يزور العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد لبنان غداً (الجمعة) لتخفيف التوتر السياسي بشأن المحكمة التابعة للأمم المتحدة التي تشكلت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وقال النائب نهاد المشنوق عضو كتلة رئيس الوزراء سعد الحريري البرلمانية إن مجيء الملك عبدالله والأسد معاً رد على جميع الأسئلة بخصوص الاستقرار في لبنان.

وقال مسئولون سعوديون إن الملك عبدالله سيجري محادثات مع الأسد في دمشق قبل أن يتوجه الزعيمان إلى بيروت. ولم يؤكد مسئولون سوريون إن كان الأسد سيرافق العاهل السعودي إلى لبنان.

موراتينوس: حان الوقت للانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

قمة بين مبارك والعاهل السعودي في شرم الشيخ لبحث تطورات السلام ولبنان

القاهرة، القدس المحتلة - أ ف ب، د ب أ

يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شرم الشيخ للبحث في عدد من القضايا من بينها مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وتطورات الأوضاع السياسية في لبنان.

وكتبت صحيفة «الأهرام» الحكومية أمس (الأربعاء) إن المحادثات بين العاهل السعودي والرئيس المصري ستتناول «القضايا العربية والإقليمية والدولية الملحة».

وأضافت أن قمة شرم الشيخ ستركز على «بحث تطورات القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وسبل تهيئة الأجواء الملائمة لتدشين مفاوضات جادة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي».‏ وتأتي جولة الملك عبدالله بينما تدفع الولايات المتحدة ومعها الأوروبيون باتجاه استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد أكد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس أن الشروط التي وضعها عباس لتحريك المفاوضات المباشرة مع إسرائيل «يستحيل» قبولها.

وتأتي زيارة الملك عبدالله إلى مصر عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية اليوم (الخميس) في القاهرة بحضور عباس الذي سيطلع أعضاء اللجنة على ما وصلت إليه المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي بدأت في مايو/ أيار برعاية أميركية.

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي في تصريحات نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» إن هذه القمة الثنائية «سوف تركز على تفاصيل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وتقييم الموقف وتحديد خطط التحرك التي سوف تنطلق في الأيام المقبلة».

وستتناول مباحثات مبارك والعاهل السعودي «تطورات الأوضاع السياسية في لبنان وكيفية التغلب على أزماته الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحدق باستقراره»، حسب ما ذكرت «الأهرام».

وأكد زكي أن «هناك اهتماما مصريا سعوديا بما يدور في لبنان والتهديدات التي تطلقها إسرائيل ومخاوف مشروعة من أن يحدث ما حدث في صيف 2006 (الحرب الإسرائيلية على لبنان)».

على صعيد متصل، صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المصرية صرح السفير سليمان عواد ان الرئيس حسني مبارك استقبل وزير خارجية الأردن ناصر جودة في مدينة شرم الشيخ لاطلاعه على الاتصالات التي أجراها العاهل الاردني مؤخراً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وبالأمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال عواد إن كل من مصر والأردن تعملان مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين من اجل تهيئة الأجواء المواتية لاستئناف عملية السلام من خلال مفاوضات جادة تبنى على ما تحقق حتى الآن وتفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام يتناول كل موضوعات الحل النهائي الستة ويتيح قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وبشأن الحركة الدبلوماسية والسياسية المكثفة للرئيس مبارك في إطار سعى مصر لدفع مسيرة السلام ، قال عواد، إن الرئيس الأميركي باراك اوباما بعث برسالة خطية للرئيس مبارك أتبعها باتصالين هاتفيين للرئيس من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون، وان كل هذه الاتصالات قد أكدت التزام الجانب الأميركي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين، والتزام الرئيس الأميركي شخصيا بمواصلة جهوده لإطلاق مفاوضات سلام في إطار زمني محدد، وهي كلها مؤشرات نأمل أن تتم متابعتها وان يكون هناك توافق عربي دولي على إطلاق مفاوضات جادة في إطار زمني محدد وبمرجعيات واضحة، وهذا هو الموقف الذي يؤكد عليه الرئيس مبارك في اتصالاته مع الأطراف الإقليمية والدولية بالإضافة إلى الطرفين الأساسيين وهما السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل.

وبشأن زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لمصر الأحد المقبل، قال السفير عواد إن المشاورات التي ستتم خلال هذه الزيارة تأتي استكمالا لما أجراه الرئيس مبارك من مشاورات مع نيتنياهو أخيراً، مشيرا إلى أن الرئيس بيريز كان قد زار مصر والتقى الرئيس مبارك ثلاث مرات العام الماضي وكان أول من عرض فكرة التشاور والتفاوض بشأن حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية وأول من استمع إلى رفض الرئيس مبارك لهذا الطرح حيث ذكر الرئيس مبارك للرئيس بيريز ولرئيس الوزراء الإسرائيلي أن التفاوض لابد أن يتم حول حدود دائمة لدولة فلسطينية مستقلة وذكر أن لا احد على الجانب الفلسطيني أو الجانب العربي يمكن أن يقبل بفكرة الحدود المؤقتة.

وأضاف أن الرئيس بيريز يتفهم بالتالي الموقف المصري بشكل تام. وقال عواد إن هناك تطورات عديدة حدثت خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، وان الرئيس الإسرائيلي سيصل الأحد المقبل ليتم استكمال المشاورات حول أفضل السبل لتهيئة الأجواء المواتية لإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق مرجعيات واضحة. من جانبه قال وزير الخارجية الاسباني ميجل انخل موراتينوس أمس إنه حان الوقت للانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موراتينوس قوله في مستهل لقائه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القدس أمس إنه يحاول تشجيع الفلسطينيين على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين. وأعرب موراتينوس عن تفاؤله إزاء إمكانية الشروع في مفاوضات مباشرة خصوصا بعد إجراء سلسلة من المفاوضات غير المباشرة التي جاءت بهدف خلق أجواء طيبة.

وأطلع موراتينوس بيريز على نتائج المباحثات التي أجراها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمّان. وقال بيريز خلال اللقاء إن عدم انتقال الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى مرحلة التفاوض المباشر بينهما حتى سبتمبر/ أيلول المقبل سيضعهما في عين العاصفة. وطالب الرئيس الإسرائيلي موراتينوس بمواصلة عمله من أجل إطلاق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة. وسيجتمع موراتينوس مساء اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان موراتينوس التقى أيضا في وقت سابق أمس رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله وبحث معه آخر التطورات السياسية.