العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ

نفط الشرق الأوسط سيحظى بأهمية أكبر في المستقبل

سيحتاج إلى استثمارات بأكثر من 500 مليار دولار

سيزداد عطش ونهم العالم الصناعي لنفط الشرق الأوسط خلال ربع القرن المقبل، ما يزيد من احتمال تحول المنطقة المضطربة أصلا إلى جاذب إضافي لصراعات القوى العظمى الخطيرة.

هذه كانت النتائج البسيطة والواضحة التي توصل إليها المدير العام لصندوق التنمية الدولية لمنظمة الدول المصدرة للنفط سليمان جاسر الحربش في الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمر الأمني 41 الذي انعقد في ميونيخ في الأسبوع الماضي.

جلس وزراء دفاع حلف منظمة شمال الأطلسي والخبراء الأمنيون صامتين يستمعون إلى الحربش وهو يتلو أمامهم الإحصاءات والأرقام التي يعرفونها أصلا.

وقال الحربش "من المتوقع أن يشكل النفط والغاز ثلثي الاستهلاك العالمي للطاقة بحلول العام ،2020 لقد ازداد الطلب على النفط أكثر من 75 في المئة من 47 مليون برميل يوميا في العام 1970 إلى 83 مليون برميل يوميا في يومنا هذا. ومن المتوقع أن يزداد الطلب نحو 30 في المئة أو 15 في المئة سنويا خلال العقدين المقبلين ليصل إلى حدود 111 مليون برميل يوميا في العام 2025".

وأضاف أن زيادة استخدام الغاز الطبيعي حول العالم لن تخفف من الطلب على النفط، وأنه من المتوقع أن يزداد الطلب على هذه المادة الطبيعية أيضا.

وتوقع المدير العام لصندوق التنمية في أوبك أن يزداد الطلب على الغاز بحدود 29 في المئة سنويا ليصل إلى حدود 30 في المئة من استهلاك الطاقة العالمية في العام .2025 وأضاف أن 80 في المئة من هذه الزيادة ستأتي من دول العالم المتطور والتي ستشكل مجتمعة نحو 46 في المئة من استهلاك النفط في العالم بحدود العام .2025 وتشير الأرقام التي ذكرها الحربش إلى المعضلة الكبيرة التي يواجهها قادة الدول العالمية في بداية القرن الحادي والعشرين. والنمو الاقتصادي في الدول الفقيرة أو الدول في طور النمو ضروري جدا لكسر دائرة الفقر بين الأعداد المتزايدة للسكان فيها. لكن هذا النمو الاقتصادي نفسه قد يهدد الازدهار وحتى الاستقرار الذي تنعم به الدول الصناعية نفسها.

وأوضح الحربش أن الطلب المتزايد والأسعار مترابط بطبيعته، وأن النمو الصناعي الكبير في الصين لوحدها، أظهر أن الدولة الأكثر عددا للسكان في العالم ستستحوذ 25 في المئة من الاستهلاك العالمي للنفط في العام .2025 وأضاف، لذلك لن يكون هناك بديل عن منطقة الشرق الأوسط لتوفير أكبر كمية من النفط وأفضلها نوعية والأسهل للوصول إليها.

وقال الحربش أمام المؤتمر الأمني العالمي 41 في ميونيخ "سيضطر الشرق الأوسط بما أنه يحتوي على 70 في المئة من احتياط النفط في العالم، وثبت أنه يحتوي على 40 في المئة من مخزون الغاز الطبيعي في العالم، ومركز غالبية الدول الأعضاء في منظمة أوبك، لتوفير ما يعادل ثلثي الزيادة المتوقعة على النفط في العالم".

وأضاف "ومع توقع وصول حجم مبيعات النفط في العام 2025 إلى 67 مليون برميل يوميا، ستكون حصة الشرق الأوسط نصف هذه الكمية تقريبا. ومن المنتظر أن تزداد أهمية هذه المنطقة فيما يتعلق بتجارة الغاز الطبيعي أيضا.

واعترف الحربش أنه لكي تستمر هذه الكميات من النفط بالتدفق فالأمر يحتاج إلى استثمارات دولية كبيرة. ومع قدم عهد حقول النفط الإيرانية يعتقد الكثير من الخبراء العالميين أن أموالا كبيرة يجب ضخها في سبيل تجديد الحقول والإبقاء على تدفق النفط منها بشكل طبيعي، في الوقت الذي اختار فيه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد شخصيا محللين أساءوا تقدير الكلفة الحقيقية لإعادة بناء البنية التحتية لصناعة النفط العراقية والتي تضررت بشكل كبير عقب الغزو الأميركي للإطاحة بصدام حسين في العام .2003 وقال الحربش "سيحتاج الوضع إلى استثمارات بقيمة 500 مليار دولار خلال السنوات الـ 25 المقبلة، لكي نبقي على تدفق كميات النفط من الشرق الأوسط وزيادة حجم هذه الكميات عبر استثمار حقول جديدة".

وأضاف "غير أن هذا المبلغ ضئيل بالمقارنة مع العائدات المتوقعة من نفط الشرق الأوسط، ولا يعتبر بالتالي عبئا زائدا شرط ألا يكون سعر النفط منخفضا ويحرم بالتالي صناعة النفط من الموارد المالية التي تتناسب مع حجم هذه الاستثمارات".

وأشار الحربش إلى أن دول الشرق الأوسط لن تكون قادرة على توفير مبلغ نصف تريليون دولار لوحدها من أجل استثمارها في صناعة النفط. وألمح إلى أن ذلك سيكون في صالح دول الشرق الأوسط عدم ذبح الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا والسعي إلى زعزعة استقرار وتهديد الاحتمالات الاقتصادية للدول الصناعية التي تعتبر أسواقا لنفطهم.

سيزداد الطلب العالمي على النفط وستبقى منطقة الشرق الأوسط المنطقة الأكثر حيوية في العالم لتوفير النفط، وبالتالي احتمال أن تشهد المنطقة صراعا دوليا بين القوى العظمى للسيطرة عليه تبقى احتمالا واردا لعقود طويلة مستقبلا. وسيواجه هذا العالم الجديد أياما سوداء

العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً