قالت باكستان أمس (الجمعة) إنها ستفرض قيوداً على عمل الجمعيات الخيرية المرتبطة بإسلاميين متشددين يحاولون استغلال حالة الغضب السائدة بين ضحايا الفيضانات وسط مخاوف من أن تؤدي مشاركتها في جهود الإغاثة إلى تقويض معركة إسلام آباد ضد جماعات مثل حركة «طالبان».

وسارعت الجمعيات الخيرية الإسلامية لسد الفراغ الذي تركته الحكومة التي أربكها حجم الكارثة والتي تكافح لإيصال المساعدات إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون المأوى والطعام ومياه الشرب. ويقول منتقدون إن المنظمات المحظورة تعاود الظهور بأسماء جديدة، بينما لا تعمل السلطات بجدية على وقف أنشطتها.

وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك «الجمعيات المحظورة غير مسموح لها بزيارة المناطق المنكوبة بالفيضان. سنلقي القبض على أعضاء الجماعات المحظورة الذين يجمعون أموالاً وسنحاكمهم طبقاً لقانون مكافحة الإرهاب». وتحول ما يزيد على أربعة ملايين باكستاني إلى نازحين بعد نحو ثلاثة أسابيع من الفيضانات في باكستان.

وفي علامة على تحسن العلاقات بين باكستان والهند بعد هجمات مومبي التي شنها متشددون في العام 2008 قالت نيودلهي إن باكستان وافقت على مساعدات قيمتها 5 ملايين دولار بعد أن أبدت إسلام آباد تردداً في قبولها في البداية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، فيشنو براكاش في نيودلهي «نرحب بقبول الحكومة الباكستانية لعرضنا. إنه عرض حسن النية للتضامن».

وتأتي موافقة الحكومة الباكستانية بعد يوم واحد من محادثة جرت بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني أعرب فيها عن تعاطفه وتعازيه.

في هذه الأثناء، قال برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة عاجلة إلى مروحيات لإيصال المساعدة إلى ملايين المنكوبين، حيث فقد الكثير من السكان كل شيء وقطعوا تماماً عن باقي البلاد.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج الدولي اميليا كاسيلا «حالياً نقر بأن هناك حاجة عاجلة وشديدة لزيادة قدرات إيصال المساعدة جواً إلى الأشخاص الذين قطعوا عن العالم وأولئك الذين ستطالهم (الكارثة) في الأسابيع المقبلة». ويملك البرنامج حالياً 15 مروحية دخل خمسة منها الخدمة أمس. ولم توضح المتحدثة عدد المروحيات التي يحتاجها البرنامج.

وأوضحت «يمكنكم أن تجلبوا الكثير منها، سنستخدمها كلها» مشيرة إلى أهمية المروحيات أثناء المرحلة الحالية من المساعدة الإنسانية وذلك بسبب أن الفيضانات غمرت الطرقات.