حملت الحكومة اللبنانية أمس (الأربعاء) إسرائيل مسئولية الاشتباكات الدامية التي وقعت في منطقة حدودية بين البلدين، وأكدت أن الشجرة التي سببت المواجهات تقع «فوق أرض لبنانية».

وجاء الموقف الحكومي حيال الاشتباكات التي قُتل فيها جنديان وصحافي لبنانيون إضافة إلى ضابط إسرائيلي عند أطراف قرية العديسة الحدودية.

وقال وزير الإعلام اللبناني طارق متري إن إسرائيل أبلغت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أنها «ستقطع شجرة لكن الجيش اللبناني طالب القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات إلى الموقع» المتنازع عليه عند الخط الأزرق. وأضاف أن «إسرائيل تحركت من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازاً» وأدى إلى الاشتباكات الدامية بين الجانبين.

جاء ذلك، فيما قال مصدر أمني إن السلطات اللبنانية اعتقلت ضابطاً كبيراً في الجيش وعضواً بحزب مسيحي وموظفاً بشركة للاتصالات في أحدث جولة من اعتقال أشخاص يشتبه بتجسسهم لصالح إسرائيل. وأكد التيار الوطني الحر في لبنان أمس خضوع القيادي في التيار، العميد فايز كرم، للتحقيق من قبل شعبة المعلومات اللبنانية.

نعيم قاسم: نمتلك القدرة على إيلام الاحتلال وسنختار وقت الرد وحجمه

«اليونيفيل»: الشجرة المتسببة في الاشتباكات بين لبنان وإسرائيل في أرض إسرائيلية

تل أبيب، بيروت - د ب أ، أ ف ب

كشف الناطق العسكري باسم قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، الليفتنانت كلونيل ناريش بهات أمس (الأربعاء) أن الأشجار التي قطعتها إسرائيل تقع جنوب ما يعرف بالخط الأزرق، ومن ثم فهي تقع على الجانب الإسرائيلي من الحدود. إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «التحقيقات لا تزال مستمرة».

وكان شهود عيان على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل قالوا إن جرافة إسرائيلية قامت أمس بإزالة ثلاث أشجار داخل الأراضي اللبنانية قرب قرية العديسة جنوب لبنان التي شهدت اشتباكات دامية يوم أمس. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه يعتزم مواصلة الأعمال التي توقفت أمس الأول بسبب الاشتباكات. وقال مصدر أمني لبناني أن «الجيش اللبناني وافق أمس على استئناف القوات الإسرائيلية عملها بإشراف الأمم المتحدة بعدما أبلغته الأمم المتحدة أن الأشجار تقع على الجانب الإسرائيلي».

من جانيه أكد وزير الإعلام اللبناني طارق متري أن الشجرة التي كانت خلف الاشتباكات الدامية بين الجنود اللبنانيين والإسرائيليين تقع في جنوب الخط الأزرق إنما «فوق أرض لبنانية».

وقال متري في مؤتمر صحافي إن «الشجرة التي تم قطعها صباحاً تقع في جنوب الخط الأزرق، إنما فوق أرض لبنانية»، مضيفاً أن «الخط الأزرق ليس مطابقاً للحدود الدولية، ولبنان كان متحفظاً دائماً عليه، علماً أنه يحترم هذا الخط». والخط الأزرق رسمته الأمم المتحدة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في العام 2000 ليقوم مقام الحدود بين البلدين.

وشرح متري أن إسرائيل أبلغت «اليونيفيل» أنها «ستقطع الشجرة، لكن اللبنانيين طالبوا القوات الدولية بضرورة التريث حتى تحضر هذه القوات إلى الموقع».

وأضاف «تحركت إسرائيل من دون تنسيق مع اليونيفيل، وهو ما اعتبره الجيش اللبناني استفزازاً».

وذكر أن «الجيش اللبناني أطلق طلقات تحذيرية في الهواء عندما تحرك الجنود الإسرائيليون الذين ردوا بطلقات أصابت جنديين لبنانيين، ما دفع بالعناصر اللبنانية إلى استخدام قذائف صاروخية قتلت ضابطاً إسرائيلياً».

وتابع «قامت إسرائيل بعد ذلك بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني ما أدى إلى مقتل الجنديين اللبنانيين».

وقال متري رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» إن «الجنود الإسرائيليين كانوا ينوون تركيب كاميرات في الموقع، لكن الشجرة كانت تحجب مسار هذه الكاميرات».

وعن دور حزب الله في الاشتباكات، أكد متري أن «الجيش اللبناني قاتل وحده وفي إطار القرار الدولي 1701».

من جانبه عبر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك أمس عن أمله في «ألا يحدث تصعيد» بعد المواجهات التي جرت أمس الأول على الحدود وأسفرت عن سقوط 5 قتلى.

فيما قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الاشتباك الحدودي تم تدبيره والتخطيط له مسبقاً من الجانب اللبناني، فيما حملت مصادر سياسية إسرائيلية حزب الله المسئولية عن وقوع الاشتباكات.

جاء ذلك في وقت أكد فيه نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم في حديث لوكالة «فرانس برس» أمس أن «حزب الله يمتلك القدرة على إيلام إسرائيل»، مشيراً إلى أنه يختار «وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة» على أي هجوم من جانب إسرائيل.

وقال قاسم خلال مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» في الضاحية الجنوبية لبيروت تعليقاً على الاشتباك الذي حصل الثلثاء «إذا كانت مراهنة إسرائيل على إمكانية أن تعتدي بشكل جزئي ويمر عملها من دون ردة فعل فهي مخطئة».

وأضاف «أن الحزب يختار وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة التي تنسجم مع مصلحة لبنان ومع تقديرنا للظروف السياسية المحيطة».

وتابع «عندما تهدد إسرائيل بتدمير لبنان، فهي تعلم أن حزب الله يمتلك قدرة على إيلامها بالطريقة المناسبة، وبالتالي هم (الإسرائيليون) سيتحملون مسئولية رد الفعل الذي سيقوم به حزب الله».

وأضاف أن «جبهة إسرائيل الداخلية ستكون معرضة بالكامل (...) عليهم أن يدفعوا ثمن اعتداءاتهم. لا عدوان إسرائيلياً من دون رد ولا عمل مدمراً من دون رد». ورداً على سؤال، أوضح قاسم أن «حادثة الثلثاء (...) أخذت مداها وأصبحت واضحة وبالتالي، ليس هناك شيء لتقوم به المقاومة على المستوى الميداني في ما يتعلق بما جرى، لكن لو افترضنا أن هذه الحادثة تكررت بالصيغة نفسها أو بصيغ أخرى، فللمقاومة الحق بالرد بما تراه مناسباً».

لبنان يعتقل ثلاثة أشخاص يشتبه بتجسسهم

قال مصدر أمني إن السلطات اللبنانية اعتقلت ضابطاً كبيراً في الجيش وعضواً بحزب مسيحي وموظفاً بشركة للاتصالات في أحدث جولة من اعتقال أشخاص يشتبه بتجسسهم لصالح إسرائيل.

وذكر المصدر أمس أن المشتبه بهم اعتقلوا نتيجة عمليات أمنية مختلفة على مدى الأسبوع الماضي. كما أن عضو الحزب المسيحي عقيد متقاعد بالجيش. وأضاف المصدر لـ «رويترز»: «هم (المخابرات اللبنانية) لم يتأكدوا بعد إن كانوا أعطوا معلومات لإسرائيل. وهذا سبب استجوابهم الآن». وأكد التيار الوطني الحر في لبنان أمس خضوع القيادي في التيار، العميد فايز كرم، للتحقيق من قبل شعبة المعلومات اللبنانية. وقال الموقع الإلكتروني الإخباري لـ «التيار الوطني الحر»: «يخضع فايز كرم حالياً للتحقيق من قبل شعبة المعلومات»، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.