أحيا المواطنون العرب في "إسرائيل" أمس ذكرى النكبة الفلسطينية بمسيرة إلى قرى فلسطينية تم تهجير أهاليها عنها في العام 1948 وسط هتافات وشعارات تطالب بعدم التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ودرج المواطنون العرب على إحياء ذكرى النكبة في اليوم ذاته الذي تحيي فيه "إسرائيل" يوم استقلالها من خلال مسيرة إلى قرى مهجرة يطلق عليها مسيرة العودة.
وانطلق آلاف المواطنين العرب، بينهم عدد من النواب العرب في الكنيست، بمشاركة عشرات اليهود المساندين لحق العودة الفلسطيني فضلا عن وفد من قطاع غزة بعد ظهر أمس في مسيرة العودة إلى أراضي قريتي هوشة والكساير المهجرتين القريبتين من مدينة شفاعمرو في الجليل إحياء للذكرى السابعة والخمسين للنكبة.
وتنظم هذه المسيرة في كل عام جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وذلك للسنة الثامنة على التوالي. ورفعت خلال المسيرة عشرات الشعارات التي تؤكد على حق العودة بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194 ورفض التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، فضلا عن عشرات الأعلام الفلسطينية.
وانتهت مسيرة العودة بمهرجان خطابي مقتضب اقتصرت الكلمات القصيرة التي ألقيت فيه على التشديد على حق العودة.
إسرائيليا، قال رئيس الوزراء ارييل شارون انه ليس واثقا من أن المشكلات التي تواجهها "إسرائيل" ستحل بعد الانتهاء من المهمة التي يسعى إليها والمتمثلة في خطة "فك الارتباط".
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن شارون قوله انه ليس من المؤكد أن تحافظ الفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف إطلاق النار بعد تنفيذ الخطة.
كما حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون في حديث لإذاعة الجيش هو الآخر من انه إذا لم تلجم "إسرائيل" جهود التسلح التي تبذلها الفصائل الفلسطينية فإن تجدد اندلاع المواجهات المسلحة بين الجانبين هي مسألة وقت فحسب.
وادعى يعالون أن لاشك في أن الفصائل تستعد لمواصلة الهجمات وتقوم بتعزيز قوتها وتحاول تهريب الأسلحة وقال: "إن السؤال بشأن هل ومتى سيستخدمون الأسلحة هو سؤال يتوجب أن يشغلنا، ووفقا لذلك علينا أن نتأهب".
وكان الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف، اقترح خلال حديث إذاعي على الإسرائيليين عدم إيهام أنفسهم بأن العالم الغربي لن يطالبهم بالمزيد من الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، بعد انتهاء خطة الانفصال.
وقال كتساف إن العالم الغربي يصمت الآن ربما كي لا يضع عراقيل أمام تنفيذ الانفصال، ولكنه يتوقع حدوث انسحابات أخرى. ورفض كتساف الإفصاح عما إذا كان الرئيس الأميركي، جورج بوش، نقل إليه مثل هذا الموقف خلال اللقاء الذي جمع بين أكثر من 60 زعيما دوليا في موسكو، هذا الأسبوع، بمناسبة الذكرى الستين للانتصار على النازية.
وأعرب عن اعتقاده بأنه لن يخضع أي مسئول إسرائيلي لأي إملاء خارجي بهذا الشأن، داعيا المستوطنين إلى عدم التحريض وإطلاق تصريحات من شأنها أن تحث على ممارسة العنف، معتبرا أن الانفصال هو ليس نهاية العالم وليس نهاية لـ "إسرائيل" ولا يعني "تناول لحم الخنزير".
وكان تقرير صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية أوضح أن عملية هدم منازل المستوطنين في مستوطنة "غوش قطيف" وسط وجنوب قطاع غزة تقدر بـ 200 مليون شيكل، إذ تشمل هذه العملية تفكيك المنازل والبنى ونقل الركام وتنظيف المنطقة وان مدة الهدم والإخلاء ستتراوح من 8 حتى 10 أشهر.
وفي موضوع آخر، قال أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، إن هناك أسبابا قانونية وسياسية وجيهة ومنطقية لتأجيل الانتخابات التشريعية والأخذ بها لن يشكل تراجعا، أو مدخلا للطعن بصدقية السلطة، بل انه يشكل إثراء للبعدين الوطني والديمقراطي، ولكن هناك حتى الآن قرار بأن تجري في موعدها المحدد على رغم عدم الانتهاء من إقرار القانون بالقراءة الثالثة وهذا يثير إشكالية بالجدولة الزمنية.
وأضاف عبدالرحيم في حديث له نشر أمس، انه لابد من حوار أو توافق وطني بأسرع وقت على هذه المسألة، مؤكدا أن هناك أيضا أسبابا وطنية لتأجيل الانتخابات التشريعية، وتساءل كيف تجري في ظل احتلال المدن والقرى، أو ما تسمى بمناطق "أ، ب"، فعلى الأقل لابد من إجرائها في أوضاع مماثلة للأوضاع التي كانت قائمة عندما أجريت الانتخابات التشريعية في العام 1996 أو عند انحسار الاحتلال إلى ما كان قائما قبل 28 سبتمبر/ أيلول .2000
إلى ذلك، صرح مصدر مسئول في حركة "حماس" أن لهجة تصريحات المسئولين في "إسرائيل" في الآونة الأخيرة استفزت الحركة، ما دفعها إلى دعوة جناحها العسكري في قطاع غزة إلى الاستنفار لمواجهة أية عملية عسكرية تستعد "إسرائيل" لتنفيذها قريبا
العدد 980 - الخميس 12 مايو 2005م الموافق 03 ربيع الثاني 1426هـ