الفرص وتبددت أحلامنا متسائلين وبنفس مليئة بالأسى: كيف وصل حال منتخبنا إلى هذا المستوى الهزيل في فن اللعب؟ فوزنا على المنتخب السعودي لم يأت اعتباطاً بل جاء بعد أن بلغت القلوب الحناجر وبعدما أصبح منتخبنا على شفا حفرة من الفشل وفي اللحظة الأخيرة تدارك الأمر واضعاً نصب عينيه ألا بديل غير الفوز عبر تقديم كل التضحيات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستطعنا التقدم عبر بوابة السعودية متناسين أن هناك منتخباً قوياً ومرشحاً للفوز في انتظارنا ليضعنا في كفتين إما الفوز أو الخسارة ففرحنا وسهرنا للصباح مهللين ومكبرين وكأننا حصلنا على كأس البطولة. وما إن أفقنا من سباتنا ونشوتنا حتى اصطدمنا بالبحر العماني الهائج الذي أفسد علينا فرحتنا طوال مشوارنا الكروي ليعيدنا إلى الزمان والمكان اللذين كنا فيهما سابقاً من مستوى لا ترضى عنه حتى الفرق الأهلية.
بطولة كنا ننتظرها بفارغ الصبر، أمانينا لا تنتهي، في كل مرة يحدونا الأمل بالحصول على اللقب كباقي الفرق الخليجية الأخرى ولو لمرة واحدة في التاريخ. ولكن شاءت الأقدار أن يكون نصيب منتخبنا الفشل الذريع في كل بطولة.
تحية وتقديراً للجماهير الوفية التي آزرت منتخبنا طوال مشواره في هذه البطولة.
سيدناصر أسعد
العدد 847 - الخميس 30 ديسمبر 2004م الموافق 18 ذي القعدة 1425هـ