بدأت وفود نحو 40 مؤسسة صحافية خليجية ومنظمة مهنية بالتوافد الى المنامة استعدادا للمشاركة في الاجتماع التأسيسي لـ "اتحاد الصحافة الخليجية" المقرر عقده غدا "السبت" بعد أن اختيرت البحرين مقرا له، في وقت اشار فيه مسئولون وصحافيون ومختصون الى أن استضافة الاجتماع التأسيسي لاتحاد الصحافة الخليجية يعد حدثا يتلاءم مع سياسة الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تشهده المملكة.
وقال رئيس مجلس الشورى فيصل الموسوي في تصريح لـ "الوسط" ان "اشهار الاتحاد واختيار البحرين مقرا له سيمنحه بلاشك دفعا قويا لدعم الصحافة والاعلام باشكالها المتعددة".
من جانبه رحب عضو مجلس الشورى ابراهيم بشمي بوجود الاشقاء الخليجيين، وقال: "نعتقد ان مقرهم في البحرين سيكون بيت الصحافة وبيت الحريات، وخصوصا أن المملكة تبني حاليا القاعدة القانونية لهذه الحريات". اما مدير إدارة المكتبات العامة منصور سرحان فاعتبر ان اشهار هذا الاتحاد "يأتي وسط زخم اعلامي كبير إذ تشهد دول الخليج اصدار الكثير من الصحف والمجلات، إلا أن المسألة ليست في إشهار الاتحاد بقدر ما اذا كان هذا الاتحاد سيمتلك القدرة على دعم حرية الكلمة وتوجيه النقد البناء بغية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي".
وعما اذا كان سيصدر بيان عن المجتمعين في المنامة بعد اشهار اتحاد الصحافة الخليجية قال مصدر مسئول في صحيفة "الوسط" انه من "المؤمل ان يصدر عن الاجتماع ميثاق شرف وتنظيم للمهنة لتطوير المحتوى الصحافي بما يليق بالنهضة الاعلامية التي تقودها منطقة الخليج منذ منتصف التسعينات وبما يتناسب مع الدور الذي تتطلع اليه الصحافة المكتوبة التي تمثل وتؤثر في اصحاب القرار السياسي والاقتصادي بدول الخليج واليمن".
الوسط - عقيل ميرزا
رحب صحافيون ومهتمون بالصحافة باختيار مملكة البحرين مقرا لاتحاد الصحافة الخليجية، الذي سيتم افتتاحه يوم السبت المقبل بحضور ممثلي الصحف والمؤسسات الإعلامية الخليجية، عاقدين على هذا الاتحاد آمالا كبيرة بأن يكون نقطة تحول حقيقية في منطقة الخليج، وأن يكون قادرا على السير قدما بحرية الكلمة.
وفي هذا الشأن قال عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي: "إن اختيار مملكة البحرين يعطي مؤشرين، الأول هو أن الإصلاحات التي قام بها جلالة الملك رفعت من الحريات الصحافية، وبذلك أصبحت البحرين والكويت في مقدمة الدول الخليجية، كما أن تفهم القيادة لضرورة استقطاب الفعاليات الإعلامية، وفتح الأبواب لها لاحتضانها مؤشر مهم على التحرك الاقتصادي في مملكة البحرين".
وأضاف بشمي "إننا باعتبارنا عاملين في مجال الصحافة نرحب بوجود الأشقاء الخليجيين، ونعتقد أن مقرهم سيكون بيت الصحافة وبيت الحريات، ونعتقد أن البحرين تبني حاليا القاعدة القانونية لهذه الحريات من خلال قانون الصحافة الجديد، والمقدم من مجلس الشورى والذي سيناقشه مجلس النواب قريبا، والذي يجعل البحرين هي الدولة العربية الأولى التي تلغي عقوبة حبس الصحافي، وأنا أترقب معركة الحريات الصحافية من خلال ماذا سيحدث لهذا القانون".
وأشار بشمي في تصريحه إلى "أن الظروف في ذلك الوقت جعلت بعض رؤساء التحرير يتحفظون على هذا المشروع، إلا أن التعارف والتقارب بينهم في السنوات الأخيرة أزال تلك التحفظات، وها هو المشروع يولد على أرض البحرين".
أما مدير إدارة المكتبات العامة منصور سرحان فاعتبر "إشهار اتحاد الصحافة الخليجية يعبر عن نقطة تحول في مسيرة الصحافة في منطقة الخليج التي عانت في سنوات التأسيس في بداية القرن العشرين، وحتى منتصفه من المشكلات المعقدة، إذ حاول المستعمر الهيمنة على الصحف في المنطقة بأساليب مختلفة، والمعروف أن الصحافة في منطقة الخليج تنفست الصعداء بعد نيل هذه الدول استقلالها في مطلع سبعينات القرن العشرين، وحاولت تطوير كوادرها وإصدار الصحف مخرجة إخراجا فنيا يليق بمجريات العصر".
وذكر سرحان أن إشهار هذا الاتحاد "يأتي وسط زخم إعلامي كبير، إذ تشهد دول الخليج إصدار الكثير من الصحف والمجلات، إلا أن العذر ليس بإشهار الاتحاد بقدر ما إذا كان هذا الاتحاد سيمتلك القدرة على دعم حرية الكلمة وتوجيه النقد البناء، بغية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومناصرة الصحافيين في المنطقة الذين قد يتعرضون لبعض المضايقات".
ويرى سرحان "أن الشعب الخليجي لا يحتاج إلى مؤسسات تلميع، وإنما يحتاج إلى اتحاد صحافي يكون الأعضاء فيه على قدر من الوعي بأهمية حرية التعبير والكلمة، وأن يكونوا قادرين على السير قدما بتطوير الصحافة الخليجية، وتضمينها الأخبار والرأي، والرأي المعاكس وفق مبادئ أخلاقيات الصحافة الحرة المعمول بها دوليا".
وأشار سرحان إلى أنه "يأمل خيرا من إشهار اتحاد الصحافة الخليجية في عاصمة البحرين، لما لمملكة البحرين من تاريخ مجيد ومشرف في مجال إصدار الصحافة على اختلاف أنواعها، ويبدو أن الظروف الآن مهيأة لإشهار هذا الاتحاد، ومن المنامة بالذات حيث التربة صالحة بفضل التوجه الإصلاحي الذي يقوده عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى، وفي عدة مجالات ومنها مجال الثقافة والصحافة".
وفيما يتعلق بالمدى الذي يمكن أن يشكل فيه اتحاد الصحافة الخليجية إضافة مهمة إلى قطاع الصحافة في دول مجلس التعاون، يشير رئيس قسم التحقيقات الصحافية في صحيفة "الميثاق" سعيد محمد، وهو أحد الصحافيين الخليجيين الذين أولوا اهتماما كبيرا بالقضايا المهنية، كما أنه حائز على جائزة أفضل تحقيق صحافي خليجي في مهرجان دبي للتسوق ،2004 إلى "أن وجود كيان يمثل الجسم الصحافي الخليجي، أمر يحسم الكثير من المواقف بين العاملين في بلاط صاحبة الجلالة الخليجية، ولاسيما تحت عنوان "تقريب" الخطاب الصحافي الخليجي أم "توحيد" الخطاب، وفي كلتا الحالتين، نجد أن الخطاب الصحافي الخليجي في الأصل ليس متقاربا، فلا يمكن بطبيعة الحال أن يكون موحدا، وأنا أطرح هذا المحور تحديدا لكي ألقي الضوء على جانب مهم من مسئوليتنا المهنية، وهو التصدي للحملات التي تتعرض لها دول مجلس التعاون ككتلة إسلامية عربية خليجية".
وأضاف "إذا، تلوح في الأفق معطيات جيدة في الواقع قد تسهم في إيجاد صيغة حقيقية لعمل صحافي متفاهم ومتناسق من ناحية الخطاب... ليس في شأن الرسالة الإعلامية التي يجب أن تحملها صحافة هذا الخليج لتنوير شعوب هذه المنطقة الحساسة والتعامل بأمانة وصدق مع القارئ الخليجي على مستويي النقل المحلي كشأن داخلي والدولي كشأن عالمي فحسب، بل من باب القناعات بأن هناك مسائل مهمة وقضايا تفرض نفسها على واقع دول مجلس التعاون وخصوصا تلك التي تتشابه في مسبباتها ومخاطر أبعادها كالطائفية البغيضة وظاهرة الإرهاب وغسل الأموال والاتجار في المخدرات، ثم من باب آخر التركيز على قضايا الهم الخليجي المشترك، أي الأهداف التي أنشئ من أجلها مجلس التعاون الخليجي مطلع ثمانينات القرن الماضي، ثم نعرج بعد ذلك على الدفاع عن مصالح الصحافيين وتحسين الظروف المعيشية والمهنية لهم، وأعتقد أن مسألة الترتيب متروكة للاتحاد الذي سيتشكل الأسبوع المقبل".
واستطرد محمد: "إن ما ذكرته كله يصب في إطار ما يمكن أن يضيفه اتحاد الصحافة الخليجية، ولله الحمد، فإن كل الوسائل متاحة لعمل صحافي خليجي جماعي ينطلق من وعي حضاري لإنسان هذا الخليج، ولن يقتصر الدور هنا على الحدود الجغرافية والإقليمية، فلابد أنه سيكون للاتحاد دور في التعامل مع القضايا العربية ذات الأولوية... إن وفقنا الله في تأسيس اتحاد يخرج عن إطار المهاترات الصحافية التي تمارسها بعض الصحف، والابتداعات الغوغائية لدى صحف أخرى، وإلغاء نظريات علمية وأعراف في الصحافة واستبدالها بصحافة مزاجية عند صحف هنا أو هناك، والتمادي في الإضرار بأخلاقيات المهنة والضرب بها عرض الحائط لدى شريحة من الصحف".
وأكد المسئولية التي تقع على الاتحاد، وقال: "تقع على الاتحاد مسئولية كبرى، بيد أنه من المهم أن نجيب على هذا السؤال: "ما الدافع الرئيسي لفكرة تأسيس الاتحاد؟"، وبعد ذلك سيكون النظام الأساسي واللوائح المنظمة للعمل كلها تصب في مصلحة الصحافة، إن كانت أهدافا خيرة، وهذا ما نرجوه، ويجب ألا ننسى أهمية وجود كيان يضم ملاك الصحف والمؤسسات الصحافية الخليجية، لتوحيد المواقف وتبادل الخبرات والتعاون في مجال التدريب وتنفيذ المشروعات المشتركة، فكما تعلم أن المؤسسة الصحافية مؤسسة تجارية، وتتعرض لما تتعرض لها المؤسسات الاستثمارية من مخاطر، ولابد من إيجاد تكتل قوي يضمن لها البقاء والاستمرار".
المنامة - محرر الشئون المحلية
زار رئيس لجنة تأسيس اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان بناية مقر اتحاد الصحافة الخليجية التي تبرعت بها وزارة الاعلام للاتحاد. وساهم العثمان خلال زيارته في وضع اطارات صور من صفحات الاعداد الاولى للصحف الصادرة في دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى جمهورية اليمن على جدران البناية من الداخل والتي علق عليها العثمان بالقول: "لقد اصبحت جدران مبنى الاتحاد معرضا توثيقيا للصحافة الخليجية". ولاحظت "الوسط"، التي رافقت جولة العثمان في المبنى، الجهود المتميزة التي يقوم بها عدد من ممثلي وزارات الاعلام "الاعلام الخارجي وادارة العلاقات العامة" وشئون الزراعة والبلديات والاشغال بالاضافة الى ادارة المرور.
فقد كان موظفو هذه الوزارات والجهات المساندة لهم يسابقون الزمن لانجاز المبنى وتهيئته للافتتاح بشكل يليق بسمعة مملكة البحرين ودعمها المباشر والمستمر لكل الفعاليات الخليجية والعربية والاقليمية وحتى العالمية.
من جانبه اكد الوكيل المساعد لشئون الاعلام الخارجي الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة أن بناية الاتحاد جاهزة للتسليم باثاثها وجميع متطلباتها الخاصة بانجاح اهداف وتطلعات اتحاد الصحافة الخليجية. وقال آل خليفة الذي كان في مقر البناية: "ان البحرين التي عرفت بانها السباقة في احتضــــــان فعاليات وتطلعات اشقائـــــــها الخليجـــــيين والعرب فخورة اليوم باستضافة الاجتماع التأسيسي لاتحاد الصحافة الخليجية الذي نتمنى ان يكون نواة لتطوير الصحافة الخليجية وتفعيل اهدافها السامية".
الوسط - ريم خليفة
بدأت نحو 40 مؤسسة صحافية خليجية وتجمعا صحافيا مهنيا بالتوافد على المنامة امس استعدادا لعقد اجتماعها التاسيسي غدا "السبت" بهدف اشهار اتحاد الصحافة الخليجية بعد ان تم اختيار البحرين مقرا له.
وفي هذا الشأن اوضح رئيس مجلس الشورى فيصل الموسوي ان اشهار الاتحاد واختيار البحرين مقرا له سيعطيه بلاشك "دفعا قويا لدعم الصحافة باشكالها".
واضاف الموسوي في تصريح لـ "الوسط" امس ان البحرين ايضا ستحظى بمكسب مهم على مستوى الصحافة الاقليمية، مشيرا الى ان ذلك قد يثري التجربتين البحرينية والخليجية وخصوصا انهما لاتقلان عن مثيلاتهما من الصحف العربية التي سبقتها زمنيا اضافة الى دورهما المؤثر داخل المجتمع و رفع شأن مهنة الصحافة.
في حين قال مدير ادارة شئون الاعلام الخارجي بوزارة الاعلام الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة لـ "الوسط" : "ان البحرين تشرفت باستضافة الاجتماع الاول لرؤساء تحرير الصحف الخليجية واليوم البحرين سعيدة باستضافة اجتماع اخر على ارضها ترعاه صحيفة "الوسط"".
الى ذلك اكد مصدر مسئول بصحيفة "الوسط" ان الدور الذي لعبته الصحيفة جاء تحت ارشاد اللجنة التحضيرية للاتحاد التي يرأسها المنسق العام ناصر العثمان وعضوية كل من رئيس تحرير صحيفة "الانباء" الكويتية عدنان الراشد ورئيس تحرير صحيفة "سعودي جازيت" احمد اليوسف، موضحا ان "الوسط" شاركت في الاجتماعات المشتركة بين اللجنة ووزارة الاعلام في البحرين اذ تشرفت بالدور الذي انيط بها لترتيب كافة متطلبات انعقاد الاجتماع التأسيسي وافتتاح مقر الاتحاد في الجفير.
وعما اذا كان هناك ميثاق شرف سيدرج في اجتماع المنامة اوضح المصدر انه سيكون هناك ميثاق شرف وتنظيم للمهنة للصعود بالمحتوى الصحافي وذلك بما يليق بالنهضة الاعلامية التي تقودها منطقة الخليج منذ منتصف التسعينات حتى الوقت الراهن وايضا بما يتناسب مع الدور الذي تتطلع اليه الصحافة المكتوبة التي تمثل وتؤثر في اصحاب القرار السياسي والاقتصادي بدول الخليج واليمن
العدد 980 - الخميس 12 مايو 2005م الموافق 03 ربيع الثاني 1426هـ