العدد 901 - الثلثاء 22 فبراير 2005م الموافق 13 محرم 1426هـ

لا يدرك الكثيرون نبل العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة

هدى المهدي... أكاديمية نذرت نفسها للمعوقين

المنامة - عدنان آل شرف، جلال آل شرف 

22 فبراير 2005

أن تكون للإنسان رسالة في الحياة فهذا شيء جميل، ولكن الأجمل من ذلك أن تتحول هذه الرسالة إلى غايات وأهداف، ومن ثم إلى برامج ومشروعات، تستفيد من نتائجها شريحة من المجتمع. هذه المنطلقات والرؤى الواضحة والنبيلة لمسناها ونحن نتحاور مع سيدة فاضلة أبت إلا أن تكون لها بصمات واضحة في المجتمع، يتم تأسيسها على فهم راق لحاجات المجتمع وتطلعاته، ساعدتها بذلك خبرتها الأكاديمية لخدمة شريحة المعوقين ووظفت كل ذلك لخدمة مشروع نبيل.

هذه هي أخصائية طب عائلة ورئيسة مجموعة الدعم لذوي الإعاقة و أولياء أمورهم بالجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم هدى علي المهدي، التقتها "الوسط" وكان هذا الحوار:

لماذا وكيف تمت خطوات تأسيس مجموعة دعم ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم؟

- أنا عضو في الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم وانضممت إليها تلبية لرغبة بعض أولياء الأمور كونهم يريدون أن تستفيد الجمعية من الخبرة العلمية لبعض أولياء الأمور. وفعلا حضرت إحدى الاجتماعات ولاحظت أن جميع أولياء الأمور يشتركون في نقطة واحدة هي أنهم لا يجدون من يسمعهم أو يتفهم حالتهم النفسية بسبب وجود طفل معوق في العائلة، وتذكرت أنني عندما كنت متدربة في قسم علاج الإدمان في الطب النفسي أن المدمنين الذين يتماثلون للشفاء دائمو الجلوس مع بعضهم بعضا يشد كل منهم أزر الآخر ويشجعه على الاستمرار في المعركة ضد الادمان. الفكرة ذاتها تنطبق عل كل أسرة لديها طفل معوق... معوق يعني أن هناك شخصا سيعتمد عليك اعتمادا جزئيا أو كليا طول الحياة، بمعنى أنه قد لا يكون له أي مستقبل يذكر، وجميع أولياء الأمور يفكرون بالطريقة ذاتها... أنا لن أدوم لهذا المعوق فمن سيتولاه من بعدي؟ هذا التفكير في حد ذاته يشكل مصدرا للضغط النفسي اليومي، فلك أن تتخيل أنك تسير يوميا وفوق كتفيك ثقل لا تستطيع إزاحته ولكن قد يخف الحمل إن وجدت أشخاصا يساعدونك في حمله... هذه ببساطة شديدة الفكرة من تأسيس مجموعة الدعم النفسي والمعنوي في الجمعية.

عائق الخدمات

هل يمكن القول إن هذه المجموعة وضعت أولى خطواتها بالطريق المطلوبة؟

- تتكون مجموعة الدعم عادة من مجموعة من الأفراد ممن يعانون من المشكلة نفسها، كما يمكن أن يكونوا من الأصدقاء أو من أفراد العائلة نفسها أو من المهتمين بمشكلة الاعاقة من أفراد المجتمع، وهي قد تشكل قوة ضاغطة من شأنها تغيير الأنظمة التي تعمل كعائق لتحقيق خدمات فعالة لذوي الاعاقة بجميع أشكالها وفئاتها وذلك عن طريق ايصال صوتهم للمسئولين المعنيين بتقديم تلك الخدمات، كما تسهم في زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع المعوقين وذويهم، ما يسهم بشكل فعال في تدعيم الثقة لديهم.

ما الأسس التي تقوم على مقتضاها مجموعتكم؟

- هي ست نقاط رئيسية أهمها:

1- التعاطف مع الأفراد ذوي المشكلات والتجارب المختلفة في نطاق الاعاقة.

2- الإنصات للمشكلة من دون إصدار أحكام أو نقد أو لوم مسبق مهما كان حجم المشكلة.

3- تقديم المساعدة العملية والدعم المعنوي أو المادي أو الاثنين معا.

4- مشاركة كل فرد للآخر مشكلته مع طرح سبل علاجها.

5- توفير الفرص لنشاطات اجتماعية أو ترفيهية أو ثقافية لأعضاء المجموعة.

6- المساعدة ومد يد العون للأفراد العاجزين عن مساعدة أنفسهم سواء من الناحية النفسية أو المعنوية أو المادية.

ما طرق الدعم التي تباشرها مجموعة دعم المعوقين وأولياء أمورهم؟

- إن العمل بدأ من خلال إعداد قائمة بالأفراد الراغبين بالانضمام مبدئيا للمجموعة، ومن ثم يتم اختيار الوقت المناسب الذي يمكن من خلاله إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أعضاء المجموعة للحضور والاستفادة مما يطرح من تجارب وبرامج وفعاليات. ويلحق ذلك توضيح الهدف من تأسيس مجموعة الدعم للأعضاء حتى يستطيع كل فرد أن يتعرف على الكيفية التي يمكن أن يساعد بها غيره من أعضاء المجموعة.

بعد ذلك يتم تحديد وقت معين للقاء المجموعة وفترة زمنية معينة لكل جلسة، على أن يدير الجلسة مؤسس المجموعة وبالامكان أن ينيب عنه من يجد في نفسه القدرة على إدارة الجلسة في حال غيابه. كما يتم تحديد المهمات لكل عضو في المجموعة بحسب امكاناته مع متابعة ما يقوم به كل عضو في كل جلسة.

دعوة للفعاليات الاجتماعية

ما النتائج المتوقعة من تأسيس مجموعة الدعم؟

- الأمل هو أن يتم تحقيق النتائج المرجوه الآتية التي من أهمها: تحقيق البند الثامن من أهداف الجمعية وهو العمل على توفير الدعم المعنوي والمادي لأسر المعوقين، إضافة إلى النجاح في مساعدة الافراد من ذوي الاعاقات أو أولياء أمورهم في استيعاب وتقبل مشكلتهم ودفعهم للتعامل معها من منظور ايجابي. وكذلك التوسع لتشكيل مجموعة دعم مكونة من مؤسسات من المجتمع تخدم الناحية الصحية والنفسية والمادية وغيرها للمعوقين وأولياء أمورهم. وأخيرا زيادة التعريف بالجمعية عن طريق اشراك أكبر عدد من الأفراد في مجموعة الدعم وذلك عن طريق أعضاء المجموعة أو وسائل الاعلام المتعددة.

علمنا حديثا أنه تم توفير مقر خاص بمجموعة الدعم... كيف حدث هذا التطور السريع؟

- بدعم مشكور من مجلس إدارة الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعوقين وأصدقائهم تم توفير مقر لمجموعة الدعم بشارع المعارض بمنطقة الحورة لنبدأ من خلاله انطلاقة جديدة نحو التوسع في تنفيذ الكثير من البرامج المتنوعة مثل المحاضرات والندوات وورش العمل... ونحث أصحاب الخبرات والتجارب على دعم هذه الجموعة الوليدة والمشاركة فيها لإبراز التماسك والدعم لشريحة مهمة من شرائح المجتمع وهم ذوو الإعاقة وأولياء أمورهم.

ينبغي لكل عضو في مجموعة الدعم أن يكون مستعدا لدعم ومساعدة أي عضو من أعضاء المجموعة حين تسمح له الظروف في غير أوقات لقاء الأعضاء عن طريق الهاتف أو البريد الاكتروني أو أي طريقة أخرى يتفق عليها الأعضاء فيما بينهم، كما ستتغير الأماكن التي سيلتقي بها الأعضاء لإضفاء طابع التغيير والتجديد في المجموعة.

ما أهم برامجكم في الخطة المقبلة؟

- هناك الكثير من ورش العمل التدريبية في مجال تهذيب السلوك والنطق وكذلك الكثير من الدورات مثل دورة البرمجة اللغوية العصبية ودورة في إدارة الوقت، وفيها سيحاضر الكثير من المتخصصين من المتطوعين في هذه المجالات، إضافة الى المحاضرات الدينية والتربوية

العدد 901 - الثلثاء 22 فبراير 2005م الموافق 13 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً