العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ

دسمال: لا عزاء للشباب "المجهول"

بعد تجربته الأخيرة

بعد تجربته الأخيرة في فيلم المجهول اذ قام بتجسيد دور الطالب المشاغب والابن العاق الذي لا يتورع عن سرقة والده، والذي يثوب الى رشده فيتحول الى طالب مجتهد. يعود الفنان البحريني الشاب أمير دسمال ليجسد دورا متميزا آخر في مسلسل تلفزيوني يعرض في شهر رمضان المقبل. فهو في حركة دائمة وباحثة عن كل جديد. ومن هنا يكتسب هذا اللقاء معه أهميته، خصوصا أنه يتعلق بصناعة سينمائية لاتزال في خطواتها الأولى وبتجربة شبابية لا تزال تعترضها الكثير من العقبات. اذ تحدث دسمال عن هموم الشباب الفنية وعن طريق سينمائي طويل يحتاج الى الصبر والاجتهاد. كانت مشاركتك المتميزة في فيلم المجهول بمثابة الاشارة التي سلطت الأضواء على تجربتك وعلى تجربة مجموعة من الشباب المتحمس للعطاء السينمائي، فكيف وجدت هذه التجربة؟ - فيلم المجهول كانت تجربة جريئة وجميلة، حاول المخرج من خلالها اظهار الابداع القروي السينمائي خصوصا وأنها كانت نتيجة امكانات متواضعة، والحمد لله كانت تجربة ناجحة اذ حظي العرض الأول لها باقبال منقطع النظير سواء من قبل الرجال أو من قبل العنصر النسائي الذي توافد من داخل القرية ومن خارجها. والسبب فيما أعتقد هو جدة التجربة من جهة والقضايا التي طرحها الفيلم والتي تهم الشارع القروي من جهة أخرى. وما الذي يعترض طريق الفنانين الشباب لتحقيق صناعة متميزة؟ - أتصور أن الممثل شأنه شأن الشاعر أو الناثر، عندما يهيأ له الطقس النفسي والثقافي نجده قادرا على الابداع. فعندما تهيأ الامكانات للفنان يستطيع أن يوفر جوا فنيا راقيا قادرا على تسويق ما لديه وعلى المنافسة، ولكن الحال ان الفنان الشاب يواجه جملة من المعوقات التي تعترض طريقه، وعلى رأسها هموم المعيشة. ولا شك مع وجود هذه العقبات نحن بحاجة الى من يلتفت الينا والى عطائنا وليس أجمل من الدعم الحكومي الذي نحن في أمس الحاجة اليه، فهو الرافد الأساسي للحركة الفنية ممثلا في قطاع الثقافة فعليه الاعتناء بالطاقات الشبابية وتأهيلها بدورات مكثفة، وقد كنت أخيرا في دولة قطر للمشاركة في مسرحية الأطفال "سويرة وبنتها" وأحسست بنفسي حجم الدعم الذي يحظى به الفنانون هناك. وحجم ما يدفع لهم ماديا هناك من أجل دفع الشباب وتحفيزهم لمواصلة ابداعاتهم. بينما هنا وفي بلدنا يطلب منا المشاركة بأقل ما يمكن الحصول عليه من دعم. فهناك اذا طاقات شبابية كبيرة تشتعل رغبة في العطاء، ولكنها لا تجد من يدعمها ويحاول اظهارها، فهذا النتاج يحتاج الى دفع لكن للأسف فإن هذا الدفع متوقف. وكيف برأيك نحقق سينما بحرينية متميزة؟ - أشعر أننا في بداية المشوار والطريق طويل أمامنا لتأسيس سينما بحرينية وهو طريق يمتلئ بالأشواك وعلينا تحمل هذه الاشواك، فهو لا يخلو من العثرات ومن الصعاب وعلينا مواجهتها في مشوارنا. ولكن المشكلة أن ما يواجهنا من عثرات أكبر من محاولاتنا وارادتنا. وليس أدل على ذلك من تجربة المخرج البحريني "زائر" اذ على رغم كونها تجربة كبيرة رائدة الا أنها لم تحظ بما يليق بها من اهتمام اعلامي وترويجي كما يحدث بالنسبة للأفلام العربية والعالمية، فكان نصيب الزائر الصحافة المحلية فقط بينما التلفزيون مثلا كان بمنأى عن ذلك لم يكن هناك حتى أعلان تجاري تلفزيوني على المستوى المطلوب. أعتقد أن هذه التجربة لو قدر لها أن تحظى بالاهتمام الاعلامي المطلوب لخرجت التجربة بصورة أفضل بكثير. فنحن لدينا مبدعين ومن المبدعين الشباب ولكن متى يتم الاهتمام بهم. فأنت عندما تجلس مع مخرج "المجهول" مثلا تفاجأ بحجم ما يحمله جميل أحمد من طاقات خلاقة ومن رغبة قوية في العطاء ومن أفكار طموحة جدا، ولكن لا تحظى بأدنى ما يمكن تصوره من الدعم. وكدليل على ذلك كلفت بطلب "دلايت" للاضاءة، من قبل التلفزيون ولكن التلفزيون أعتذر عن توفيره وعن أية مساعدة، مع أن التلفزيون مؤسسة خدماتية تتبع المملكة وهي في قلب وزارة كبيرة تتبع المملكة فما المانع من أن تتعاون هاتان الدائرتان من أجل زرع بذرة يكون نتاجها المساهمة مع الشباب في مشروعاتهم السينمائية الطموحة؟!... ولو لاحظت لوجدت أن الوليد بن طلال دفع بالتجارب وتبنى السينما العربية ولا أبالغ اذا قلت أننا بحاجة الى انسان له عقلية الوليد بن طلال، لكن مسئولينا هنا لا يمتلكون تلك العقلية السينمائية

العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً