قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس (الثلثاء) في اسطنبول أن بلاده تنوي إحالة مسألة التحقيق في الهجوم الإسرائيلي الدامي على «أسطول الحرية» الذي كان متجهاً إلى غزة، على الأمم المتحدة. وندد بوتين بهجوم الجيش الإسرائيلي في 31 مايو/ أيار على سفن المساعدات لغزة الذي قتل فيه تسعة أتراك. وقال «للأسف هذا العمل تم في المياه الدولية وهذا يشكل مصدراً آخر للقلق». وأضاف رئيس الوزراء الروسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة بشأن الأمن في آسيا «لذلك يتعين أن يكون (الهجوم) بشكل خاص موضع تحقيق».
وتابع «سنثير الأمر في الأمم المتحدة ونحن نعمل على ذلك»، موضحاً أنه «بحث بالتفصيل» هذا الموضوع مع أردوغان. وتأتي تصريحات بوتين في الوقت الذي تطالب فيه تركيا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة برعاية الأمم المتحدة الأمر الذي ترفضه إسرائيل التي تشير إلى احتمال إجراء تحقيق داخلي. من جانبها تأمل إسرائيل في تخفيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها منذ هجومها الدامي على سفن للمساعدات الإنسانية، بقرار أصدرته أمس بتشكيل لجنة تحقيق مهامها محدودة وتشكك وسائل الإعلام في جدواها.
وقال بيني بيغن الوزير من دون حقيبة وعضو الحكومة الأمنية، للإذاعة الإسرائيلية «تقرر أن تدرس اللجنة التي سيتم تشكيلها سؤالين اثنين: هل الحصار البحري (على قطاع غزة) متوافق مع القانون الدولي؟ وهل العملية التي نفذناها ضد الأسطول مطابقة أيضاً للقانون الدولي؟».
وبانتظار هذه اللجنة، بدأ الجيش تحقيقاً خاصاً به بتشكيله «فريق خبراء» يضم جنرالات احتياط و»سيدرس سير العملية ويستخلص العبر».
ولا تشمل مهام اللجنة القانونية تحديد مسئولية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك اللذين أعطيا الضوء الأخضر للعملية التي جرت في المياه الدولية وقتل فيها 9 أتراك.
في هذه الأثناء، دعا قائد المقر العام لحركة «فتح» في لبنان منير المقدح في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس (الثلثاء) إلى تنظيم مسيرات «تخترق» الحدود البرية لدول عربية مع إسرائيل، معتبراً أن القضية الفلسطينية «تحتاج إلى جهد ودم». وقال المقدح إن مجموعة من المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية في لبنان تبحث في «فكرة إقامة أسطول العودة إلى فلسطين، أي أن تنظم مسيرات تخترق الحدود، ليس فقط من الجانب اللبناني، بل أيضاً من الأردن والضفة وأراضي الـ 48 وغزة (...) ومن كل الحدود العربية مع فلسطين». وعبر المقدح عن أمله في «أن تيسّر السلطات اللبنانية الأمور من أجل انطلاق المسيرة قريباً». وعن رد الفعل الإسرائيلي المحتمل، قال «إن شاء الله يخربون بيوتهم بأيادي المؤمنين. الدم التركي حاصر الاحتلال الإسرائيلي، والدم العربي والفلسطيني سيحاصره أيضاً»، معتبراً أن «قضية فلسطين بحاجة إلى دم وإلى جهد كبير».
من جهة ثانية، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس أنها لا تمانع لوجود بعثة مراقبة أوروبية على معبر رفح، كما أنها على استعداد أيضاً لدراسة الطرح الأوروبي بقيام فريق أوروبي بتفتيش السفن القادمة إلى القطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبوزهري: «لا مانع لدينا من وجود بعثة مراقبة أوروبية على معبر رفح شريطة ألا يكون هناك أي تدخل إسرائيلي في هذا الموضوع».
العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ