العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ

نفتح الأبواب... نحتوي المشكلات

عندما يجد كثير من ذوي المطالب والاحتياجات أنفسهم مدفوعين إلى الاعتصامات ورفع اللافتات الاحتجاجية كمتنفس أخير للتعبير عن عجزهم في إيجاد من يحسن الإصغاء لهم أو يحظى بثقتهم فيخرجوا للفضاء الرحب لعرض مشكلاتهم على الملأ ونشر الغسيل على القاصي والداني أو أن يجنح آخرون إلى اتخاذ العنف والاعتداءات كإحدى الوسائل الأكثر تطرفا. .. فتلك هي إحدى الإشارات القوية للفشل الذي يقع على عاتق كثير من الأدوات والرموز الديمقراطية التي شيدناها ودفعنا بها إلى المشاركة في البناء والفرق المجتمعية والمدنية الأخرى... بل يتعدى ذلك إلى الجهات الرسمية! في القدرة على احتواء الملفات التي يعاني منها المواطن وتمس حياته اليومية، وصدقه بالقول والعمل والتحرك لمعالجة المشكلات العالقة في حينها وعدم تركها تفرخ وتتشعب لتفرض نفسها بالتالي على مجتمعنا كواقع ملازم لنا شئنا أم أبينا... لأن استشراء مثل تلك الأمور يعطي انطباعا مرا بأن هناك مسارات وسياسات خفية تشجع على الاحتقان للوصول بالقضايا الساخنة والحساسة إلى عنق الزجاجة أو النهايات المسدودة! وأنه لا يتأتى حلها إلا بالخيارات العليا ومركزية القرار... ولكن بعد ماذا؟

وهذا خلق انتكاسة بأننا نسير خارج الخط وأن كثيرا منا يغرد خارج السرب! ما يجعل كل الخطط إن كانت موجودة أصلا مصيرها التعثر والسقوط! كمن يشبع فيصاب بالتخمة وعسر الهضم بينما جاره يتضور جوعا! فيبتلى المجتمع بالخلل لا محالة... كما أن ذلك أعطى دليلا قاطعا على أن من نظنهم يخلصون العمل للوطن ويقبضون إزاء عملهم تلك "الربطات" الثقيلة أنهم لا يصدقونا العمل ولا يحفظون الأمانة كما ينبغي، وأن الأموال التي تصرف إنما تذهب هدرا وهباء منثورا، عوضا عن أن تنفق على تنمية الوطن ورفاهية المواطن. ما يجعلنا أكثر حاجة مما مضى إلى دعم وتشجيع الرموز التي تمتلك الجاذبية الاجتماعية والاتصال الجيد وثقة الناس في مختلف المواقع... واليوم من يملك الوصول نال مبتغاه! وأما الآخرون فليشربوا من البحر؟

وما يزيد الطين بلة أن البديل الذي بيده الحل والربط غير موجود، فأكثر الأبواب إما أغلقت بالأصفاد أو فقدت بريقها وتبعتها كل الأبواب على طريقة أختك مثلك ما جعل الكثيرين يدورون في دوامة. ويا ليت الأمور نظمت وسيرت على وجهها الأكمل حتى لا تحتاج إلى طرق باب فلان أو علان لإنجاز معاملاتك أو ما يهم معيشتك ولكي لا تضطر للتكدس عند الأبواب الخدماتية على طريقة "يا الله من مال الله" وترى منظر الوجوه الباسرة المتجهمة على طريقة "عمك أصمخ"! لذلك كان لزاما النزول إلى الشارع والحارات لتفقد الرعية وتحسس رغباتها ونفض الغبار عن المتقاعسين أو إزاحتهم ممن طاب لهم الخلود إلى الكسل والإهمال وعدم الإنتاجية وقضاء جل أوقاتهم في الاهتمام فقط بمصالحهم الخاصة وإدارتها من المكاتب الرسمية ومنفعة أنفسهم على حسابنا كما لابد من رفع وتيرة النشاط والبناء والتطوير ليتحسس الجميع كل صباح مدى التغيير الجاري من حولهم وأن كل صباح بالدليل القاطع مختلف عن سابقه.

سعد النعيمي

العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً