تحطمت طائرة مدنية باكستانية بسبب الأحوال الجوية السيئة أمس (الأربعاء) على التلال القريبة من إسلام آباد ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ152، حسب ما أعلنت السلطات.

واصطدمت طائرة الـ «إيرباص أيه - 321» التابعة لشركة الطيران «ايربلو» والتي أقلعت من كراتشي (جنوب) صباح أمس بقمة إحدى تلال مرغالا بينما كانت تستعد للهبوط في إسلام آباد. وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بسرعة من مكان الحادث على تلة وعرة أمضى رجال الإنقاذ أكثر من ساعة للوصول إليها سيراً على الأقدام من أقرب طريق.

كاميرون: على باكستان أن لا تتهاون مع الجماعات الإرهابية

تحطم طائرة باكستانية ومقتل ركابها الـ 152 قرب إسلام آباد

تحطمت طائرة مدنية باكستانية بسبب الأحوال الجوية السيئة أمس (الأربعاء) على التلال القريبة من إسلام آباد ما أسفر عن مقتل ركابها الـ 152، حسب ما أعلنت السلطات.

واصطدمت طائرة الـ «إيرباص أيه-321» التابعة لشركة الطيران «ايربلو» والتي أقلت من كراتشي (جنوب) صباح أمس بقمة إحدى تلال مرغالا بينما كانت تستعد للهبوط في إسلام آباد. وقال وجيه الرحمن أحد سكان الحي أف-7 على سفح تلة مرغالا حيث يقيم عدد من الأثرياء الباكستانيين، إن «الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جداً. سمعنا دوياً هائلاً».

من جهته، قال الشرطي الذي كان يخدم في المنطقة، حاجي تاج غل إن «مسئولين في إدارتنا سمعوا دوي انفجار هائل في تلال مرغالة. عندما وصلت رأيت كتلة من الدخان والنار في كل مكان وقطع من الطائرة تتدحرج إلى سفح التلة».

وتصاعدت سحابة كثيفة من الدخان بسرعة من مكان الحادث على تلة وعرة أمضى رجال الإنقاذ أكثر من ساعة للوصول إليها سيراً على الأقدام من أقرب طريق. وقالت شركة الطيران وإدارة الطيران المدني إن 152 شخصاً كانوا على متن الطائرة.

وأعلنت السلطات بعد ظهر أمس أن جميع من كانوا على متن الطائرة قتلوا ما يجعل من تحطم هذه الطائرة الحادث الذي سبب سقوط أكبر عدد من القتلى منذ 18 عاماً. وأكد وزير الداخليةن رحمن مالك لشبكة التلفزيون المحلية «إكسبرس تي في» أنه «لم ينج أحد. الجميع (الذين كانوا في الطائرة) لقوا حتفهم».

من جهته، قال قائد الشرطة بني أمين «تم العثور على كل الجثث. وعلى حد علمنا كان على متن الطائرة 149 شخصاً لكن من الصعب إعطاء العدد بدقة بسبب تحول الجثث إلى أشلاء». وكانت السلطات الباكستانية أعلنت أولاً خطأ العثور على خمسة ناجين ونقلهم إلى المستشفى. وأعلنت الحكومة الباكستانية أمس يوم حداد وطني.

وقال مكتب رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني في بيان أن جيلاني وحكومته «عبرا عن ألمهما وحزنهما بعد الحادث المفجع». وأضاف أن «الحكومة الفيدرالية أعلنت يوم حداد وطني» بعد الحادث و «رئيس الوزراء أرجأ إلى الأسبوع المقبل اجتماعاً حكومياً» كان مقرراً أمس.

وأكد ناطق باسم شركة الطيران الخاصة «ايربلو» رحيل أحمد أن الطائرة التابعة لها كانت تقوم برحلة بين كراتشي وإسلام آباد. وقال ناطق باسم إدارة الطيران المدني، بيرفيز جورج غن الرحلة رقم 202 التابعة لشركة الطيران «ايربلو» أقلعت من كراتشي العاصمة المالية لباكستان وكانت تستعد للهبوط في إسلام آباد عندما تحطمت.

وأضاف رحيل أحمد أن «الطائرة لم تكن تواجه أية مشكلة تقنية عندما أقلعت. يبدو للوهلة الأولى أن الحادث نجم عن الأحوال الجوية السيئة لكن سيكون على المحققين تحديد ذلك». وكانت السماء ملبدة بالغيوم فوق العاصمة الباكستانية وكان المطر يهطل عند وقوع الحادث. ووصف وزير الداخلية الحادث بأنه «مأساة كبرى».

من جهتها، ذكرت مجموعة «إيرباص» الأوروبية لصناعة الطائرات أن الطائرة التي تحطمت بسبب الأحوال الجوية السيئة كانت حديثة نسبياً لهذا النوع من الطائرات. ويفترض أن تستمر هذه الطائرات في العمل بين ثلاثين وأربعين عاماً.

وقالت «إيرباص» في بيان إن الطائرة التي سقطت «تم تسليمها في العام 2000 وكانت (ايربلو) تستأجرها بموجب عقد منذ 2006»، موضحاً أن الطائرة «حلقت نحو 34 ألف ساعة وقامت بـ 13 ألفاً و500 رحلة». وعرضت محطات التلفزيون الباكستانية لقطات لسيارات فرق الإغاثة المتوجهة إلى المكان ومروحيات تحلق فوق المنطقة.

إلى ذلك، قدم الرئيس الأميركي، باراك أوباما تعازية في ضحايا حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة «اير بلو» الباكستانية. وجاء في بيان أصدره المكتب الصحافي للبيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي قدم خالص تعازية لأسر وأصدقاء كل الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة الطيران الباكستانية الخاصة «اير بلو».

وذكر البيان أن من بين القتلى شخصين أميركيين. وأضاف البيان أن أوباما قال إن الشعب الأميركي يقف بجوار الشعب الباكستاني في هذا الحادث الأليم.

في سياق آخر، صرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون في مدينة بنغلور بجنوب الهند أمس بأنه على باكستان أن لا تعزز عملية تصدير الإرهاب أو أن يكون لها علاقات مع الجماعات الإرهابية.

وذكرت وكالة «برس اسوشييشن» أن تصريحات كاميرون جاءت أثناء جلسة سؤال و جواب بعدما ألقى كلمة خلال زيارة للهند تستغرق يومين. وقال كاميرون في مقر شركة «إنفوسيس» الهندية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات «يتعين علينا أن نكون واضحين للغاية مع باكستان في أننا نريد أن نرى باكستان قوية و مستقرة وديمقراطية».

وأضاف كاميرون «ولكننا لا نستطيع أن نتهاون بأي حال تجاه فكره أن هذه الدولة مسموح لها أن تعزز تصدير الإرهاب للهند أو أفغانستان أو أي مكان أخر في العالم». وقال إن العلاقات البريطانية مع باكستان مهمة ولكنه أضاف: «يجب أن تكون علاقة تستند على رسالة واضحة للغاية مفادها أنه من الخطأ أن تربطها علاقة مع أية جماعة تنشر الإرهاب».