الحسين ليس اسما بل هو فكر وفعل متحرك وقضية لا تنتهي ومعين روحي وفكري لا ينضب. إن مجرد ذكر "الحسين" يعني تذكرا لمبادئ وأفكار ومواقف وثورة بيضاء مصحوبة بلون أحمر قاتم ضد حقبة سوداء بكل معنى الكلمة. إذا هل نقول إن القضية واضحة وإن الحسين القضية والفكر ثابتة في القلوب؟ هنا لابد من وجود حالتين... الأولى هي أنه يوجد "حسين" في قلبك وعقلك وهذا أمر جيد، ولكن هل يتحرك هذا "الحسين" في عقلك ووجدانك أم أنه ثابت لا يتحرك؟
إذا كان ثابتا لا يتحرك فهنا حالتان، إما أنك استوعبت "الحسين" بكل معانيه وتوقفت لأنك استوعبت كل القضية... وهذا مستحيل! والثانية هو أنك لم تستطع أن تستوعب أكثر من "حسين" في عقلك ووجدانك، ما سيجعلك تؤمن بحسين واحد ثابت لا يتغير في فكرك ووجدانك، وهذا أمر سلبي على رغم أن وجوده الأصلي أمر إيجابي جدا. فلنخلق في كل موسم عاشورائي "حسينا" مختلفا، ومن يستطع أن يخلق "الحسين" كل يوم في حياته وطوال فترة حياته فإنه حتما سيكون إنسانا رائعا وحينها نستطيع أن نقول إن هذا الشخص استوعب كثيرا من "الحسين" واستوعب الكثير من الحسين. وسيبقى المعين نابضا متدفقا لا ولن ينتهي، وتبقى نهايته عند كل فرد بقدر استطاعته واستيعابه.
إبراهيم حسن
العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ