تعودت الكثير من مدارسنا الحكومية، وخصوصا الابتدائية منها على إقامة يومين أو أكثر في فصل دراسي يعرف بـيوم "طبق الخير"، عنوان كبير وهدف نبيل معلن تشحذ له الإدارات المدرسية همم المعلمين والمعلمات أيضا وتسخر له كل الجهود لإنجاح ذلك "اليوم" فنجاحه يعني المزيد من المال لخزينة المدرسة. ويحث مربي الفصول التلاميذ ويصل الأمر لبعضهم إلى التلويح بدرجات لمن يأتي بطبق دسم أو "جدر" كبير.
وفي اليوم الموعود تجلب الصواني و"الجدور" والأطباق المختلفة، يأتي بها التلاميذ من منازلهم تسلم لمربي الفصول لإنجاح هذا الحدث الكبير، ولا تعلم تلك الإدارات كيف هي ظروف الكثير من الأسر التي جهزت ذلك الطعام وكم من طفل بكى طوال الليل كي يرغم أمه على إعداد ذلك الطعام!، ليشرف نفسه أمام زملائه وبأنهم ليسوا بأحسن منه أو أعلى مكانة.
وبالعودة لاجتماعات تلك الإدارات التي تحث "المعلمين" ومربي الفصول لتنافس وحث التلاميذ لجلب ما يستطيعون وما لا يستطيعون من طعام لإنجاح "طبق الخير" المزعوم. وفي اليوم المحدد تفرد الطاولات وتفرش المأكولات ويعم الهرج والمرج للبيع والتنافس. فقد وعدت إدارة المدرسة الفصل الذي يجمع أكبر قدر من المال أن يذهب في جولة لمطاعم الوجبات السريعة، طبعا على حسابهم وليس على حساب الإدارة... ومثل ما يحدث من جمع الأموال من التلاميذ للذهاب في الجولات المدرسية يحدث للفصل الفائز في "طبق الخير"، ولكن مال "طبق الخير" مال كثير لا ندري تحت أي بند يدخل في موازنة تلك الإدارات، ولا نعرف أيضا كيف يصرف هذا المال! فالأيتام والفقراء من التلاميذ في مدارسنا الحكومية يتضورون جوعا ولا يحصلون على فتات طاولات أطعمة "طبق الخير" المزعوم، فأي خير تتحدثون عنه وأنتم تحرمون الأيتام والفقراء من تلاميذكم من ذلك الخير؟!
إن طبق الخير في مدارسنا هو مصيدة من تلك الإدارات لمئات الدنانير قد تخزن في حسابات تلك الإدارات للتباهي والتفاخر بالرصيد المالي للمدرسة، ومنها ما يصرف كبدل ومواصلات لمن يقومون بأعمال للإدارة المدرسية من إداريين وغيرهم، إذا ما أنجزوا اعمالا خاصة بالإدارة المدرسية ومديرها وهذه هي محصلة "طبق الخير" الذي تزعمون.
حسن صالح السبيعي
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ