العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ

بمناسبة افتتاح معرض البحرين للحدائق 2005

نص رسالة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" صدق الله العظيم الزراعة هي إحدى النعم الإلهية التي تجسد كرم الخالق وعنايته بخلقه والتي تستوجب منا الحمد والامتنان لما تحمله لنا من خير وفائدة كبيرتين. ولطالما ارتبط الإنسان منذ بدايات خلقه مع محيطه البيئي ليتبادل معه منافع يصعب حصرها... ليكتمل عبر هذا الارتباط اتزان الطبيعة الحافظ لاستمرار البشرية والضامن لبقائها.

وإن كان الإنسان أحيانا كثيرة يقسو على طبيعته وموارده الزراعية... إلا انها لم تخذله قط. وكانت تتنوع في منافعها من توفير الزاد والسكن إلى كونها مصدرا أساسيا لبروز أعرق الحضارات الإنسانية واشهرها على الإطلاق. ولم يخل تاريخنا العربي والإسلامي من تلك الحضارات التي كان لنهضتها الزراعية الدور الكبير في إنعاش جميع أوجه الحياة للإنسان فيها.

وحضارتنا الدلمونية لم تكن ببعيدة عن ذلك الانتعاش الإنساني حيث عرفت أرض دلمون نهضة زراعية كانت التمهيد التاريخي لما عرف عنها بعد ذلك بأرض "المليون نخلة"... الصفة التي لازمت أرض البحرين لعهود طويلة.

وإيفاء لذلك التاريخ العريق وبجهد متواضع... نسعى عبر معرض البحرين للحدائق السنوي أن نعيد انسجامنا مع الطبيعة، وليكون هذا المعرض بكل ما يحمله من تنوع قصدناه... الفرصة لتقدير جمال تلك الطبيعة. وقد ركز المعرض منذ انطلاقته على أهمية أن تحظى الرقعة الزراعية في مملكة البحرين بالعناية اللازمة وبشكل يحفز المسئولية المشتركة تجاه البيئة من منطلق ملكيتنا الجماعية لها.

والجميل في هذا المعرض بأنه يأتي ثمرة لجهود مخلصة ومتواصلة بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي أسهمت فيها العديد من الأطراف نذكر منها المعرض الزراعي التجاري الذي كانت تنظمه دائرة الزراعة... وجهود نادي البحرين للحدائق... الذي أخذ على عاتقه لسنوات طويلة مسئولية إقامة معرض سنوي للزهور والخضراوات بمباركة ورعاية طيبة من المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.

ولا نستطيع أن نغفل هنا ارتباط المواطن البحريني بالزراعة كمهنة أجادها... فكافأته بدورها لتكون مصدر ثرائه قبل اكتشافه النفط وابتعاده التدريجي عنها. وكان ذلك الابتعاد إيذانا للمدنية لتكتسح جميع أوجه الحياة ومن ضمنها مساحاتنا الخضراء، وهو ما نجتهد اليوم في تسليط الضوء عليه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك المساحات التي لن تمحى من ذاكرتنا الوطنية.

وكل ما نتمناه بهذه المناسبة التي تقام برعاية ودعم كريمين من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، أن تتضافر جميع الجهود المهتمة بالعمل الزراعي لجعل هذا الحدث تظاهرة شاملة تعيد للزراعة أهميتها الثقافية والمهنية. وأن تتبلور تلك الجهود لترسيخ ثقافة جديدة تدعم حق كل فرد من التمتع بالطبيعة بشكل يقدر أهميتها كجزء من ثروته الإنسانية... ويعاد لها بالتالي المكانة التي تستحق.

وختاما، نأمل لمعرض البحرين للحدائق لعام 2005 كل نجاح... شاكرين جميع من حرص على الوصول بأعمال المعرض إلى مستواه اللائق... مرحبين أيضا بضيوف البحرين المشاركين في معرض البحرين لهذا العام... فأهلا وسهلا بكم في واحة الخير والأمان.

سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة

الرئيس الفخري للجنة العليا المنظمة

لمعرض البحرين للحدائق 200

العدد 909 - الأربعاء 02 مارس 2005م الموافق 21 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً