العدد 861 - الخميس 13 يناير 2005م الموافق 02 ذي الحجة 1425هـ

أمان: "أبوعليوه" أثرية ونظام القنوات "دلموني"

"الوسط" تطلع مسئولي البلديات على العين

قام القائم بأعمال مدير إدارة مصادر المياه بوزارة البلديات والزراعة مبارك أمان ومدير إدارة الخدمات الفنية ببلدية الشمالية زهير الدلال بصحبة "الوسط" بجولة تفقدية لموقع عين "أبوعليوه" بقرية المرخ مساء أمس، وذلك بتوصية من وزير البلديات محمد علي الستري الذي أمر بإعداد تقرير متكامل عن العين وظروفها ومكانتها التاريخية.

وقال أمان: "المنطقة ذات قيمة تاريخية كبيرة ويرجح أن تعود فكرة إنشاء سلسلة القنوات المائية الموجودة إلى العهد الدلموني ومن ثم تطورت فكرة هذه القنوات عبر العصور الأخرى حتى وصلت في العصور الإسلامية إلى الشكل الموجود عليه حاليا"، مؤكدا أن خبير الآثار الدنماركي جيفري بيبي أشار إلى هذه القنوات في كتاباته عن البحرين في الفترة التي كان ينقب فيها عن الحضارات البحرينية القديمة. ومن جانبه، أكد الدلال أن الوزير أصدر أوامره لتشكيل فريق للإطلاع على ما تبقى من العين والوقوف على مختلف جوانبها لتحديد الفكرة العامة عن العين ووضعها التاريخي والخدمات التي كانت تقدمها إلى المنطقة، ومن ثم سيرفع الفريق التقرير إلى الوزير والذي بدوره سيطلع على تفاصيله كافة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة للمحافظة على العين وذلك بعد أن يرفعه إلى الجهات العليا للنظر في أمر المنطقة.


"الوسط" تطلع مسئولي البلديات على عين "أبوعليوه"... أمان: الفكرة تعود إلى الدلمونيين

تقرير عن أهمية العين يرفع إلى الوزير الستري

المرخ - هاني الفردان

أطلعت "الوسط" القائم بأعمال مدير إدارة مصادر المياه بوزارة البلديات والزراعة مبارك أمان ومدير إدارة الخدمات الفنية في بلدية الشمالية زهير الدلال على موقع عين "أبوعليوه" والأفلاج "الثقب" المتبقية في المنطقة، وذلك بتوصية من وزير البلديات محمد علي الستري الذي أمر بإعداد تقرير متكامل عن العين وظروفها ومكانتها التاريخية.

وبعد الجولة التي قامت بها "الوسط" مع مسئولي البلدية في منطقة تعد من الأملاك الخاصة وتضم في داخلها ما تبقى من العين، قال أمان: ان "المنطقة ذات قيمة تاريخية كبيرة ويرجح أن تعود فكرة إنشاء سلسلة القنوات المائية الموجودة بها إلى العهد الدلموني ومن ثم تطورت فكرة هذه القنوات عبر العصور الأخرى حتى وصلت في العصر الإسلامي إلى الشكل الموجود عليه حاليا"، مؤكدا ان خبير الآثار الدنمركي جيفري بيبي أشار إلى هذه القنوات في كتاباته عن البحرين في الفترة التي كان ينقب فيها عن الحضارات البحرينية القديمة.

ورأى أمان ان هذه المنطقة بحاجة إلى الاستملاك من أجل استغلالها والحفاظ على ما تبقى من العين والأفلاج الموجودة بها، مستغربا من عدم اهتمام دائرة الآثار بمثل هذه المنطقة والحفاظ عليها قبل أن تستملك، مشيرا إلى انه من الضروري أن يتم التعامل معها كما تم التعامل مع قبور عالي وغيرها من المناطق الأثرية.

من جانبه أكد الدلال أن الوزير أصدر أوامره لتشكيل فريق للاطلاع على ما تبقى من العين والوقوف على مختلف جوانبها لتحديد الفكرة العامة عن العين ووضعها التاريخي والخدمات التي كانت تقدمها إلى المنطقة، ومن ثم سيرفع الفريق تقريرا متكاملا خلال الأسبوع المقبل إلى الوزير الذي بدوره سيطلع على جميع تفاصيله لاتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على العين وذلك من خلال رفع التقرير من قبل الوزير إلى الجهات العليا للنظر في أمر المنطقة.

وأكد أمان ان موضوع العين يلقى اهتماما كبيرا من قبل المسئولين في البلدية وخصوصا الوزير الذي أصر على سرعة إعداد التقرير ودراسة الموقع من جميع الجوانب، موضحا ان في البحرين لا يمكن أن تطلق على الثقب أفلاجا بل تسمى "نظام القنوات" والأفلاج هي شبيه بما هو موجود في عمان.

وشبه أمان قبة العين الكبيرة بمنطقة جعيتة في لبنان إلا إنه فرق بين الاثنتين بأن ما هو في لبنان من عمل الطبيعة بينما عين "أبوعليوه" من صنع يد الإنسان ويمكن التأكد من ذلك من خلال الشكل البنائي للعين وتصميم القنوات، وعزا لجوء الإنسان البحريني إلى مثل هذه القنوات إلى الحاجة الماسة التي عانت منها المناطق الغربية من المملكة كقرى البديع وقرى المنطقة الغربية التي جعلت من الإنسان أن يلجأ إلى عمل هذه القنوات لنقل المياه من مصدر العين الرئيسي إلى مناطق الاستخدام والمناطق الزراعية.

وكان أمان قام بجولة في الثمانينات من القرن الماضي التقط فيها الكثير من الصور للأفلاج الموجودة، مؤكدا ان هذه الأفلاج كان بها ماء كما وضع على بعضها مضخات لسحب المياه من القاع إلى الأعلى.

وقال الدلال إنه لم يسمع من قبل ان في البحرين عيونا تحت الأرض واستغرب كثيرا عندما رأى الصور التي نشرتها "الوسط"، إذ إن البحرين كانت مشهورة بالعيون "السيبان" المفتوحة ولكن أن تكون في البحرين عيون وقنوات مائية تحت الأرض بهذا الشكل الكبير فهو محل استغراب، ومدعاة إلى الحفاظ عليها واستكشافها، إذ هذه القنوات على مستوى عال من الهندسة العلمية المتقدمة في ذلك الوقت.

وكان رئيس مجلس بلدي الشمالية مجيد السيد أكد ان "الوضع القانوني لعين أبوعليوه صعب جدا إذ تقع ضمن أملاك خاصة لا يمكن الاستفادة منها إلا في حال استملاك هذه الأراضي من قبل الحكومة من جديد"، وذلك بعد ان سأل: كيف أصبحت هذه العيون التي تعود إلى النفع العام ضمن أملاك خاصة، مؤكدا ان مصير هذه العين وما تبقى منها سيندثر، لعدم تمكن أي جهة من منع أي شخص من التصرف في أملاكه الخاصة.

وأكد السيدعلي ان موقف المجلس البلدي ضعيف تجاه استملاك هذه الأراضي، ولا يملك سوى الإيحاء للوزارات المعنية ضرورة استملاك هذه الأراضي، وذلك من خلال مخاطباته لإدارة السياحة ووزارة البلديات للحفاظ على ما تبقى من العين والعمل على استملاك الأرض الواقعة عليها ليكون بذلك نواة لمشروع سياحي في المنطقة.

وطال الدفان ما تبقى من عين "أبو عليوه" بقرية المرخ بعد ان استملكت الأراضي الواقعة عليها وعملت الجرافات على تحويل قطعة الأرض التي تحتوي على ثلاثة أفلاج "ثقب" - هي ما تبقى من 40 فلجا - إلى مبان سكنية.

ويعتزم أهالي المرخ الاعتصام اليوم أمام مدخل القرية احتجاجا على استملاك المنطقة وتحويلها إلى مناطق سكنية، وعدم اهتمام الجهات المسئولة بالموقع الأثري للعين، مطالبين بضرورة تحويلها إلى محمية طبيعية تعكس تاريخ البحرين الطبيعي.

وكانت "الوسط" قامت بجولة خاصة لهذه العين التي لم يستطع أحد دخولها الآن بسبب استملاك إحدى الشخصيات لها والتعرف عليها من قرب إذ قامت "الوسط" بالتقاط صور نادرة من داخل العين لتعكس مدى فظاعة إهمال مثل هذه الأماكن التراثية التي تعكس ماضي البحرين ومدى تضرر هذه العين جراء الإهمال التي حل بها

العدد 861 - الخميس 13 يناير 2005م الموافق 02 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً