اعتصم العشرات أمس في قرية المرخ مطالبين بالمحافظة على عين "أبوعليوه" على اعتبار أنها أحد أهم المظاهر التراثية لمملكة البحرين. وقال أحد المعتصمين ويدعى السيدعباس المرخي: "ندعو المسئولين إلى الاهتمام بهذا المعلم التاريخي الذي لا يقدر بثمن". واستطرد "نطالب أن تتم الاستفادة من هذا المعلم على اعتبار أنه جزء من كل فرد على أرض المملكة... وهناك معلومات بأن العين موجودة منذ أيام المماليك، وهذه العين تم بناؤها بأيدي الإنسان من دون تكنولوجيا بصورة عجيبة تعجز العين عن وصفها". من جهة أخرى، اعتصم عدد من أهالي سماهيج أمس أمام مدخل قريتهم مطالبين بتنفيذ مشروعات إسكانية على أرضهم. وأشار عضو المجلس البلدي في محافظة المحرق حسين عيسى، إلى أن هذا الاعتصام يأتي استمرارا لاعتصام أهالي الدير الأسبوع الماضي بعد أن يئس الأهالي من تحرك مسئولي الإسكان.

أهالي سماهيج يطالبون بمشروع إسكاني

المرخ تتمسك بـ "أبوعليوه" ومطالبة بإعادة الحياة للعين التاريخية

الوسط - عبدالله الملا

شهد يوم أمس الجمعة اعتصامان تم تنظيمها في وقت واحد. ففي المرخ اعتصم الأهالي للمطالبة بإعادة الحياة إلى عين "أبوعليوه" التاريخية، واعتبارها معلما تاريخيا وسياحيا للبلد. أما أهالي سماهيج فتجمهروا أمام مدخل القرية مكملين ما بدأه أهالي قرية الدير المجاورة لقريتهم، وليرفعوا مجددا المطالبة بتنفيذ مشروع إسكاني على أراضيهم.

يقول السيدعباس أحد أهالي المرخ: "إن الهدف من هذا الاعتصام هو توصيل المطالب إلى المسئولين في البلد، والتي تتلخص في الاهتمام بعين أبوعليوه، هذا المعلم التاريخي الأثري الذي لا يقدر بثمن. كما اننا ندعو إلى أهمية إعادة الحياة إلى العين".

واستطرد "أن العين حاليا تدخل في أملاك أحد الأشخاص، ونحن نطالب أن تتم الاستفادة من هذا المعلم على اعتبار أنه جزء من كل فرد على أرض المملكة، وهو دليل على أن المملكة تمتلك حضارة تضرب في جذور التاريخ... لقد سألنا الأجداد إذا ما عاصروا من بنى العين، فأخبرونا بأن أجداد أجدادهم خلقوا والعين على ما هي عليه، وهناك معلومات تفيد بأن العين موجودة منذ أيام المماليك، وهذه العين تم بناؤها بأيدي الرجال من دون تكنولوجيا بصورة عجيبة تعجز العين عن وصفها، والإيحاء بمكنونها، فقد كان الماء يجري فيها، وجدرانها مغلفة بمادة الحصى والجص القديم، وحاليا توجد العين كبناء إذ لم يعد الماء يجري في ممراتها. ولو كانت العين موجودة في إحدى البلدان الغربية لتم تأهيلها وأصبحت مزارا سياحيا وتاريخيا لأبناء البلد والسياح".

وقال: "لقد اطلعت وزارة البلديات والزراعة بصحبة "الوسط" على العين، ونتمنى أن تجد مطالبنا طريقها نحو أبواب المسئولين، وألا يذهب هذا المعلم التاريخي المهم كما ذهبت بعض المعالم الأخرى... نشكر "الوسط" التي دأبت على نقل قصة هذه العين، حتى أوصلت صوتنا إلى المسئولين".

من جهة أخرى، وفي جهة أخرى، اعتصم العشرات من أهالي سماهيج مطالبين بمشروعات إسكانية على أراضيهم استكمالا لاعتصام أهالي الدير يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، رافعين شعار "المسكن اللائق لكل مواطن". وطالب الأهالي الذين زحفوا إلى مدخل القرية بتنفيذ مشروع يأوي إليه أهالي المنطقة بعد أن تكدست العائلات في البيوت.

وحاورت "الوسط" ممثل الدائرة عضو المجلس البلدي في محافظة المحرق حسين عيسى عن الاعتصام فقال: "إن هدف الاعتصام الذي نظمه الأهالي هو تحريك المسألة الإسكانية التي بقيت حبيسة أدراج المسئولين في الوزارة المعنية بهذا الشأن ألا وهي وزارة الإسكان ردحا طويلا من الزمن، ويأتي استمرارا لاعتصام أهالي الدير، وجاء بعد أن يأس الأهالي ولم يشهدوا أي تحرك من الجهات المعنية في الإسكان، كم أنه يأتي كرسالة إلى المسئولين وليقول الأهالي إن القضية الإسكانية لاتزال على فرن ساخن".

وأشار إلى أن "هذا الاعتصام والاعتصام الذي سبقه في الدير جاء بعد أن تفاقمت المشكلة الإسكانية، وخصوصا أن الأهالي يعانون أكثر في هذا الفصل وهو فصل الشتاء... والأهالي لن يقفوا عند هذا الحد، بل انهم سيسعون للحصول على مطالبهم بجميع الطرق السلمية، ويلوح في الأفق اعتصام جماعي سيشارك فيه جميع أهالي قريتي الدير وسماهيج، ليعبروا فيه عن استيائهم جراء الصمت المطبق من قبل المسئولين في وزارة الإسكان الذين لم يحركوا ساكنا لحد الآن".

وقال: "نحن نتطلع إلى تدخل قيادة البلاد وعلى رأسهم جلالة الملك لحل هذه المشكلة، لاسيما أن جلالته آلى على نفسه توفير العيش الكريم لكل مواطن، وتوفير المسكن اللائق"