العدد 2882 - الثلثاء 27 يوليو 2010م الموافق 14 شعبان 1431هـ

نواب يتخوفون من خصخصة «مستشفى حمد» بعد قرار إدارته من قبل «الدفاع»

أبدى نواب مخاوفهم من أن يكون قرار نقل إدارة وإشراف مستشفى الملك حمد العام إلى لجنة يرأسها وزير الدولة لشئون الدفاع بداية لخصخصة المستشفى، على رغم أن موازنة المشروع تم أخذها من الموازنة العامة للدولة.

وفي هذا الصدد، أبدى رئيس لجنة الشئون الاقتصادية والمالية في مجلس النواب عبدالجليل خليل استغرابه من قرار نقل مهمة الإشراف والإدارة على المستشفى من وزارة الصحة إلى لجنة برئاسة وزير الدولة لشئون الدفاع، متسائلاً عن الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، باعتبار أن وزارة الصحة هي جهة الاختصاص وهي التي باشرت الإشراف والمتابعة والتنسيق مع وزارة الأشغال منذ أن بدأت فكرة تأسيس مستشفى الملك حمد في العام 2003، ناهيك عن أن وزير الصحة قام بزيارة المستشفى لمتابعة الأعمال فيه أكثر من مرة، وأن آخر تصريح صدر له في هذا الشأن أكد فيه أن «المستشفى سيعمل تحت إشراف وزارة الصحة كأي مستشفى حكومي ولن تكون هناك أية رسوم على المواطنين».

وسأل خليل: «ما السبب الذي دفع إلى تغيير جهة الإشراف من وزارة الصحة إلى لجنة تحت إدارة وزير الدولة لشئون الدفاع؟، وهل من المنطق على سبيل المثال أن تحول إدارة جامعة البحرين إلى أية وزارة غير وزارة التربية والتعليم؟، وحين طالبنا بفتح مستشفى قوة دفاع البحرين لجميع المواطنين في جميع التخصصات بما في ذلك عيادة القلب، كان الرد الرسمي أن هذا المستشفى في الأساس مستشفى عسكري، ولذلك وضع تحت إدارة وزارة الدفاع».

وأشار خليل إلى أقاويل عن تخصيص المستشفى بدلاً من أن يكون حكوميّاً إلى القطاع الخاص، واحتساب رسوم على المواطنين، مضيفاً «هذا ما لن نقبل به لأن المستشفى بني من موازنة الدولة ليشكل جناحاً آخر وداعماً لمجمع السلمانية الطبي في علاج المواطنين مجاناً».

أما عضو كتلة الأصالة في مجلس النواب عيسى أبو الفتح، فرجح أن يكون قرار إدارة المستشفى من قبل وزارة الدفاع بسبب ارتفاع كلفة إدارة المستشفى، باعتبار أن الحكومة لم تتوصل إلى اتفاق مع الشركة أو الجانب الذي سيدير هذا المستشفى، وخصوصاً أن مبالغ إدارة المستشفى قد تتجاوز 690 مليون دينار سنويّاً.

وقال: «كان من المفترض على الحكومة مراجعة هذا التوجه، والأخذ في الاعتبار ضرورة تأهيل المواطنين بدلاً من العمالة الأجنبية للعمل في هذا المستشفى، وخصوصاً أن التخصصات الطبية متوافرة بصورة كبيرة في البحرين».

وأضاف «قد يكون هذا القرار بداية لتوجه قائم بخصخصة الجانب الصحي في البحرين وتقليل هيمنة الحكومة على هذه الخدمات الصحية والتعليمية وبقية القطاعات، أو قد تكون مرحلة انتقالية بسبب عدم الوصول مع الطرف الآخر إلى اتفاق على إدارة المستشفى».

كما اعتبر أن إدارة المستشفى من قبل وزارة الدفاع قد تعود بالنفع عليها، باعتبار أن المبالغ التي سيتم تحصيلها من المستشفى قد يتم تخصيصها لوزارة الدفاع، وذلك من أجل التقليل من مصروفاتها التي تلتزم بها الدولة وهو ما يتيح للوزارة تنويع مصادر تمويلها، على حد تعبيرها.

من جانبه أكد رئيس كتلة المستقبل في مجلس النواب حسن الدوسري أن رقابة النواب على مستشفى الملك حمد ستظل موجودة ممثلة في وزير شئون الدفاع، مطالباً في الوقت نفسه بأن يكون المستشفى مفتوحاً لجميع المواطنين حتى وإن كان في ظل إدارة وزارة الدفاع.

وفي الوقت الذي دعا فيه الدوسري إلى النظر إلى القرار من جانب إيجابي، فإنه أكد أنه في حال كانت هناك نواح سلبية فإن السلطة التشريعية ستتخذ موقفاً من هذا الأمر، وسيكون وزير شئون الدفاع مساءلاً من قبل السلطة التشريعية.

من جهته، وصف عضو كتلة الوفاق النائب السيد جميل كاظم إيلاء قوة دفاع البحرين إدارة مستشفى الملك حمد العام بأنه مخيب للآمال وشكل صدمة كبيرة لدى المراقبين والمواطنين والنواب وأصحاب الشأن.

وقال في بيان صادر عن الوفاق: «إن مستشفى الملك حمد الموصوف بـ «العام» جاء بعد انتظار طويل ومطالبات كثيفة من قبل الجميع وبعد أن ذاق المواطنون الأمرين في مجمع السلمانية الطبي الذي يتولى خدمة المواطنين والوافدين وعموم السكان بشكل يفوق طاقته بأضعاف، وبعد اكتمال هذا المستشفى وتجهيزه فإن إيلاء إدارته لقوة دفاع البحرين على غرار المستشفى العسكري أمر باعث على الاستغراب الشديد والحيرة من هذا التصرف».

وأضاف «إذا كانت الحكومة تصر على عدم فتح المستشفى العسكري لعموم المواطنين بعد تقديم مجلس النواب مقترحاً برغبة بهذا الخصوص، بمبررات عدم التمايز بين المواطنين، وللمساهمة في خفض الضغط الشديد على مستشفى السلمانية، فإن تخصيصها مستشفى آخر تديره قوة الدفاع يعد أمراً غير مقبول أبداً».

وأشار كاظم إلى أن وزارة الصحة أكدت قبل 6 أعوام أن لديها إستراتيجية لإنشاء مستشفى عام للمواطنين في كل المحافظات، وأن مستشفى الملك حمد العام في المحرق جاء في سياق هذه الإستراتيجية التي تدفع الوزارة لتنفيذها.

وتابع «إذا كان المستشفى عامّاً ويخدم جميع المواطنين كأي مستشفى حكومي آخر في الدولة، فما هو المبرر الذي يدفع الدولة إلى إيلاء إدارته لقوة دفاع البحرين وإخضاعه لوزارة عسكرية، غير النية في تحويله إلى مستشفى مخصص لفئة محددة كما هو الحال مع المستشفى العسكري؟».

وأشار إلى أن إعلان إناطة مسئولية الإشراف وإدارة مستشفى الملك حمد العام إلى لجنة برئاسة وزارة الدفاع كان باعثاً لتساؤل المواطنين، عما هو المبرر وما هو الهدف والدافع إلى هذا التوجه، وما إذا كان مصيره سيكون من مصير المستشفى العسكري يخدم قطاعاً محدداً أو فئة خاصة (VIP) فيما يواجه مجمع السلمانية الطبي الضغط الهائل من جميع المواطنين والسكان من جميع المناطق.

العدد 2882 - الثلثاء 27 يوليو 2010م الموافق 14 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 5:25 م

      مواطن بحريني اصيل

      يعني الحين بس بيظل مستشفى السلمانية للمواطنين الغير عسكرين؟
      ومستشفى الشيخ حمد & العسكري للعسكرين فقط؟
      بمعنى اخر نفس الشي ما تغير شي جنه؟

    • زائر 14 | 8:35 ص

      قرار لتمكين المجنسين من الدولة...

      هذا القرار ما هو الا لدفع عجلة التجنيس ولدفع الدخلاء على ارضنا الغاليه وما الاصوات التي تؤيد هذا القرار الا نشاز لا تعي حجم المسؤليه ونحن نتمي للطائفه السنيه لم نشعر يوما بأنا منبوذين من قبل الشيعه لا تفترون ولا تقيبوا حرب الطوائف تحابوا وتراصوا لا تكونا كالذين يدعون الى الانسانيه ولا تكونوا كلذين يكفرون الشيعه كونوا معتدلين وتعقلوا في ردودكم...

    • فيلسوف | 8:29 ص

      النواب والمستشفى الجديد والموازنة العامة

      النواب الان في اجازاتهم الصيفية والمخالفات الان راح تكثر وتكثر اكثر واكثر وهذا المستشفى بالطبع راح يكون فقط لافراد قوة الدفاع والداخلية والمواطنين على الهامش وبالطبع راح يستفيد منه المجنسين اللي في هاتين الوزارتين ولا ننسى بان بناء هذا المستشفى من الموازنة العامة للدولة ولا استبعد بناءة من ميزانية التامين للتعطل . وحال النواب الان اللي مسافر واللي نائم في العسل ودائما المشاكل تصير في فترة اجازة النواب ............

    • زائر 13 | 6:54 ص

      المواطــن الحــزين!

      بعد خصخصو ا المناطق وخلوه ثكنــة عسكريــة! ليش الخصخصــة وبعدين مب فاهم شيء المستشفى الى كل المواطنين او بس العاملين في قوة الدفــــــــاع والداخليـــــة نبي نعـــــارف ؟

    • زائر 12 | 5:48 ص

      لزائر 2

      نحن لانحتاج الى المنافقين امثالك , وانت لم يمنعك احد من العمل في مكان كما منعت الطائفة التي تتحدث عنها والتي يراد الان ان تمنع وانت تصفق لهذا الامر كما ان عليك ان تشكر وتقبل يد من اسدى لك الخدمة في السلمانية كائنا من يكون لكن قلبك وقلب امثالك اعمته الطائفية والحقد والنفاق والتزلف لفلان وفلان , وانت تعلم ان مناصب كبيرة وكثيرة توهب مجانا لامثالك وهم لايستحقون والاف العاطلين في بيوتهم لكن سيأتي يوم ترد فيه الى الله ويوفيك حسابك وذلك هو الملك العدل

    • زائر 11 | 4:31 ص

      هذي البداية

      بيصير مثل المستشفى العسكري تجاري وكل يوم قوانين

    • زائر 10 | 3:14 ص

      ماذا بعد ؟

      تخوف و استغراب ؟ و ماذا بعد نريد أفعال ملموسة من النواب لاننا نشعر باننا ضائعون في بلد يعمل جاهدا على اقصائنا بشتى الوسائل

    • زائر 9 | 2:36 ص

      طبيعي...

      طبيعي لازم الحكومة تحول موضوع إدارة مستشفى حمد إلى وزارة الدفاع لأن المستشفى العسكري ضاق بالمجنسين فلازم يشوفون ليهم حل للمشكلة في أسرع وقت علشان يستوعبونهم..ولو هذا المستشفى عام جان ما يبرز إلا بعد 20 سنة..يعني حكومة هذا البلد متى جابت خبر يفرح المواطن؟
      كله ضرب على جبده..يعني يا تموت أو تطلع من هل البلد وتخليه إلى هالمرتزقة

    • زائر 7 | 1:45 ص

      غريب الرياض

      المهم يتعالج فيه يوهر و فري و مشموخ شهباز و بقية حماة الوطن

    • زائر 6 | 1:42 ص

      زائر رقم 2

      البحرني يعمل اي شي في المستشفى من منظف الي دكتور اذا امثالكم قبلتم تعملون منظفين في السلمانية بنقول في طائفية
      ولاكن امثالك عما عيونهم الطائفية والتجنيس

    • زائر 5 | 1:27 ص

      يعني بتحرم شريحة كبيرة مو المواطنين

      ليش هذا القرار هل العسكريون بحرينيون
      ولماذا اتخذ هذا القرار بعدما جهز بالكامل
      ومنهم العسكريون عاد شنو مسوين للدوله غير هدر المال العام

    • زائر 4 | 1:05 ص

      حسنا فعل جلالة الملك حفظه الله

      ما فعله جلالة الملك هو من قبيل المحافظة على النسيج الاجتماعي وعدم تلاعب طائفة معينة من المواطنين بمصالح الناس والاستئثار بالوظائف مثل الذي حدث على مر السنين في مستشف السلمانية الطبي الذي تمت السيطرة عليه من قبل طائفة من المواطنين على أساس مذهبي. نحن وانتم تعرفون جيدا مدى انصاف جلالة الملك حفظه الله ورعاه ومن قبله الأمير الراحل رحمة الله عليه. كفى تشكيكا في نوايا الناس وبدل ذلك يجب أن تنظروا إلى الأمام.

    • زائر 3 | 1:05 ص

      نواب الموالاة وتبريرهم

      هكذا عودني نواب الموالة إيجاد المخارج والتأويلات، ولا يمتلكون الشجاعة ببنت شفه لقول الحق والواقع لانهم يعيشون الهاجس والخوف

    • زائر 1 | 12:05 ص

      الكتاب بين من عنوانه

      الهدف حرمان شريحة كبيرة من المواطنين من فرص العمل في هذا المستشفى لان ببساطة وزارة الدفاع لا توظف أبناء هذه الشريحة فضلا عن تخصيص خدماته لشريحة معينة من المواطنين

اقرأ ايضاً