بيض الردون. .
يبني السراب خيامها..
وسط الخلا واقدامها..
تنبت عشب وتمطر غمام..
لامن لمحت آثارها..
يطري علي عشق الخلا..
وقصيدة "لبن غيام" "*"
في حومة العقبان..
في الازرق.. الازرق..
شمس الضحى جمره..
شفت الندى يعرق
في وجنة النوار..
بدخل تحت سدره..
وما سحت الاغصان..
من ظلها البارد..
على الثرى الممطور..
واطلق عيوني طيور..
الجدران
المنزل ثلاث جدران... ورابع..
ما بينهم ضايع.. متشقق وعاري..
ويميزه شباك.. ضيق..
مصبوغ.. بالأحمر الناري..
ومحاصر باسلاك.. علقت بها وردة..
أوراقها المنزل.. والبرعم الأفلاك..
وعلى الجدار الثاني..
وأمثال.. وأغاني
مكتوبه بكسرة فحم..
وصندوق خشب..
مزخرف بغير الذهب.. غير الجواهر..
تحت الكتابه نافر..
فوقه ظلال عريق..
مثل العنيد.. من الجروح..
مثل السيوف اللي مقابضها حديد..
أسرار من ماتوا بعيد..
وما خلفوا حتى الورق..
أما الثالث من الجدران..
معلق عليه صورة.. لإنسان..
من دفتر نفوس.. مكبره..
مدري جفونه مبخره..
والا تجاعيد خيوط.. دخان
وفي الركن كرسي خيزران..
يجلس عليها الوقت..
وجريدة عنوانها باهت.. تغفى على الإسمنت..
وفوقها كوب فارغ.. وفتات خبز..
وأصابع للجوع صفرا مكسره..
ويبقى الجدار الأول..
وهو أعرض الجدران.. وأكثرها وقار..
وهو الوحيد اللي انبنا فـ نور النهار..
بوابته على الطريق الرملي..
صفت أحجار درجها.. بصبر..
وش كنها..؟
سنون صفر.. في فم مذهول..
وظلما تشدك للدخول.. تشدك..
وكل ما مسكت اكرة الباب النحاس بيدك..
تلطخت بدم طري..
الجرح نزف يحتري.. أما الطعون..
وين الطعون.. راحت..
البيت ثلاث جدران.. ورابع..
مالهم طابع.. يجمعهم..
يشبهون أهلهم..
وما صادفوا غير الحياة..
وانا على المشراف..
ومن حاجر به شيح..
جول الحباري طار..
ريشه يخض الريح..
خض البحر مجداف..
وين انت يا الصقار..
جول الحباري.. طار...
بيض الردون.. طيري
برقة جناحك لي..
وحتوفك لغيري...
"*" ابن غيام : شاعر من نجد
العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ