أكد إمام جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس (الجمعة) وجود مخططات لتغيير هوية المنطقة، عن طرق إشاعة الفوضى، ونشر العنف، وتخريب الممتلكات، والتعدي على رموز الأمة، علماء وولاة أمر، محذرا من دعوات الكراهية والاصطفاف الطائفي. وتطرق الجودر في خطبته إلى اتخاذ البعض من شهر أبريل شهرا للكذب أو «كذبة أبريل» مبينا أن ذلك من الجهالة بالدين محذرا من الكذب والزور والبهتان، فإن وراء الأكمة ما رواءها.
فقد دعا شيخ صلاح الجودر في خطبته يوم أمس المجتمع البحريني إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلاف والحذر من دعوات الكراهية بدعوى الاصطفاف الطائفي.
وقال: «لقد انكشفت لكم مخططات تغيير الهوية للمنطقة، من إشاعة الفوضى، ونشر العنف، وتخريب الممتلكات، والتعدي على رموز الأمة، علماء وولاة أمر، ففي تلك الأيام تم نشر تلك المخططات على أبناء الأمة، الشباب والناشئة، واستخدامهم في تدمير البنى التحتية للأمة، ولعل نقل الفوضى والعنف إلى ساحات التعليم ومدارس التربية أكبر دليل على تلك المخططات»، مخاطبا أولياء الأمور «أوقفوا استغلال أبنائكم لمثل هذه الأعمال». وأضاف «في الأسبوع الماضي تم التحريض على العنف في إحدى المدارس، وتم حرق فصلين دراسيين في إحدى القرى، محاولات بائسة لدفع الوطن إلى الصدام».
وأردف قائلا: «أنتم أبناء وطن واحد، سنة وشيعة، فالحذر ثم الحذر من دعوات الكراهية (...) وإياكم ثم إياكم من وصف تلك الأعمال بأنها حرب بين طائفتين، فما يحدث هي أعمال نكراء يرفضها أبناء هذا الوطن». في سياق آخر، تحدث الجودر عن الالتزام بالأخلاق والآداب مؤكدا أن ذلك مرتبط بعقيدة هذه الأمة ووعيها وتاريخها، بل هو صمام الأمان والاستقرار للفرد والأسرة والمجتمع.
وبين «لقد امتدح المولى تبارك وتعالى نبيه محمد (ص) عندما قال: «وإنك لعلى خلق عظيم» (القلم:4)، في توجيه رباني عظيم لأتباع هذا النبي الأمي بأنها أمةُ الأخلاق والآداب، قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» (الأحزاب:21)، فالأخلاق والآداب هما السياج المتين، والحصن العالي، لهذه الأمة التي تواجه هذه الأيام صنوفا من الانحطاط والرذيلة، والعنف والتعدي والتخريب».
وأوضح من أجل ذلك بُعث رسول الله (ص) القائل: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وتقول عائشة: «كان خلقه القرآن».
وأشار إلى أن كتاب ربنا نوه كثيرا بالصدق والصادقين، وجعل الصدق مع مرتبة التقوى، مبينا أن النبي وهو قدوة المسلمين اتصف بصفة الصدق والأمانة، قولا وعملا، فالصدق هو أساس الفضائل، وهو دليل رقي الأمم وتقدمها، ومن دون الصدق تنهار الأمم وتتلاشى الدول، لذلك ليس غريبا أن تقف شريعتنا الغراء مع خلق الصدق، وتنكر صفة الكذب والزور والبهتان.
وقال الشيخ صلاح: «إن عالم اليوم في حاجة ماسة إلى الصدق والصادقين، فمع القنوات الفضائية والمنتديات الإلكترونية كثر الكذب والزور والبهتان والتدليس، فتم التطاول على تاريخ الأمة، وتم تصوير القرن الأول بين الصحابة وآل البيت بأنه قرن الصراع والنزاع، وأن علماء الأمة هم دعاة حرب واقتتال، بل تعدى الأمر إلى أن يتم التطاول على ولاة الأمر والعلماء والدعاة في محاولات لطمس إنجازاتهم وتاريخهم».
تطرق الشيخ الجودر إلى ما يعرف بـ «كذبة ابريل» بين الناس فقال: «في هذا الشهر مع الأسف الشديد يسقط فئام من أبناء هذه الأمة في الكذب بادعاء أنه شهر الكذب، أو كذبة إبريل!، وهذا من الجهالة بالدين». وطالب بإيقاف الكذب والكذابين، والامتناع عن تداول رسائل الكذب والبهتان والزور على الأمة، «فنحن في حاجة إلى رجال الصدق والأمانة وقول الحق».
العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ