أجرت صحيفة "مانيفستو" الإيطالية، مقابلة مع السيدمحمد حسين فضل الله، عن البابا يوحنا بولس الثاني، إذ أثنى خلال المقابلة على مواقف البابا ضد الالحاد والاستكبار، وموقفه الرافض للحرب على العراق واحتلاله من قبل القوات الأميركية التي لم تستجب لجميع النداءات بما فيها نداء البابا الذي عمل على المزاوجة بين الدين والسياسة في خط العدالة، داعيا في الوقت نفسه خليفة البابا الجديد إلى مواصلة تمسك البابوية بالعدالة والقيم الإنسانية، وخصوصا في دعم الفلسطينيين لتحرير أرضهم.
وقال فضل الله في المقابلة إن البابا انفتح على حركة السياسة في العالم كله ولاسيما في حركة الإيمان في العالم، إذ إنه زاوج بين الإيمان والسياسة، وخصوصا في موقفه ضد الإلحاد الاستكبار في العالم. وبذلك هدم الجدار الذي حاول البعض أن يضعه بين الدين والسياسة، وذلك بما تمثله السياسة من تأصيل لإنسانية الإنسان في خط العدالة والحرية والإنسانية.
وأعرب فضل الله عن اعتقاده بأن البابا استطاع أن يؤكد للعالم أن المسيحية التي يمثلها في موقعه تنفتح على قضايا الدولة وترفض الاستكبار الذي يمثل ظلم المستكبرين على المستضعفين من دون تمييز بين مواقع دينية سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية، فالدين كله سواء أكان في القيم المسيحية أو الإسلامية يرفض الاستكبار والظلم كله.
ولفت فضل الله إلى أن البابا لم ينطلق في مواقفه من الحرب ضد العراق على أساس العلاقات القائمة بين الغرب والعالم الإسلامي، لأن البابا لا يمثل الغرب وإنما يمثل في موقعه الخط الذي يعتقد أنه خط السيد المسيح "ع"، ولذلك فإن مواقفه تردم الهوة التي قد يتصورها البعض بين موقف المسيحية من قضايا المسلمين، وموقف الإسلام من قضايا المسيحية لأن الدين للإنسان كله، ولكن مع الأسف أن هذا النداء الإنساني الإيماني في خط العدالة لم ينفتح عليه الاستكبار الأميركي.
واثنى السيدفضل الله على الخطوة البابوية في الحوار بين الأديان والحضارات ضد حركة التعصب الديني الذي يلغي فيه كل دين الدين الآخر، مشيرا إلى أن البابا كان ينفتح على حوار الحضارات في مواجهة صراع الحضارات، للالتقاء على القيم الحضارية المشتركة التي تجمع الحضارات كلها ولاسيما الحضارات الدينية مع الحضارات الأخرى.
وتمنى على وريثه البابا الجديد أن يكمل هذا الطريق في الحوار الإسلامي المسيحي أو الحوار بين الأديان كما توقع منه التقارب والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين على الكلمة السواء والقيم الدينية المشتركة.
وختم متمنيا على البابا المقبل أن يعمل بقيم السيد المسيح "ع" الذي لو كان موجودا الآن على الأرض لكان وقف إلى جانب الفلسطينيين في توقهم إلى العدالة الإنسانية ضد الذين يظلمونهم
العدد 952 - الخميس 14 أبريل 2005م الموافق 05 ربيع الاول 1426هـ