استطاعت قناة الجزيرة الرياضية التفوق على نفسها بكل جدارة واقتدار في نقل الحدث العالمي لمونديال جنوب افريقيا 2010 عبر الصورة والصوت أولاً بأول ووضعت المشاهد أمام هذا الحدث وكأنه موجود في قلبه من خلال الكم الهائل من المعلومات التي عرضتها القناة على المشاهدين، مروراً برجال التحليل الفني الكبار الذين استقطبتهم الجزيرة إلى استوديوهاتها لوضع المشاهدين والمختصين الفنيين في الحدث نفسه بأمور جديدة وكانت الدبلجة تلعب الدور الكبير في تقارب الأمور بين كل اللغات في العالم ولم تجعل لا الموجود في الاستوديو أو من خلف الشاشة الفضية في معاناة بل قربت كل المعلومات إلى الأذهان وأعطت التصورات المهمة عن كل المباريات واخبار كل الفريق والمدربين واللاعبين، بل تجاوزت كل ذلك بان فعلت دور المراسلين في كل بلدان الفرق المشاركة وتقلت الصورة الحية المباشرة بعد كل مباراة سواء بالافراح أو العكس، وبالتالي كان المشاهد يتابع كل لحظات كأس العالم بأحاسيسه ومشاعره من خلال شاشة قناة الجزيرة الرياضية التي نجحت بامتياز في نقل الحدث العالمي الكبير من جنوب افريقيا.
عن هذا النقل الكبير رصدنا بعض الآراء للمدرب الوطني عبدالمنعم الدخيل الذي أبدى ايجابيات القناة وسلبياتها وبدأ حديثة بالقول: «يعتبر الإعلام العين الناظرة والناقلة للحدث وهذا ما كانت عليه الجزيرة بنقل الحدث بطريقة مميزة ومتطورة فاقت على الأمور الفنية والإدارية لدى كل الفرق، فكان الدور الاعلامي ناجحاً بكل المقاييس في قبال الأمور الفنية الغائبة والتي لم نر فيها الجديد، وبالتالي كان الدور الإعلامي هو المستجد في البطولة والجزء المميز بنقل الصورة الحية والمباشرة للجميع في العالم.
نحن كمدربين استفدنا كثيراً من التحليل الفني بأدواته وكيفياته وانتقاء المحللين والانتقال من مكان إلى آخر، فكان التحليل متميزاً عبر عرض تاريخ كأس العالم للفرق واللاعبين والمدربين واثراء الحدث بالمعلومات الهائلة التقنية الحديثة».
وأضاف «نعم استفدنا كثيراً من أسلوب التحليل من قبل المحللين في انتقاء الكلمات والكلام فهذه جميعها دروس حصلنا عليها من الجزيرة ولم نكن نتوقع ذلك. إذا القناة كانت تحترم المشاهد بما قدمته إليه خلال البطولة عندما جلبت شخصيات رياضية كبيرة لها تاريخها الواسع والكبير مثل مدرب إسبانيا السابق ولاعب هولندا السابق ونجم البرازيل السابق ببيتو، بالإضافة إلى بعض المحللين العرب من لديهم الكفاءة العالية في التحليل والمقدمين أيضاً. فكل ذلك يحتاج الى رصد موازنة ضخمة، ولكن الجزيرة الرياضية راهنت على إرضاء المشاهدين بما تقدمه من مواد معلوماتية فنجحت بالرهان فكانت كل الأمور منظمة فصار التميز الكبير».
وتابع «اما بشأن المعلقين الرياضيين فالأمر الجيد في القناة انها وضعت أكثر من خيار أمام المشاهد لاختيار المعلق الذي يريده هو وبأسلوبه وكيفية طرح المعلومات، فمن يريد اسماء اللاعبين ومن المعلقين من يتميز بطرح التاريخ للمشاهد بعيداً عن ذكر الأسماء، وبالتالي الجزيرة لم تترك الخيار ضيقا للمشاهد بل أعطته المساحة الكافية لكي يعيش الحدث بأسلوبه ومزاجه فكانت الخطوة موفقة لاختيار المعلق. أيضاً قبل بدء المباريات بساعتين يتم عرض التحليل ووصول الفرق إلى الملعب وما يجري في بلدانا الفرق المتبارية قبل وبعد المباراة، وبالتالي نحن كمدربين استفدنا كثيراً من هذا الأمر. بالإضافة إلى أن الجماهير تريد ان تعرف عن تاريخ المدربين والجزيرة لم تبخل بذلك حتى بتنا نتابع القناة في أي وقت لأخذ المعلومة المفيدة. وهذا ما انعكس بالإيجاب على الصحافة المحلية بتقديم المعلومة والتميز».
اما عن السلبيات التي واكبت قناة الجزيرة الرياضية فقال الدخيل: «في مع بداية البطولة كانت هناك مشكلة انقطاع النقل لأسباب تعرفها الجزيرة جيداً، وان تداركوا الأمر سريعاً الا انه يجب أن تدرسه جيداً ولابد من وقفة تجاهه حتى لا يتكرر، لأن لدى الجزيرة الرياضية طاقم متكامل من المهندسين والعاملين والمختصين الفنيين بل لديها العباقرة في النقل، فكيف تقوت عليها دراسة هذا الأمر مبكراً ووضع الحلول، لا أن تفاجأ، فكان عليها ان تضع خارطة النقل لكل توقفاتها.
- الأمر الثاني من السلبيات ان الجزيرة باعت البطاقة بمبلغ معين وقام الكثير من شراء البطاقة لتكون المباريات حصرية لهؤلاء المشتركين ولكن القناة فاجأت الكثير بنقل بعض المباريات في القناة المفتوحة ما جعلها سلبية لهؤلاء وايجابية لمن لم يشتر البطاقة.
- الأمر الثالث من السلبيات ان مكتب الجزيرة في البحرين أعطى الضوء الأخضر للاشتراك عبر الخيام المنصوبة في مناطق البحرين والمقاهي والأماكن الشعبية، ولكن هذا الاشتراك كان بمبلغ خيالي وصل إلى 7 إلى 10 آلاف دينار للخيمة مع أن سعر البطاقة العادية في المنزل لم يتجاوز الـ100 دولار لكأس العالم.
لدرجة ان هناك خيمة في عراد تم إغلاقها بعد يوم من افتتاحها لان البطاقة لم يتم شراؤها كبطاقة خاصة بهذه الشريحة. ولو أرادت ذلك فيا حبذا أن تكون الأسعار معقولة لانها ستنقل إلى بعض الناس الغير قادرين على شراء البطاقة وهي تخدم فئة الشباب. وغير ذلك كانت الجزيرة متألقة في كل شيء».
العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ