العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ

الاستفادة من التقنيات الحديثة في عرض واقعة كربلاء مواكبة لمتطلبات العصر

علماء الدين يتحدثون عن وجوب تطوير الخطاب الحسيني

المنامة - عدنان آل شرف، جلال آل شرف 

18 فبراير 2005

أصبح تطوير الخطاب الحسيني حاجة ملحة يطالب بها المستهدفون من هذا الخطاب إضافة إلى المثقفين بهدف التواصل مع الجيل الجديد الذي أصبح يتفاعل بشكل يومي مع تكنولوجيا وتقنيات حديثة. ترى هل يعارض الدين الإسلامي مبدأ التطوير والتحديث؟ نستضيف في هذه العجالة عددا من العلماء تحدثوا فيها عن أن الحديث عن التطوير أصبح من نافلة القول ولذلك طالبوا بوجوب تبني تطوير الخطاب الحسيني وأساليب عرضه مواكبة مع متطلبات العصر.

الخطاب والمستجدات على الساحة المحلية والدولية

السيدمحمد الغريفي تحدث عن تطوير الخطاب الحسيني قائلا: "لابد للخطاب الحسيني أن يرتقي بمستواه الفكري والروحي حتى يصل إلى أكثر شريحة ممكنة من الجماهير. فمن المستحيل أن يلقي الخطيب خطابا حسينيا كان متداولا قبل عشرة أعوام ويعيد موضوعاته في هذه الفترة التي شهدت الكثير من التطورات والانفتاح على العصر بكل ثقافاته، فعلى الخطيب والمبلغ والرادود أن يدخل ضمن برنامجه كيف يرتقي بمستوى خطابه".

وأكد السيد الغريفي أن الخطاب الحسيني يجب أن يعالج قضايا وآهات الشباب والشابات، فعلى الخطيب أن يمتلك آلية تحريك هذا الخطاب بين أفراد المجتمع، وأن يحاكي المستوى التفكيري لهذه الشرائح، وأن يمتلك القدرة على توصيل تعاليم الإمام الحسين "ع" إلى هذه الشريحة.

التطوير في الأسلوب وليس في الموضوع

وتحدث الشيخ عادل الجمري عن ضرورة تطوير الخطاب الحسيني قائلا: لاشك في أن المطالبة بتطوير الخطاب الديني مسألة ضرورية بل أنها مسألة أصبحت من ضرورات العصر باعتبار أننا نعيش في عصر تتطور فيه أساليب الخطاب. وفي الحقيقة عندما نتحدث في قضية تطوير الخطاب الديني أو الحسيني فهو التطوير في الأسلوب وليس في المحتوى باعتبار أن المحتوى يتضمن جوهر الدين الذي هو يكمن في الهدي القرآني وتعريف القرآن الكريم وآياته وأيضا حديث الرسول الأكرم "ص"، وكذلك التجارب الإسلامية الموجودة. فتطوير الخطاب الديني في الدرجة الأولى يكون في الأسلوب. إذ إننا بحاجة أن نجدد المحتوى بمعنى ألا ندخل في صلب المضامين الدينية، وأن نعبر عن الثقافة الدينية كما هي من دون تحميلها ما ليس فيها. هذه المطالبة إذا هي مطالبة ضرورية ولازمة ولا يمكن للخطاب الديني أن يبقى محصورا في طرق وأساليب أصبحت غير مجزية في هذا الزمن الذي أصبح فيه العالم قرية واحدة وأصبح بينه ترابط وتحكمه وسائل جذابة مثل التلفزيون والقنوات الفضائية والانترنت وثورة الموبايل وما تحمله من مضامين. فنحن بحاجة إلى تطوير الخطاب الديني لاشك في ذلك وخصوصا أن القرآن الكريم جاء بآيات كثيرة مطالبا بهذه المسألة كقوله تعالى "ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن""النحل: 125"، هنا دعوة لاستخدام الأسلوب في تطوير الخطاب الديني مادامت الحكمة هي الشرط الأول في الخطاب الديني فلا يعقل أن يكون الخطاب تلقائيا أو عفويا أو عبثيا أو خطابا حزبيا غير ملائم للآخرين بل يجب أن يكون هذا الخطاب نابعا من الحكمة التي يزخر بها القرآن الكريم. إضافة إلى ذلك أن الخطاب الديني يجب أن يخلو من كل العبارات التي تتعارض أو تتخالف مع الهدي القرآني في قوله تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" "القمر: 17"، فتيسير الخطاب الديني في القرآن الكريم بحيث يكون هذا الخطاب مفهوما من عموم فئات المجتمع سواء أكان للمثقفين، أو من الطبقة العاملة، أو الطلبة، أو النساء، والكبار والأطفال. إذ يكون الخطاب لكل الأقوام والمستويات كما قال رسول الله "ص": "امرنا الله بمداراة الناس كما أمرنا بتبليغ الرسالة". هنا مداراة الناس تعني لغة الخطاب وأسلوب الخطاب. صحيح أن هناك رسالة دينية إسلامية فيها قيم ومبادئ لكن الرسول الأكرم والرسل "ع" عندما تنزلوا للمجتمع كانوا يدارون ويرون مستوى ثقافة وقبول الناس، لذلك يجب أن يكون الخطاب محافظا على جوهر الثقافة القرنية والدين والقيم والمبادئ، أما الأسلوب فنحن بحاجة إلى أن نواكب التطور والعصر.

الأساليب الحديثة للتعريف بواقعة كربلاء

مع التأكيد أنه ليس المطلوب في تطوير الخطاب الديني البحث عن بديل لهذا الخطاب أو الإتيان بشيء من خارج هذا القطار بل أنه الخطاب نفسه وسرد الوقائع نفسها ولكن بأساليب متجددة، إذ كنا سابقا في شهر محرم نقتصر على المجلس الحسيني ولكن اليوم المجلس الحسيني أصبح هو الكتاب والشريط والفيلم والمرسم والمسرح كل هذه الوسائل يمكن التعبير من خلالها عن قضية الحسين "ع" وكلها فيها توجيه لنشر هذه القضية، فالاستفادة من التقنيات الحديثة لابد منه. ويجب التعمق أكثر والمحاولة في شرح الحدث أكثر للناس والبحث عن المفردات التي تقرب الحدث أكثر إلى ذهن وقلب السامع. فنحن مطالبون بتطوير الخطاب الديني في الأساليب والاستفادة من كل الإمكانات التي أنعم الله عز وجل بها علينا ووضعها أمامنا فغدا نحن محاسبون عليها فلابد من الاستفادة منها قدر الإمكان ولابد أن تكون هذه الأساليب ناقلة وفاعلة ومصورة لما هو موجود من حدث

العدد 897 - الجمعة 18 فبراير 2005م الموافق 09 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً