شهد شتاء العام 1975 تبدلات طفيفة في فرق المواجهة، ففي بداية موسم 75 أقدم غراهام هيل على استبدال أسم سيارة لولا تي371 أس التي كان يحضرها فريقه باسم جي،أتش1 وأتبعها بسيارة جي،تي،أتش2 التي لم تؤهله للمشاركة في سباق جائزة موناكو الكبرى الأحب على قلبه. الأمر الذي دفعه للاعتزال بعد مشاركته بـ 176 حائزة كبرى خلال 17 موسما.
وأعتبر السائق هيل الوحيد الذي جمع مجد رياضة السيارات من جميع أطرافه بفوزه في سباقات السيارات الثلاثة الأهم: سباق جائزة موناكو الكبرى وسباق 500 ميل في إنديانابوليس وسباق 24 ساعة في لومان، إضافة لإحرازه لقب بطولة العالم للفورمولا 1 للسائقين مرتين عامي 1962 و.1968
في المقابل لم يخفق نيكي لاودا في تحقيق لقبه العالمي الأول للسائقين باحتلاله المركز الأول برصيد 64,5 نقطة أمام منافسه المباشر البرازيلي إيمرسون فيتبالدي "45 نقطة"، ولقب بطولة الصانعين لفريقه فيراري برصيد 72,5 أمام كل من برابهام "54 نقطة" وماكلارين "53 نقطة". وكانت فيراري غابت عن منصة التتويج في المركز الأول في البطولة منذ العام .1964 وكان المصمم ماورو فورغياري قد استحدث السيارة 312 تي مع علبة السرعات الطولية، بحيث بدا الثنائي لاوداـ فيراري لا يقهر على الحلبات فحقق النمسوي الفوز في 5 جوائز كبرى "موناكو، بلجيكا، السويد، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية"، بينما فاز زميله في الفريق ريغازوني في سباق جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا.
فريق مارلبوروـ ماكلارين فاز في ثلاثة سباقات وهي جوائز الأرجنتين، إسبانيا وبريطانيا الكبرى، اثنان منها بعد توقيف سباقي إسبانيا وبريطانيا. وسجل الألماني جوش ماس زميل فيتبالدي في فريق ماكلارين فوزه الأول والوحيد في الفورمولا 1 وذلك خلال مجريات سباق جائزة إسبانيا الكبرى، التي كما سبق وذكرنا توقفت بعد اللفة الـ 29 بسبب خروج سيارة السائق ستوميلين "أومباسي - لولا" عن المسار وتسببها في وفاة 5 أشخاص كانوا يشاهدون السباق.
وكان السائقون قد تقدموا باعتراضاتهم على أنظمة السلامة العامة على الحلبة قبل انطلاق السباق، وقد تأكدت مخاوفهم عندما أصطدم رولف ستوميلين وكان متصدرا السباق بقضبان الحماية الحديدية، فتطايرت أشلاء سيارته فوق الحواجز ما أدى إلى مقتله إضافة إلى 5 أشخاص. كما توفي سائق فريق بنسكي مارك دونوهو خلال التجارب التي سبقت جائزة النمسا الكبرى إثر ثقب في إطار سيارته وهو منطلق بسرعة عالية، ما تسبب باصطدامه وتحطم سيارته.
واستطاع جايمس هانت التغلب على نيكي لاودا خلال مجريات سباق جائزة هولندا الكبرى، لكن فريقه هيسكث لم يعد يمثل قوة ضاربة بعد هذه الجائزة بسبب تخلي اللورد هيسكث عنه. لكن الاسم بقي مستمرا في عالم السباقات.
أما فريق برابهام فقد حافظ على أمجاده مع السائقين كارلوس رويتمان وكارلوس بايس، الذي فاز في جائزة البرازيل الكبرى والوحيدة في مسيرته.
انتهى موسم 1975 بمأساة تمثلت بموت كل من غراهام هيل وسائقه الشاب توني برايز بالإضافة إلى مصمم السيارة أندي سمالمان وبعض الميكانيكيين خلال حادث تحطم الطائرة التي كانت تقلهم، فانطفأت شعلة الفريق بأكمله
العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ