تواصلت الانقطاعات الكهربائية في مناطق المملكة في وقت أعلنت وزارة الكهرباء والماء الأحد الماضي إجراءها "عمليات صيانة موسعة تفاديا للانقطاعات خلال فترة الصيف".
وعاش أهالي مجمع 202 في المحرق على مدى اليومين الماضيين من دون كهرباء "بدءا من الحادية عشرة والنصف من ليل الثلثاء الماضي حتى الرابعة من صباح أمس لينقطع التيار مجددا في الثامنة والنصف صباحا حتى السادسة من ظهر أمس"، في وقت ارتفعت فيه درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية.
وقال المواطن أحمد العباسي إن بداية الانقطاع "كانت في التاسعة والنصف، واستمر حتى العاشرة لتتكرر الانقطاعات مجددا"، ذاكرا أن الأهالي "يعانون منذ فترة من هذه الانقطاعات وحدوثها في فترات متقاربة بسبب انفجار كيابل أرضية يتم إصلاحها لتعود المشكلة لاحقا".
وحمال العباسي وزارة الكهرباء والماء "المسئولية تجاه الأضرار التي تلحق بالمواطنين جراء تقديمها خدمة رديئة تزعج الناس وتضطرهم إلى ترك منازلهم"، متسائلا عن "مشروعية المبالغ التي تستحصلها الوزارة شهريا مقابل انقطاعات كهربائية تحدث بشكل يومي".
ودعا المتحدث الوزارة إلى "الاحساس بمعاناة المواطنين وتعديل الوضع الكهربائي بتأهيل البنى التحتية والتخلص من العقبات البشرية والتقنية"، قائلا "من حق الناس أن يحصلوا على خدمة جيدة مقابل ما يدفعونه".
وأضاف أنه أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع وزارة الكهرباء طالب فيه بتعويضه عن 3 أجهزة تبريد لحفظ الأطعمة ومكيف وجهاز لضخ المياه "موتور" تعرضت للتلف بسبب الانقطاعات، فطلب منه موظفو الوزارة "إرسال خطاب بذلك إلى الوزير للنظر في الموضوع".
وأسف العباسي من "الأزمة الكهربائي" في المملكة، معددا انعكاساتها على حياة المواطن وعمله "حينما يضطر إلى افتراش أسقف المنازل للنوم مع أفراد عائلته أو تكديسهم في السيارة والتجول بهم ليلا في الشوارع بحثا عن مكان يأوون إليه"، واعتبر إعلان الوزارة استعداداتها لهذا الصيف "ترويجيا هدفه الخروج من مأزق يؤكده الواقع".
وفي الدراز "انقطعت الكهرباء أمس الاول عن مجمع 542 لمدة ثلاث ساعات بدءا من التاسعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا". وذكر محمد العصفور أن "انقطاعات أخرى حدثت في فترة ماضية"، واصفا الانقطاع الأخير أنه "قطر من فيض".
هذا وأمضى أهالي قرية السهلة مجمع 439 تسع ساعات من دون كهرباء "بدءا من الثانية عشرة من ليل الأحد حتى التاسعة من صباح الاثنين الماضي"، وأدى هذا الانقطاع المفاجئ إلى "خروج معظم الأهالي من منازلهم".
وقال المواطن ناصر حسن أن الانقطاع "بدء جزئيا قبل أن يتحول إلى كلي ويشمل المنازل الواقعة في نطاق المجمع"، متحدثا عن معاناة الأهالي وبحثهم عن منازل أقاربهم للمبيت فيها. وقلل حسن من التلفيات التي لحقت ببعض الأجهزة الكهربائية وفساد الاغذية، معتبرا إياها "أضرارا بسيطة أمام معاناة عجائز بقوا في المنازل لصعوبة نقلهم فضلا عن معاناة الأطفال ومرضى الربو وضيق التنفس الذين يحتاج بعضهم إلى تشغيل أجهزة طبية كهربائية أحيانا".
وذكر المتحدث أن وزارة الكهرباء والماء "أرسلت طاقمها لمعرفة سبب الانقطاع وتوصلت باستخدام جهاز إلى عطب في أحد الكيابل الأرضية استعانت لإصلاحه بعمال تابعين لمؤسسة حفريات. وأضاف أن العمل استمر حتى الخامسة من مساء الاثنين، إذ اكتشف عطب في كيبل آخر ما دفع الوزارة إلى توفير مولد لتزويد منازل المجمع بالتيار في التاسعة من صباح ذات اليوم".
من جانبه أرجع مدير إدارة توزيع الكهرباء في الوزارة صقر الجودر انقطاع السهلة إلى "عطب في كيبل أرضي"، من دون أن يوضح سبب العطب، مرجحا أنه حدث "جراء قدم شبكة التوزيع أو تعرض الكيبل لضربات قوية أثناء عمليات حفر، أو زيادة الحمل المعتاد".
وكان وزير الكهرباء والماء الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة أوضح في زيارته للمحافظة الجنوبية الشهر الماضي أن شبكة توزيع الكهرباء "تعاني من الشيخوخة والضغط ايضا، وأن الحكومة حددت 10 ملايين دينار لتأهيلها على مدى 5 أعوام على أن يصرف مليونان لكل عام".
وقالت وزارة الكهرباء والماء امس إن "أعلى استهلاك للكهرباء بلغ في الثانية و36 دقيقة من ذروة ظهر أمس الأول 1506 ميغاوات بقدرة متاحة بلغت 1809 ميغاوات وقلت إلى 1489 في الحادية عشرة و58 دقيقة ليلا وكانت القدرة المتاحة حينها تتراوح بين 1809و.1810
وتوقعت أن يبلغ أعلى استهلاك في الثالثة من ظهر أمس "1480 ميغاوات لتقل إلى 1470 في الحادية عشرة ليلا من أصل قدرة متاحة 1797 - 1809 ميجغاوات".
وذكرت الكهرباء في تقرير لها أنها وزعت امس الأول في شبكة المياه 92,101 مليون غالون إذ بلغ الحجم المتوافر من المياه 102,68 مليون غالون، والجوفية 27,44 مليون اما المحلاة فبلغت .24,75 مليون غالون.
إلى ذلك عددت الوزارة أهم أعمال الصيانة الوقائية التي أنجزتها منذ العام 2004 حتى مايو/ أيار الماضي استعدادا لفصل الصيف، وقالت انها قامت بفحص مباني ومعدات 3100 محطة فرعية العام الماضي، و1309 هذا العام، فضلا صيانة 787 محطة فرعية في العام 2004 و216 هذا العام.
واضافت انها استبدلت 10 محطات قديمة من نوع وحدة متكاملة "PACKAGE UNET" العام الماضي، و15 محطة العام الجاري، وذكرت أنها قامت بتأهيل 20 قواطع جهد 11 كيلوفولت و3 أهالت أخيرا.
وفيما يتعلق باستبدال لوحات التوزيع ذكرت الوزارة أنها استبدلت 10 لوحات في 2004 ولوحتين خلال هده السنة بالاضافة الى استبدال 22 محولا قديما و5 خلال .2005
وواصلت الوزارة "تمت صيانة 46 قاطعا في محطات مستهلكي الجهد المرتفع العام الماضي، و13 هذا العام، واستبدلنا 12 محولا محمولا على اعمدة بالاضافة إلى ثلاثة أخيرا، كما تمت صباغة 201 مبنى للمحطات الفرعية وذلك على مدى العامين، وتم استبدال 13 عمود جهد عال في 2004 و9 حتى منتصف الجاري، وبلغت اعمدة الجهد المنخفض المستبدلة في 2005 نحو 16 عمودا مقابل 9 تم تغييرها منذ فترة".
وأردفت الوزارة أن عمليات الصيانة شملت تغيير 315 صندوقا كهربائيا في 2004 واستمرت هذا العام بتغيير 132 صندوقا، وقالت الوزارة انها قامت بصيانة 3140 صندوقا كهربائيا حائطيا العام الماضي وشملت عمليات الصيانة 858 صندوقا للعام الجاري.
وعن الاجراءات التي قامت بها الكهرباء لتقوية شبكة الجهد المنخفض بينت انها اعدت 94 مشروعا لذلك العام الماضي و5 لهذا العام كما استبدلت 33,849798 مترا من الأسلاك الجدارية القديمة خلال 2004 و9,257534 منذ .2005
وتطرقت وزارة الكهرباء في شرحها الى ان الصيانة شملت موازنة الأحمال إذ بلغت 798 لـ ،2004 و534 منذ منتصف الجاري، لافتة الى أنها غيرت 215 كابلا ارضيا بجهد مرتفع، و105 لهذا العام. اما مجموع الخطوط العلوية المستبدلة فقد بلغت ،109 ولم توضح الوزارة ما قامت به فيما يتعلق بأعطال الشبكة الأرضية والعلوية "تحديد الأعطال والإشراف على أعمال التصليح وإعادة التشغيل"
العدد 1028 - الأربعاء 29 يونيو 2005م الموافق 22 جمادى الأولى 1426هـ