ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية صباح أمس (الجمعة) أن كشف الاستخبارات الإسرائيلية الأربعاء الماضي النقاب عن مخازن ومستودعات الأسلحة لحزب الله في جنوب لبنان هو رسالة تحذير للسكان هناك.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر قولها إن «كشف النقاب عن هذه المستودعات، وعن قاعدة حزب الله في قرية (الخيام)، يهدف إلى توجيه رسالة تحذيرية مباشرة وواضحة إلى جميع سكان جنوب لبنان من مغبة تعريض أرواحهم وسلامتهم للخطر نتيجة سياسة حزب الله الخاصة بتخزين وسائله القتالية في مستودعات ملاصقة لمنازل السكان داخل القرى المدنية اللبنانية».

وأوضحت المصادر أنه في حال تدهور الأوضاع عسكرياً، سيتم تحذير السكان في الجنوب اللبناني مسبقاً وسيمنحون مهلة لترك منازلهم وذلك لإفساح المجال أمام جيش الدفاع لمهاجمة قواعد ومستودعات حزب الله داخل قرى الجنوب مباشرة وبشكل مكثف ومركز.

وأشارت المصادر الأمنية الإسرائيلية في هذا السياق إلى حوادث الانفجارات التي وقعت في مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله في قريتي خربة سلم وطير فلسيه في الجنوب، كدليل على مدى ترسيخ أقدام حزب الله عسكرياً في قرى الجنوب اللبناني «وتدلّ هذه الانفجارات على مدى الخطر على الأرواح الذي يواجهه السكان اللبنانيون يومياً».

وكان مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي صرح الأربعاء الماضي بأن حزب الله يواصل تخزين أسلحته قرب المدارس والمستشفيات في مئات القرى اللبنانية بجنوب لبنان. وأكد المصدر أن إسرائيل أوضحت لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» بصورة واضحة أنها ستعمل ضد هذه الأهداف «إذا لم يكن هناك مناصّ من ذلك».

على صعيد آخر، أكد مجلس الوزراء اللبناني حرصه على سلامة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان وأعرب عن أسفه للحوادث الأخيرة التي وقعت في جنوب لبنان بين أهالي بعض القرى وهذه القوات.

وقال بيان صدر بعد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية مساء أمس الخميس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إن المجلس «يؤكد حرصه على سلامة قوات الأمم المتحدة في لبنان وعلى العلاقة الطيبة والوثيقة القائمة بينها وبين المواطنين اللبنانيين طيلة عقود». وأعرب مجلس الوزراء عن أسفه «للحوادث الأخيرة التي وقعت في بعض قرى الجنوب». وأوضح البيان أن المجلس شدد «على تعزيز التعاون بين قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني وعلى تدعيم وجود الجيش وانتشاره ضماناً لفاعلية التنسيق، ويجدد التزامه القرار 1701 بمندرجاته كافة ومطالبته المجتمع الدولي تطبيقها ووضع حد نهائي لجميع انتهاكات إسرائيل للسيادة اللبنانية».

وقال رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «إننا كحكومة وحدة وطنية نريد تطبيق القرار 1701 كاملاً وإن التعرض للقوات الدولية غير مقبول». وتابع «علينا أن نضع حداً لحوادث من هذا النوع لأن لا مصلحة فيها للبنان وللبنانيين وأن المصلحة الحقيقية تقتضي استمرار قيام قوات الأمم المتحدة بدورها كاملاً».

من جانبه تعهد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في تصريحات صحافية نشرت أمس الجمعة حماية الجنود المشاركين في القوات الدولية المؤقتة في جنوب لبنان «مئة بالمئة» بعد الإشكالات الأخيرة بين السكان واليونيفيل.

وقال قهوجي لصحيفة (النهار) «نحن ملتزمون مئة بالمئة منع أي اعتداء على القوة الدولية. الناس في الجنوب يحتضنون القوة الدولية وهي تحتضنهم. ونحن كجيش وشعب وحكومة نريد أن تبقى هذه القوة كغطاء للبنان».

وأضاف «نضمن للدول التي أرسلت جنودها لمساعدتنا أن نؤمن حمايتهم. قرارنا ألا نسمح لأحد بالاعتداء عليهم. الجيش اللبناني هو المسئول جنوباً لأن السيادة لنا، ونحن علينا مؤازرة القوة الدولية وتأمين سلامتها، وهذا ما أتعهد به».

وأكد قائد الجيش اللبناني أيضاً أن «الحوادث الأخيرة التي شهدها الجنوب لن تتكرر». وبحسب صحيفة «النهار»، فإن قهوجي لم ينفِ أو يؤكد أن يكون هناك «تنظيم ما في ردة فعل» سكان بعض القوى الجنوبية على تحركات لليونيفيل، معتبراً في الوقت نفسه أنه «لا ينبغي التقليل من ردة فعل الناس».

وقال إنه أجرى اتصالات «بكل الفرقاء من أجل ضبط الوضع، وحزب الله جزء من الفاعليات الموجودة في الجنوب». لكنه ذكر أن الجيش «لم يكن يؤدي دوراً توافقياً، بل كان إلى جانب القوة الدولية».

وكان قهوجي يشير في حديثه إلى مواجهات عدة حصلت أخيراً بين دوريات تابعة للقوات الدولية في الجنوب ومجموعات من السكان الذين قطعوا الطرق لمنع الجنود الدوليين من دخول قراهم، ورشقوهم بالحجارة وتسببوا بجرح بعضهم وكسر زجاج عدد من الآليات.

ووجه قائد اليونيفيل الميجور جنرال البرتو اسارتا كويباس الخميس رسالة مفتوحة إلى الجنوبيين اعتبر فيها أن الإشكالات الأخيرة مع السكان ألقت بظلالها على المناخ الإيجابي في العلاقة بين الطريفين، مؤكداً أن وجود قوة السلام «سيكون صعباً» من دون الدعم الشعبي لها.

بريطانيا تحذف رثاء لـ «فضل الله» كتبته سفيرتها بلبنان

حذفت بريطانيا مدونة من على الموقع الإلكتروني لسفيرتها في بيروت أشادت فيها بالمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله الذي توفي الأسبوع الماضي. وفي مدوّنتها التي كتبتها تحت عنوان «وفاة رجل دمث» قالت فرانسيس جاي إنها حزنت لوفاة فضل الله وإن العالم «بحاجة إلى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان».

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن مدونة جاي حذفت « بعد بحث مدروس».

وفي مدوّنتها قالت السفيرة إنها بهرت حين التقت برجل الدين الراحل. وكتبت جاي «حين تزوره تكون متأكداً من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر أنك إنسان أفضل». وأضافت «إذا كنت حزنت لسماع النبأ (وفاته) فإنني أعلم أن حياة آخرين ستتأثر بشدة بالفعل. ليرقد في سلام».

على صعيد متصل، أدان مسئول العلاقات الإعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي طرد الصحافية أوكتافيا نصر من قناة «سي.إن.إن» الأميركية، على خلفية إعرابها عن حزنها لوفاة المرجع آية الله السيد محمد حسن فضل الله ، واصفاً الأمر بـ «الإرهاب الفكري».

واعتبر الموسوي في بيان مساء أمس الخميس أن «هذا الإجراء يكشف الازدواجية في المعايير التي تحكم الغرب في تعاطيه مع قضايا المنطقة، ويفضح المزاعم الأميركية بشأن حماية حرية التعبير».

وقال الموسوي إن «الإعلام الغربي عموماً - والأميركي خصوصاً - يترك الحبل على الغارب للإساءات المتعمدة لمقدساتنا ويخفي الجرائم الصهيونية المتمادية التي ترتكب بحق شعوبنا، في حين يضيق صدر هذا الإعلام بمشاعر صحافية أمضت سنوات طويلة في خدمة مؤسسة إعلامية تدعي العراقة وعلى موقع إلكتروني شخصي بعيداً عن المؤسسة نفسها».