استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين إلى أن تتحرك السلطة الفلسطينية ضد النشطاء. ونقل مسئول إسرائيلي عن شارون قوله لاجتماع وزاري "الجميع يطلب مني أن أدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكني أقول لهم ليس على حساب أرواح الإسرائيليين".
وأفرجت "إسرائيل" عن 500 أسير في 21 فبراير/ شباط ضمن تعهد بالإفراج عن 900 سجين، ولكن شارون الذي كان يتحدث قبل محادثات على مستوى الوزراء مع الفلسطينيين لمناقشة قضية الأسرى حدد شروطا جديدة للإفراج عن السجناء.
ونقل المسئول عن شارون قوله للاجتماع الوزاري "فليكن واضحا، لن يكون هناك إفراج عن سجناء قبل أن تتخذ خطوات ضد الإرهاب. الفلسطينيون لا يتخذون أية إجراءات تجاه هذه القضية. سيكون خطأ من الدرجة الأولى أن تقدم حتى ولو تنازلا بسيطا فيما يتعلق بالأمن".
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن تصريحات شارون توضح أن "إسرائيل" جمدت تفاهمات شرم الشيخ. وأضاف "من الواضح أن الشيء الوحيد الذي لم يجمد هو استمرار الأنشطة الاستيطانية وإقامة الجدار الفاصل في الضفة الغربية وعدم الإذعان لوقف العنف". وهددت حركة "حماس" باستخدام كل الخيارات بما فيها "إنهاء التهدئة" إذا لم تفرج "إسرائيل" عن الدفعة الثانية من السجناء.
وفي غضون ذلك، عبر وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط لأعضاء اللجنة الرباعية التي تجتمع اليوم في موسكو عن قلقه إزاء التأخر في تطبيق تفاهمات شرم الشيخ. وقال للصحافيين انه "بعث برسائل شفهية إلى أطراف المجموعة الرباعية"، معبرا عن "قلق مصر من تعثر تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ بالشكل المطلوب، الأمر الذي يكون له تداعيات تهدد المناخ الايجابي الذي واكب قمة شرم الشيخ".
وشدد الوزير على أهمية "تقديم أقصى قدر ممكن من الدعم والمساندة للرئيس الفلسطيني وتفادي الممارسات والإجراءات التي من شأنها أن تقوض جهوده في سبيل استمرار التهدئة".
وكان الوزير المصري التقى في وقت سابق مستشار الأمن القومي الفلسطيني جبريل الرجوب. وقال الرجوب للصحافيين في ختام اللقاء انه أطلع أبوالغيط على "آخر التطورات وما يجري على الأراضي الفلسطينية من محاولات إسرائيلية للالتفاف على استحقاقات استمرار التهدئة".
وعلى صعيد متصل، ناشد المؤتمر الثالث للفلسطينيين في أوروبا المجتمع الدولي أمس بالاعتراف بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى ديارهم. وفي بيان مؤلف من 16 نقطة دعا المشاركون من 21 دولة أوروبية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي خصوصا إلى وقف بناء المستوطنات والجدار العازل.
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا على أحد الحواجز المقامة على مدخل بلدة إذنا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية وأربعة آخرين من بلدة دير الغصون شمال طولكرم، فيما أصيب خمسة فلسطينيين برصاص الاحتلال خلال مواجهات شهدتها بلدة دورا غرب الخليل الليلة الماضية. وأعلنت حركة "الجهاد" أنها أعدمت فلسطينيا متهما بالتعاون مع الاحتلال أمس الأول في قرية علاء في طولكرم.
وفي ملف الانتخابات المحلية، أعلن مسئول بارز في اللجنة العليا للانتخابات الفلسطينية أن النتائج الرسمية للمرحلة الثانية ستعلن اليوم. وقال المدير التنفيذي للجنة فراس ياغي "إن اللجنة تحتاج مزيدا من الوقت لإدخال جميع النتائج في أجهزة الكمبيوتر من أجل الحصول على نتائج أكثر دقة". وأضاف "لن نستطيع إعلان النتائج اليوم "أمس" كما كان متوقعا".
كما أعلنت حركة "الجهاد" انه "لا يمكن الطعن في نزاهة" الانتخابات وانتقدت طلبات الطعن فيها قبل إعلان النتائج النهائية. وأعلن اتحاد مراقبي المؤسسات الأهلية في رفح، وهو منظمة غير حكومية أن الانتخابات "تفتقر إلى كل متطلبات الديمقراطية" بسبب التجاوزات التي وصلت خلالها "إلى اخطر المراحل".
من جهتها، نفت بطريركية الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة أن يكون البطريرك ايرينيوس الأول أقيل لأنه باع أراضي "إلى يهود"، موضحة أن سبب إقالته هو "سوء إدارته ونقص الشفافية والخداع" الذي كان يلجأ إليه.
وعاد بطريرك الروم الأرثوذكس السابق إيرينيوس الأول إلى البطريركية في المدينة القديمة بالقدس أمس وأعلن رفضه التنحي عن منصبه بعد يومين من قرار المجمع المقدس بالكنيسة إقالته بسبب صفقات مثيرة للجدل لبيع ممتلكات تابعة للكنيسة إلى إسرائيليين. وزادت عودة إيرينيوس من تعميق الخلافات فيما وصفته الصحافة اليونانية بأنها واحدة من أكبر الأزمات في البطريركية الأرثوذكسية اليونانية.
في الإطار ذاته، دعت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات المواطنين العرب في أراضي 48 وأهل القدس إلى المشاركة الفعالة في "يوم الحشد والرباط" في المسجد الأقصى المبارك اليوم. وقالت مصادر مطلعة في المؤسسة لـ "الوسط" إن الشرطة الإسرائيلية بدأت تركيب كاميرات مراقبة عند مداخل أبواب المسجد الأقصى.
تونس - وكالات
رفض رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس "فتح" فاروق القدومي، القرار الأخير للجنة التنفيذية القاضي بتكليف رئيس السلطة محمود عباس بمهمات رئيس دولة فلسطين في المنفى. وعزا القدومي في بيان وزعه أمس هذا الرفض إلى نصوص اتفاقات اوسلو، والى قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الذي أعلن وثيقة الاستقلال في دورته التاسعة عشرة بالجزائر.
وقال البيان الذي طبع على ورق رسمي حمل عبارة "دولة فلسطين - منظمة التحرير الفلسطينية - وزارة الخارجية - الدائرة السياسية"، انه تعقيبا على القرار المذكور، أوضح الآتي "أن اللجنة التنفيذية المغيبة لا يحق لها تعيين رئيس لجنتها التنفيذية رئيسا لدولة فلسطين في المنفى، لان ذلك من مسئوليات المجلس الوطني".
وتوجه عباس أمس إلى البرازيل ومن ثم إلى تشيلي والصين واليابان في جولة يطلع خلالها قادة هذه الدول على آخر التطورات حوادث الساحة الفلسطينية
العدد 976 - الأحد 08 مايو 2005م الموافق 29 ربيع الاول 1426هـ