ما أعذب الموسيقى عندما تتحرك الخيل وتسمع الأصوات المتناغمة عند ضرب حوافرها على الأرض. هل سمعت ولو مرة واحدة تلك السيمفونية الرائعة الخالدة؟
عند حركة السير ويسمى المشي وعند الانجليز يسمى "ووك" وعند الحركة الاعتيادية للفرس وتتميز بسماع أربع نقرات متعاقبة ومستمرة باستمرار السير. نعم هي أيضا حركة للفرس ولا تكلفه جهدا كبيرا أو طاقة، أما الموسيقى فهي معزوفة المشي، إذ الفرس العسراء تبدأ الحركة بالطرف الأمامي الأيسر وهذه أول نوتة وتبدأ حركة الطرف الخلفي الأيمن بثاني نوتة تتبعها الطرف الأمامية اليمنى وهي ثالث نوت، وأخيرا الطرف الخلفي الأيسر يختمها بالنوتة الرابعة وباستمرار المشي تتكرر الحركة وتسمع الموسيقى التي تريح الأعصاب. أما الفرس يمنة اليد فتبدأ موسيقاها بالطرف الأمامي الأيمن ثم الخلفي الأيسر ثم الأمامي الأيسر ثم الخلفي الأيمن. أما حركة الجسم والأطراف متناسقة والأطراف تضرب الأرض بخطوط مستقيمة، ما يعطيك صورة جميلة مع الموسيقى. يعتبر السير جيدا إذا تحركت المفاصل بحرية ومرونة كاملة وخطوات متزنة يصحبها هبوط الحافر على الأرض بتطابق كامل ويستحب في السير أن يتجاوز موطئ الحافر الخلفي موطئ الحافر الأمامي بشرط توافر الاستقامة وعدم التماس بين الحوافر.
أما السير السريع، فهو حال مكتسبة أي يتم تدريب الخيل عليه بحسب الطلب والحاجة. لقد تميز الفرس العربي بسيره المتزن الجذاب مع الشموخ برفع رأسه وتقويس عنقه ورفعه ذيله.
الخبب: ويسمى بالإنجليزية "تروت" وهو نوعان: الخبب وخبب الثعلب. ولكن على العموم أسرع من السير ويتميز بنقرتين ويتطلب جهدا وطاقة أكثر من السير وهي من الحركات الطبيعية الفطرية وتنفذ هذه الحركة برفع قائمة أمامية واحدة من جانب وقائمة خلفية من الجانب المخالف معا ورميهما على الأرض معا بينما ترتفع القائمتان الأخريان معا لتسقطان على الأرض بعد أن ترتفع القائمتان اللتان سبقتاهما، وهكذا تستمر الحركة لتسمع الموسيقى الراقية وبين رمية وأخرى ترى الفرس قافزا في الهواء وبذلك يختلف الخبب عن السير الذي بأدائه لا يفارق الفرس الأرض بكل أطرافه مطلقا.
أما عن خبب الثعلب هو ضرب من حركة الفرس وبنقرتين أيضا، ولكن نقلة الأطراف تختلف، إذ هنا تنقل الأيامن سوية بنقرة والأياسر بعدها بنقرة.
يتخلل الخبب رقصة خيلية جميلة مع الموسيقى بالحركات والنقلات الجميلة المتناغمة للأطراف مع انسيابية حركة الجسم والمفاصل ورفع الرأس والرقبة والذيل وتحس الخيل الأصيلة وهي تعرف المحب وتستعرض جمال جسمها وجمال حركتها.
العدو: وهو حركة الجري السريع ولها نوطتها الخاصة، فتنقر ثلاث أو أربع نقرات تقوم بها الأطراف وعموما فإن الأطراف الخلفية هي الدافعة والأطراف الأمامية تمتص الصدمة وتبدأ الحركة بترك القائمة الخلفية تتبعها فورا القائمة الخلفية الأخرى وتستقبل الأرض القائمة الأمامية الكائنة أمام القائمة الخلفية التي تركت الأرض أولا ثم القائمة الأمامية الأخرى كل هذا يحصل بسرعة بحيث يصعب متابعة حركة الأطراف بالعين. وعند استمرار هذه الحركة تكون الفرس في حال العدو وتضرب الأرض بالحوافر وبقوة هائلة ما يسمعك السيمفونية الخيلية مع الحركة البديعة للفرس.
أما العدو البطيء فتسمع نقرتين، إذ ترفع الأطراف الخلفية مع طرف أمامي في آن واحد ثم القائمة الامامية مفردة فتسمع نقرتين وثالثة خفيفة.
أما عن أوصاف درجات العدو عند العرب:
الرديان: إذ ترجم الفرس الأرض رجما بالحوافر.
الدحو: يرمي الفرس بيديه رميا لا يرفع السنبك عن الأرض كثيرا.
الأمجاج: العدو بقلة الحماس.
الاحضار: العدو المتواصل بالسرعة نفسها.
الارخاء: وهو أشد من الاحضار، أقصى سرعة من الحماس.
الأهذاب: العدو بحماس شديد جدا.
الأهماج: يبذل الفرس أقصى ما عنده من قوة وسرعة.
* جراح بيطري وباحث في الخيل وأنسابها
العدد 855 - الجمعة 07 يناير 2005م الموافق 26 ذي القعدة 1425هـ