كان المدير الفني فيسنتي دل بوسكي الذي دخل التاريخ كأول مدرب يقود إسبانيا نحو الفوز بكأس العالم لكرة القدم، سخيا في ابتساماته وكريما في توزيع مديحه في أول ظهور صحافي له عقب الفوز الذي حققه منتخب بلاده على هولندا أمس الأول (الأحد) 1/ صفر في نهائي مونديال جنوب إفريقيا.

وحافظ دل بوسكي، الذي وعد عشية المعركة الرياضية التي استغرقت 120 دقيقة بالابتسام إذا ما تحقق اللقب، على هدوئه واتزانه المعتاد، حتى عندما سئل عن لعبات لاعبي هولندا العنيفة.

وقال مدرب إسبانيا: «كانت مباراة ساخنة للغاية. إنني أريد الحديث عن الأشياء الجميلة في كرة القدم. أعتقد أن هولندا قدمت مباراة جيدة، متوترة في بعض الأوقات، لكن ذلك جزء من كرة القدم. إنني مجبر على تهنئة منافسنا، الذي صعب علينا الأمور كثيرا».

وأضاف «أعتقد أن هذه المباراة النهائية منحت مكانة أكبر لكرة القدم الهجومية، التي تتسم بالمهارة واللعب إلى الأمام. كرة القدم تمضي إلى الأمام».

ووزع دل بوسكي كذلك المديح بكرم على الأشخاص الذين يستحقون أن يكونوا سببا في التتويج الإسباني، وأكد أن النجاح الذي تحقق في جنوب افريقيا جاء نتيجة تطور كرة القدم في بلاده منذ عصور «ثورة الكرة» وحتى تحقيق لقب الأمم الأوروبية قبل عامين في النمسا وسويسرا.

وقال المدير الفني: «لا نحاول مسح أي أثر من الماضي. (لكن) الجهد والكفاح والإصرار غير العادي، كل ذلك ليس من زمن سابق»، مضيفا أن اللقب الجديد «اكتسب دفعته الأولى في يونيو/ حزيران العام 2008 بأولئك الذين قادوا المنتخب إلى تحقيق اللقب الأوروبي».

كما حاول الحديث بعدالة عن دور أفراد فريقه في اللقب الذي جاء بفضل هدف للاعب أندريس إنيستا قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الإضافي الثاني للمباراة.

وقال: «إنني سعداء بجميع لاعبينا. في 50 يوما من المعسكرات لم تحدث أية مشكلة مع هؤلاء اللاعبين. ذلك نجاح في حد ذاته، وإذا كنا قد حققنا اللقب فوق ذلك كله، فهذا يعد نجاحا للجميع. لن نجسد الفوز في شخصية أندريس أو زافي أو أي لاعب آخر. كان ذلك نجاحا للجميع».

وأكد المدير الفني أنه تلقى تهنئة الحكومة الإسبانية وكذلك الملكة صوفيا وولي العهد الأمير فيليبي وقرينته، الذين أثنوا على الفوز الإسباني الذي تحقق على ملعب سوكر سيتي، لكنه لم يدل بتفاصيل «كانوا جميعا سعداء».

وأضاف من دون أن يخرج عن اتزانه المعتاد «سنحتفل بالأمر جيدا. الجماهير في كل بلدات إسبانيا ساندتنا كثيرا، ونحن سعداء بمنحهم هذا اللقب».

وبدوره اعتبر المدرب فيسنتي دل بوسكي بأن «انتصار كأس العالم يأتي من انتصار كأس أوروبا 2008»، مضيفا «يجب أن نتوجه بالتهنئة إلى خصمنا الذي صعب المباراة علينا. كانت المباراة حامية. نحن سيطرنا واستحوذنا على الكرة. كان بإمكان آريين روبين أن يسجل قبلنا، لكن هذه هي كرة القدم».

وتابع «إسبانيا، البلد بأكمله يستحق هذه الكأس. نحن سعداء بشكل أكبر لأننا سنحملها إلى هؤلاء الأشخاص»، مشيرا إلى أن فريقه فكر باحتمال الوصول إلى ركلات الترجيح قبل خوض المباراة. لكن كنا نثق بأننا سننهي المباراة قبل الوصول إلى ركلات الترجيح».

أما المدافع سيرجيو راموس فقال: «انه أمر تاريخي ويجب الاستفادة منه. هذه ليست سوى البداية. أمامنا يوم كبير جدا: الذهاب إلى كولون وسيبيليس (وسط مدريد)، والاحتفال مع الجميع. لا يوجد هناك رضا في الحياة اكبر من رفع كأس العالم هذه».