حذر خطيب الجمعة في جامع الرسوم الأعظم (ص) في بوري الشيخ ناصر العصفور من خطورة الإشاعة السيئة في المجتمع ودورها السلبي على حياة الناس واستقرارهم وأمنهم وسمعتهم.
وبين العصفور أن «القرآن الكريم والسنة الشريفة حذرت المؤمنين من الانسياق وراء الإشاعات أو التجاوب معها لما في ذلك من ضرر كبير، ومساس بسمعة الناس الأبرياء، بالإضافة إلى تسببها في إثارة الفتن والعداوات وانعدام الثقة بين الناس»، ولفت إلى أن «إشاعة بعض القضايا السلبية من سلوك وممارسة ضارة من شأنها نشر أجواء الفساد والانحراف، وقد قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»،(النور: 19) وقال المفسرون إن كلمة الفاحشة هي كلمة عامة وشاملة لكل المعاصي والقبائح من قول أو فعل وإن غلب استعمال لفظ الفاحشة في جريمة الزنا».
وأوضح العصفور أن «انتشار الفواحش والمجاهرة بالذنوب والمعاصي من أخطر الأسباب المدمرة للمجتمعات، ويقول النبي (ص): (ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها، ومن سمع خيرا فأفشاه فهو كمن عمله)»، وتساءل «هل نحن حينما نسمع أو نشاهد عملا متميزا أو إنجازا ما من أعمال الخير هل نشجع عليه أو نذكر ذلك لصاحبه؟ ونُشيد به؟، أم أننا نتجاهل ذلك ونقلل من شأنه؟ هذا إذا لم نوجه سهام النقد والتشكيك اتجاه العمل والنوايا»، وأشار إلى أن «ارتكاب الذنوب والآثام لها آثار سيئة ومدمرة ولكن الأخطر من ذلك هو التظاهر بها والمجاهرة بها علنا».
وأكد العصفور أن «المحافظة على المظهر العام والسلوك العام في المجتمع هو أمر ضروري وحيوي صيانة للمتجمع من التهاون والتساهل بالمنكر وعدم استصغار الذنوب فإن من أخطر الأمور هو أن يتهاون الناس بالذنب واستصغاره»، وبين أن «ما يؤسف له ما ذكر من تقرير في تصنيف المدن ذات السمعة غير النظيفة عالميا أن تكون البحرين من ضمن هذه البُلدان، فإذا صح ذلك فإنها كارثة كبيرة وخطيرة»، واستغرب «هذا البلد الذي عرف أهله بالإيمان والصلاح والسمعة الطيبة والتي ينبغي أن نحافظ عليها فكيف نظهر بهذه الصورة المغايرة فالمسألة تحتاج إلى معالجة جذرية وعاجلة ولا ينبغي التساهل بهذا الملف».
العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ