أطلق صندوق العكر الخيري أمس (السبت)، مؤشر المسئولية الاجتماعية للشركات المساهمة والمدرجة في سوق البحرين الأوراق المالية (البورصة)، بهدف قياس المبالغ الضخمة التي تضخها الشركات في الأعمال الخيرية بمملكة البحرين.

وقال رئيس مجلس أمناء صندوق العكر الخيري، أحمد عرفات: «إن مؤشر المسئولية الاجتماعية للشركات المساهمة بلغ نحو 23 مليون دولار وهي إجمالي المبالغ التي خصصتها الشركات المساهمة للأعمال الخيرية في العام 2009».

وأضاف عرفات أن هذه المبالغ يمكن أن تتكفل بدراسة أكثر من 27 ألف طالب، إذا ما تم تسخيرها في قطاع التعليم واستثمار الطلبة كثروة بشرية محركة للنمو الاقتصادي الوطني، كما أن هذه المبالغ يمكن أن تحول أكثر من 10 آلاف أسرة فقيرة محتاجة إلى أسر منتجة توفر لقمة عيشها بيدها إذا ما تم استثمارها في تنمية المواهب الحرفية للأسر في إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة.

وذكر عرفات أن «مخصصات الشركات المساهمة للأعمال الخيرية والتنموية والبالغة 23 مليون دولار، تدل على ضعف اهتمام الشركات المساهمة بالمسئولية الاجتماعية إذا ما قورنت بأرباحها الخيالية والتي بلغت 1.9 مليار دولار في 2008».

وذكر عرفات أن المبالغ التي تخصصها الشركات العائلية للأعمال الخيرية تبلغ أضعافا مضاعفة عما تخصصه الشركات المساهمة والمدرجة في البورصة، لكن توجد صعوبة في قياس مخصصات الشركات العائلية، إذ تحتفظ بأرقام التبرعات لنفسها، بينما الشركات المساهمة المدرجة في البورصة ملزمة بالافصاح في بياناتها المالية.

وبيَّن «أنه لهذا الأسباب اقتصرنا على إطلاق مؤشر يقيس المسئولية الاجتماعية للشركات المساهمة والمدرجة في البورصة لسهولة الحصول على المعلومات اللازمة في بياناتها المالية، وتأجيل المؤشر الذي يقيس ما تضخه الشركات العائلية من أموال في الأعمال الخيرية إلى حين التوصل إلى آلية لقياسها».

ودعا عرفات غرفة تجارة وصناعة البحرين باعتبارها ممثلا للقطاع التجاري إلى أن تكون حلقة الوصل بين الشركات المتبرعة والمؤسسات والصناديق الخيرية ضمن توجهها لتعزيز علاقاتها مع مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن القطاع الخاص يلعب دورا جوهريا في تمويل الأعمال الخيرية التنموية التي تقام في مختلف مناطق البحرين.

من جهته، تحدث المسئول الأول عن إعداد مؤشر المسئولية الاجتماعية للشركات المساهمة عباس العكري، عن مخصصات الشركة المساهمة للأعمال الخيرية في بورصة البحرين.

وقال العكري، وهو عضو في مجلس إدارة صندوق العكر الخيري: «إن الشركات المساهمة والمدرجة في البورصة يبلغ عددها 42، منها 20 شركة خصصت مبالغ من أرباحها للأعمال الخيرية يبلغ إجماليها 23 مليون دولار، بينما 22 شركة لم تخصص مبالغ للأعمال الخيرية في اجتماعات الجمعية العمومية لها».

وذكر العكري أن نسبة 70 في المئة من هذه الأموال تصرف دون الاستغلال الأمثل لتحقيق تنمية مستدامة، حيث تذهب لمشاريع أقل أهمية من المشاريع التي يحتاجها المجتمع لتحقيق تنمية مستدامة، إذ إن الشركات المساهمة ليس من اختصاصها عمل أبحاث اجتماعية في القرى والمدن، وبالتالي فهي لا تعرف المحتاجين الحقيقيين، ولا تعرف الحاجة الحقيقية التي يحتاجها المواطنون البحرينيون المنتشرون في تلك الأماكن.

وطالب بإشراك جميع المؤسسات والصناديق الخيرية المنتشرة في مناطق البحرين في عملية صرف مخصصات الشركات للأعمال الخيرية، إذ إن الصناديق الخيرية تستطيع أن تصرف الأموال في محلها وإيصالها للمستحقين الحقيقيين، فصناديق المحرق أعلم بحاجة أهاليها، وصناديق العاصمة أدرى بحاجة أهالي المنامة، كما أن صندوق أي قرية أو مدينة من خلال معرفته الكاملة بأوضاع الأسرة يستطيع أن ينميها ويحولها إلى أسرة منتجة.

وعن صدقية أرقام المؤشر، قال العكري: «إن المبالغ التي تم رصدها والتي بلغ مجموعها 23 مليون دولار، مصدقة من الجمعيات العمومية للشركات ضمن بنود اجتماعاتها السنوية في توزيع الأرباح، وبحضور ممثل عن مصرف البحرين المركزي، وممثل عن وزارة الصناعة والتجارة، وممثل عن بورصة البحرين».

وأضاف «أن هذه المبالغ معتمدة ومسجلة رسميا، وهي مدونة في التقارير السنوية للشركات، وهذه التقارير يتم فيها الافصاح عن كل البيانات المالية الداخلة والخارجة للشركة، وتحت تدقيق شركات محاسبية متخصصة».

وقال العكري: «إن صندوق العكر الخيري سيعلن عن أفضل الشركات المساهمة اهتماما بالمسئولية الاجتماعية وتمويل المشروعات الخيرية والتنموية في مملكة البحرين».

وأضاف العكري «لقد وضعنا مراكز قيادية لأكثر الشركات اهتماما بالمسئولية الاجتماعية، والشركة التي ستحصل على المركز الأول ستكون أفضل شركة مساهمة اهتماما بالمسئولية الاجتماعية في البحرين، والشركة التي ستليها ستحصل على مركز ثانٍ كأفضل شركة اهتماما بالمسئولية الاجتماعية كذلك... حتى آخر القائمة».

وأكد أن تصنيف الشركة في قائمة أفضل الشركات اهتماما بالمسئولية الاجتماعية هو بمثابة شهادة رمزية تقديرية للشركات على إيمانها بدعم المشروعات الخيرية التنموية في المجتمع في سبيل ازدهار الوطن