أكدت رئيسة لجنة مخيم شروق مريم الملا أن عدد المصابين بمرض السكري في تزايد مستمر، مشيرة إلى أنه يتم حاليا اكتشاف 45 حالة جديدة في السنة الواحدة لمرض السكري بعد أن كانت الحالات المكتشفة في كل سنة لا تتعدى 12 إلى 16 حالة جديدة في السنة.
جاء ذلك في حفل افتتاح مخيم شروق السابع للأطفال المصابين بالسكري الذي نظمته جمعية السكري البحرينية عصر أمس الأول في نادي الشراع ببلاج الجزائر، بحضور وزيرة الصحة ندى حفاظ، ووزيرة الشئون الاجتماعية فاطمة البلوشي، ونائب محافظ الجنوبية أحمد خليفة البنعلي، ورئيس جمعية السكري البحرينية محمد بن عبدالله آل خليفة، وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب.
وقالت الملا: "إن مرض السكري أضحى مشكلة صحية عالمية جسيمة، وسببا من أسباب القلق البالغ في مجال الصحة وخصوصا في دول مجلس التعاون"، مشيرة إلى "ان الإحصاءات في مملكة البحرين تشير إلى أن عدد المصابين بالنوع الأول لمرض السكري في تزايد مستمر، ففي العام 1994 لا تزيد النسبة عن 12,5 لكل 100 ألف مولود في السنة، ووصلت في العام 2000 إلى 20 لكل 100 ألف مولود في السنة، ومازالت النسبة آخذة في الازدياد".
كما أشارت إلى أن تزايد إصابة الأطفال في مملكة البحرين بالسكري ينذر بالخطر، فهناك الآن ما يقارب الألف طفل مصاب بالسكري تقل أعمارهم عن 15 سنة، مؤكدة أنه لابد للطفل المصاب بالسكري حتى يتمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة أن يتلقى رعاية صحية واجتماعية ونفسية، وكذلك رفع وعيه الصحي من خلال تثقيفه لكي يعيش بأمان مع داء السكري.
وأكدت الملا أن الهدف الأساسي من هذا المخيم هو التعايش بأمان مع مرض السكري، وغرس الثقة بالنفس لدى الأطفال وقيامهم بكل الأنشطة التي يقوم بها الأطفال غير المصابين بالسكري، بالإضافة إلى إعطاء الطاقم الطبي فرصة الاحتكاك المباشر والطويل مع الطفل المصاب بالسكري للتعرف على مشكلاته الخاصة وتفهمها، ومن ثم مساعدته على حلها والتعايش معها، وكذلك توعية الأطفال بمرض السكري بصورة ودية وغير رسمية، وتعليمهم كيفية فحص الدم بأنفسهم، وكيفية حقن الأنسولين مع تعزيز أنماط الحياة الصحية، وخصوصا الغذاء الصحي السليم والرياضة.
وأضافت أنه يشارك في هذا المخيم 40 طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والخامسة عشرة سنة، منهم 36 من البحرين وخمسة من دول مجلس التعاون، مؤكدة على أن هناك طاقما صحيا متكاملا يقوم برعاية الأطفال طوال 24 ساعة مكونا من 12 ممرضا، و12 ممرضة، وخمسة أطباء معظمهم متخصصون في رعاية الأطفال والسكري، بالإضافة إلى طاقم للتغذية وطاقم مساند لتقديم البرامج الترفيهية والرياضية والفنية.
من جانبه أكد رئيس جمعية السكري البحرينية الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أن من أهم مشروعات الجمعية التي تم البدء بتنفيذها هو مشروع مضامير المشي، وهي مساهمة كبيرة للوقاية من مرض السكر ومضاعفاته، وخصوصا النوع الثاني من السكري الذي عادة ما يصيب البالغين فوق الأربعين، مشيرا إلى أن معظم المصابين بهذا النوع هم ممن يعانون من زيادة في الوزن.
وتابع قائلا: "إن المشروع الأهم هو مشروع مخيم شروق للأطفال المصابين بالسكري، والذي بدأ في العام ،1977 والذي يعتبر مشروعا رائدا في الخليج، تبعته مشروعات مشابهة في بعض دول الخليج، مشيرا إلى أنه من خلال هذا المشرع يتم تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية للأطفال المصابين بالسكري وذويهم للتعايش بأمان مع مرضى السكري".
وأشار إلى أن أهم المشروعات المستقبلية التي تسعى الجمعية إلى تنفيذها هو إنشاء مركز لمرضى السكري يتم من خلاله تقديم الوعي الصحي الكامل للمريض، وتدريبه على الممارسات الصحية السليمة المتعلقة بالتغذية والرياضة من أجل الحد من السكري ومضاعفاته.
من جانبه قال نائب محافظ الجنوبية: "إن الاحتفال يعكس مدى عزمنا على القضاء على مرض السكري، وهو أيضا احتفال بأول خطوة في اتجاه علاجه من خلال استخلاص واكتشاف الأنسولين الذي يصادف هذا اليوم"، مشيدا بعمل أعضاء لجنة شباب المحافظة الجنوبية على دعمهم ومساندتهم لتنظيم مخيم الشروق السابع وبرامجه، وورشه المتنوعة الهادفة، والفعاليات الأخرى.
وفي كلمة الأطفال أكدت بتول عدنان أن مرض السكر ليس هو الداء الذي لا يمكن السيطرة عليه، وليس هو بداية النهاية، وإنما هو بداية لحياة جديدة ملؤها التصميم والإصرار والكفاح، وقالت: "ما حملنا الله هذا الداء إلا لعلمه أننا أقوياء صبورون نستطيع أن نتحمل هذا المرض بكل شجاعة وعزم"، وتمنت أن يكون هذا المخيم كسابقه، بل أفضل وذلك من خلال البرامج المفيدة والممتعة والتعرف على أطفال جدد.
واختتمت عدنان كلمتها بتقديم الشكر الجزيل للقلوب البيضاء التي نذرت نفسها في خدمة مرضى السكر متعايشة معهم وحاملة همومهم وأحلامهم ومعبدة لهم طريق المستقبل.
وفي ختام الحفل تم تقديم دروع تذكارية لكل من المحافظة الجنوبية، وبنك HSBC، وجمعية السكري البحرينية، بعد ذلك قام الحضور بجولة في معرض المخيم، كما أشادت وزيرة الصحة ندى حفاظ بدور القطاع الخاص في دعم مؤسسات المجتمع الصحية لتقديم خدمات صحية أفضل
العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ