هددت المعارضة اللبنانية أمس باللجوء إلى الضغط الشعبي عبر الشارع ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة تأخذ على عاتقها التمهيد لإجراء الانتخابات البرلمانية في مواعيدها الدستورية.
واعتبرت المعارضة في بيان عقب اجتماع عقدته لجنة متابعتها أن الأولوية القصوى في المرحلة الحالية بعد الانسحاب السوري وبعد تشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ستكون لتشكيل حكومة مهمتها الحصرية إجراء الانتخابات. وأكدت اللجنة حرص المعارضة على التواصل مع القوى السياسية ذات التمثيل الشعبي، وحددت بشكل خاص حزب الله للتفاهم على سبل إخراج البلاد من الأزمة السياسية.
وأشار بيان اللجنة إلى أن نواب المعارضة سيعقدون اجتماعا في وقت لاحق لتحديد الموقف من مسألة المشاركة في الاستشارات التي سيجريها الرئيس إميل لحود اليوم لتسمية المرشح الجديد لتشكيل الحكومة. من جانبه، أعرب الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله لصحيفة "لوموند" الفرنسية عن استعداده لبحث مستقبل الجناح العسكري في الحزب، في وقت بحث وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي مع المسئولين السوريين الأزمة اللبنانية.
عواصم - وكالات
تستعد المعارضة اللبنانية لشن معركة بغية المحافظة على موعد الانتخابات النيابية بينما شددت واشنطن وباريس على ضرورة احترام الاستحقاق الانتخابي. وقالت عضو لقاء قرنة شهوان النائب نايلة معوض انه من المقرر أن تعقد المعارضة اجتماعا "مساء أمس". وأوضحت معوض أن الاجتماع سيعمد إلى "اتخاذ موقف موحد في محاولة لافشال مناورات السلطة التي تريد نسف الاستحقاق الانتخابي". وأضافت انه في إطار حلحلة الأمور قد "نسمي شخصا "لتولي رئاسة الحكومة" نعتبر أن بامكانه أن يقود المعركة في هذه الفترة بحكمة وشفافية". لكنها رأت انه في حال عمدت السلطات إلى المماطلة أيضا فإن المعارضة قد تلجأ مجددا إلى اعتصامات في الشارع. وأكد النائب وليد عيدو من كتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، وجود اتصالات في صفوف المعارضة لاعتماد موقف موحد. ووصف زعيم المعرضة وليد جنبلاط قرار رئيس الوزراء المكلف عمر كرامي الاعتذار عن تأليف الحكومة بأنه "هروب إلى الأمام لا يفيد بشيء". وأضاف "إذا كان الموالون يتمتعون ببعض الشرعية فليتقدموا إلى الانتخابات وسنرى نتيجة الصناديق".
من جانبه أعلن وزير الداخلية المستقيل سليمان فرنجية ووزيران مسيحيان آخران هما وزير الزراعة اليأس سكاف ووزير الإعلام ايلي الفرزلي رفضهم المشاركة في الحكومة التي يفترض أن تعد للانتخابات. وأكد فرنجية ضرورة إجراء الانتخابات النيابية لتنفيس الوضع في لبنان وحتى لا يتم اللجوء إلى الشارع. وفي وقت تحتدم فيه الأزمة، شدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها. وقال شيراك إن تسوية الأزمة "تمر عبر انتخابات ديمقراطية بالكامل يجب أن تنظم في المهل المحددة وعبر تشكيل حكومة تاليا". كما حذرت واشنطن من إرجاء الانتخابات واعتبرت أن قرار كرامي الاعتذار عن تأليف الحكومة يشكل "فرصة للمضي قدما". وأوضحت رايس "من غير الضروري إعطاء مهل إضافية "للانتخابات"".
في غضون ذلك أعرب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية في عددها الصادر اليوم الجمعة عن استعداده لبحث مستقبل الجناح العسكري في الحزب، معتبرا في الوقت نفسه انه سيبقى السور الواقي ضد "إسرائيل". وقال نصرالله "إننا على استعداد تام لبحث كل الموضوعات مع الأحزاب اللبنانية بما في ذلك سلاح المقاومة الإسلامية" الجناح المسلح لحزب الله. وأضاف أن "المقاومة ليست مهنة بالنسبة إلينا، ومن دونها لن نكون عاطلين عن العمل".
على صعيد متصل، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي. وكان الوزير الإيراني بحث مع نظيره السوري فاروق الشرع مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وخصوصا في لبنان والعراق. من جانبها قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس إن مسئولين أميركيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبق في السلطة وقتا طويلا بعد انسحاب القوات السورية من لبنان الذي سينهار بدوره جراء التوتر بين الطوائف. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قولها إن "هذه التقويمات توصلت إليها أخيرا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي ايه"".
أمنيا، قال مصدر في الجيش اللبناني إنه عثر أمس على عبوة ناسفة من جنوب البلاد وعمل على تفكيكها، بينما تمت إزالة تمثال نصفي للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد من مدخل مدينة صور وذلك بواسطة رافعة للجيش اللبناني
العدد 952 - الخميس 14 أبريل 2005م الموافق 05 ربيع الاول 1426هـ