إن هذا التلامس بين الحامض وجدار المريء يجرح المريء ويؤدي إلى حرقة مزعجة. يتميز جدار المعدة بأنه سميك بدرجة كافية لتحمل وجود الحامض المركز بداخلها بينما جدار المريء رفيع وفي حال حدوث ضعف بالعضلة السفلى المتحكمة بالمريء ينتج عن ذلك خروج الحامض من المعدة إلى المريء وباستمرار هذا الارتجاع يصاب المريء بالتهابات مزمنة وتقرحات، ما يؤدي إلى حدوث تحولات سرطانية بخلايا المريء، وهذا يحدث بسبب عيب في الصمام أو العضلة العاصرة بين المعدة والمريء إما نتيجة ضعف خلقي أو نتيجة السمنة أو التدخين وتكرار الانبساط المستمر للعضلة.
العوامل التي تساعد على تفاقم المشكلة
هناك أنواع معينة من المأكولات والمشروبات، والأنشطة وكثير من الأدوية التي قد تزيد من الإحساس بهذه الأعراض أو تجعلها أشد، مثل:
- المأكولات والمشروبات: الشوكولاتة - القهوة - الشاي - المشروبات الغازية - النعناع - الكحوليات - الدهون - عصائر البرتقال والليمون والخضراوات الحامضية مثل الطماطم، البطاطا المقلية، والطعام المتبل.
- الأنشطة: الاستلقاء على الظهر بعد الأكل، ضعف عضلات البطن، تناول وجبات ضخمة، السمنة، الحمل، والتدخين.
- الأدوية: الاسبرين، أقراص منع الحمل، فيتامين ج، والمضادات الحيوية، الحديد، مضادات الالتهاب والروماتيزم.
ويجب ألا نغفل عن حقيقة الدور الذي تلعبه الالتهابات البكتيرية الموجودة بجدار المعدة وهي المسماة Helicobacter، إذ ثبت علميا مدى تأثير هذه البكتيريا على جدار المعدة وزيادة افراز الحامض بها وكذلك مدى تأثيرها على التئام القرح بجدار المعدة والمريء.
ويمكن تشخيص وجود هذه البكتيريا عن طريق مسحات أو عينات من جدار المعدة وكذلك الكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا بالدم، أو البحث عن مادة اليراز المنبعثة من البكتيريا.
وبمعرفة العوامل التي تساعد على تفاقم المشكلة فبإمكانك منع حرقة المعدة أو التخفيف من حدوثها بالتشخيص السليم لسبب الحرقة بالمعدة إما عن طريق المنظار أو عن طريق الأشعة بالباريوم والتشخيص عن طريق المنظار الذي يعطى أولوية في حال الاحتياج لأخذ عينات من جدار المعدة والمريء.
ماذا تفعل لمنع الحموضة؟
ارفع رأس السرير بمسافة 15 سم باستعمال ألواح خشبية، كي يستطيع المريء التخلص بسهولة من الطعام والحامض الموجودين به بمساعدة الجاذبية الأرضية والامتناع عن الرقود مباشرة بعد الوجبات وخصوصا مساء، ما قد يسبب حرقة المعدة.
- عدم الأكل في وقت متأخر من الليل قبل الذهاب للفراش وبالتالي لا ترقد قبل مرور 2 - 3 ساعات بعد الأكل ويفضل عدم شرب أي سوائل قبل النوم بساعتين على الأقل.
- تناول وجبات صغيرة متوازنة خفيفة "4 - 5 وجبات خفيفة" ولا تأكل وجبة واحدة كبيرة ثقيلة أو وجبتين كبيرتين يوميا، ما يؤدي إلى امتلاء المعدة وزيادة الضغط على العضلة بالمريء ويتسبب في ضعفها والارتجاع.
- تجنب تناول المأكولات والمشروبات التي تساعد على حدوث حرقة المعدة مثل البطاطا المقلية، والطعام المتبل والبهارات والشوكولاتة وعصير الحمضيات وعصائر البرتقال والليمون والقهوة والشاي ومشروبات الكحول والأطعمة سريعة التجهيز العالية الدهون مع الإكثار من شرب الحليب وأكل منتجات الألبان.
- عدم تناول الكحوليات.
- التدخين يزيد الأمر سوءا وحاول الإقلاع أو الإقلال منه فابتلاع الدخان يؤدي إلى انتفاخ المعدة وضعف عضلات المريء.
- زيادة الوزن تجعل الإنسان عرضة لحرقة المعدة وحاول إنقاص وزنك، وستشعر بتحسن كبير.
- ارتداء الملابس الضيقة كالجينز له دور في حرقة المعدة فتجنب اللبس الضيق.
- بقدر المستطاع تجنب تعاطي الأدوية بشكل عشوائي ومن دون استشارة طبية وخصوصا أدوية المضادات الحيوية والأدوية المسكنة للآلام، اسأل طبيبك المعالج إذا كان أي من الأدوية التي تتناولها قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
كيف تتم معالجة حرقة المعدة بالأدوية؟
- أدوية تقلل حموضة المعدة، وهي تقلل من إحساسك بحرقة المعدة خلال 4 - 8 أسابيع، ولكن يجب أن تعلم أن المشكلة قد تعاود الظهور مرة ثانية خلال 6 أشهر أو سنة وعندها ستكون بحاجة إلى العودة إلى الطبيب مرة ثانية من أجل وصفة جديدة لثمانية أسابيع. وتنقسم أنواع مضادات الحموضة إلى:
- مضادات تأثيرها عال ويمتد إلى الدم مثل كربونات تعادل الحموضة بقلويتها، ولكن ينتج عن ذلك إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى الانتفاخ وكذلك تأثيرها في الدم بحيث تؤدي الى قلويته ولها تأثيرات جانبية في الأعضاء الأخرى وهذه المادة أعراضها الجانبية أكثر من فوائدها ولا يمكن الاستمرار عليها.
- مضادات لها تأثير موضعي لمعادلة الحمض وليست لها تأثيرات في الأعضاء الأخرى ولا تصل للدم منها أملاح الألمنيوم ومنها هيدروكسيد الألمنيوم أو كربونات الألمنيوم ومن خصائصها أنها بطيئة التأثير، ولكن مفعولها يمتد لفترة طويلة وقد تؤدي إلى الإمساك. لذلك لجأت بعض الشركات إلى دمج النوعين للجمع بين المميزات من سرعة التأثير وامتداد المفعول وعدم التأثير الجانبي في حركة الجهاز الهضمي فلا تسبب إمساكا ولا إسهالا.
وهناك أدوية أضافت لهذه التركيبة مادة تعالج الانتفاخ وذلك لأن معظم حالات الحموضة يصاحبها انتفاخ وعسر هضم.
- أدوية مضادة للتقلصات تقلل افراز الحمض.
- الأدوية التي تحمي جدران المريء بواسطة طبقة مبطنة لتحميه من حامض المعدة وتساعد على تجديد خلايا المعدة المبطنة وتساعد على التئام التقرحات المعدية.
- أدوية تقلل من افراز الحامض بالمعدة، وذلك هو الطريق الأمثل لعلاج حالات ارتجاع الحامض وقرح المعدة لقوة هذه الأدوية وقدرتها العالية على الشفاء.
- أدوية لعلاج الالتهاب البكتيري بجدار المعدة، وذلك عن طريق نوعين من المضادات الحيوية لمدة أسبوع أو أسبوعين مع أدوية تقليل تكوين الحامض.
- استعمال بعض الأدوية السابقة بمقدار محدد مع البعض الآخر، ما يؤدي إلى سرعة التئام القرح وسرعة الشفاء، ولكن لابد أن يكون ذلك تحت إشراف طبي متخصص في هذا المجال.
* استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد بمستشفى البحرين الدولي
العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ