تمكنت شركة «ديار» القطرية المملوكة للحكومة في الدوحة من التوصل إلى اتفاق تسوية مع شركة CBC البريطانية لإنهاء النزاع المترتب من مشروع التطوير المقترح للموقع الذي كان يعرف سابقاً باسم «ثكنات تشلسي»؛ الأمر الذي يضع حداً للنزاع الدائر بين الطرفين، بعد وصوله للقضاء، وذلك في اتفاق بقيت سائر بنوده سرية.

ويموجب الاتفاق، تقدم مدير الشركة البريطانية، كريستيان كاندي، بما وصفه بـ «اعتذار من دون تحفظ إلى أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء دولة قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والعضو المنتدب بشركة ديار، غانم آل سعد، عن إي إساءة تكون قد لحقتهم من جراء قرار رفع الدعوى القضائية على الشركة القطرية.

كما اعتذر كاندي عن «المزاعم الصادرة عن شركة CBC التي يرأسها خلال مجرى الدعوى» وأعرب عن «أسفه للزج باسم» ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز في نزاع تعاقدي. وأكد الطرفان سرورهما لأنهما «تمكنا من طي صفحة الماضي والبدء في التطلع إلى المستقبل بروح إيجابية» وأعلنا انتهاء النزاع القضائي بينهما، على ألا يكون لشركة CBC و «كاندي أند كاندي» أي مصلحة أو دور في المستقبل في «ثكنات تشلسي» الذي تملكه بالكامل الشركة القطرية «الديار القطرية».

وقرر الطرفان الاحتفاظ بسرية أحكام اتفاق التسوية بينهما، وهي مواد قد تكون متعلقة بالتسوية المالية.

وكانت إحدى المحاكم في لندن قد أقرت بأحقية شركة CPC البريطانية، في الحصول على تعويضات من شركة «ديار» المملوكة إلى الحكومة القطرية، بسبب قيامها بإلغاء مخططات بناء في مشروع «ثكنات تشيلسي»، الذي اشترته «ديار»، بسبب تدخلات ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، الذي لم يرق التصميم الجديد له.

ووصفت المحكمة تدخل تشارلز بأنه «غير متوقع وغير مرحب به»، ورأت أن الشركتين كانتا في وضع صعب أملته عليهما الظروف السياسية، بعد تدخل الأمير البريطاني؛ ما دفعه إلى اعتبار أن «ديار» خرقت العقد الموقع بينها وبين «CPC»، ولكنها ليست ملزمة بدفع مبلغ التعويض المقدر بـ 68.5 مليون جنيه إسترليني. ودعا الحكم «CPC» التي يقودها المصمم المعروف، كريستيان كاندي، إلى التقدم بدعوى قضائية أخرى لتحديد قيمة التعويض.

وأثارت القضية غضب الصحافة البريطانية لأنها أضاءت على تدخلات أفراد الأسرة المالكة في قضايا ذات صالح عام، وخاصة أن الأمير تشارلز بعث بالرسالة إلى أمراء قطر، داعياً إياهم إلى الضغط على شركة «ديار» مستخدماً نفوذه الشخصي، بسبب كرهه المعروف لأساليب العمارة الحديثة القائمة على الأبنية الفولاذية والزجاجية.

يشار إلى أن «»CPC متخصصة بالأبنية الفخمة، وقد تقدمت بالدعوى في نهاية العام 2009، بسبب قيام «ديار» بإلغاء تصاميم أولية لمشروع «ثكنات تشيلسي» الذي تناهز قيمته 5 مليارات دولار. يذكر أنّ شركة «ديار» تملك مشروعاً قطرياً آخر باستثمارات تبلغ 5.5 مليارات دولار تنفذه على مساحة 35 كيلومتراً مربعاً ويتضمن منطقة للترفيه على غرار بيكادلي سيركس في لندن.